سيظل فيلم "رد قلبى" الفيلم الأكثر شعبية وشهرة عن ثورة يوليو، خاصة أنه يحمل فى حواره جملة شهيرة جميعنا يستخدمها ويحفظها ونتوارثها وهى: "أنت من الأحرار يا على" فهى جملة تاريخية قالها الضابط المصرى الوطنى "سليمان" الذى جسد دوره الممثل كمال ياسين لعلى ابن الجنانينى "شكري سرحان" لتصبح منحوتة فى ذاكرة الشعوب العربية بفضل الأديب وأحد الضابط الاحرار بمصر يوسف السباعى والذى جعل على ابن الجنانينى ضابطا بل وأصبح عضوا فى تنظيم الضباط الأحرار الذى سينقذ مصر من التبعية ويعود بها إلى قيادة الأمة العربية والإسلامية، فقصـة على ابن الجنانينى يحكيها السباعى بطريقة تعبر عن كل الثورات التى قامت فى الدول العربية وعلى نحو يقنع المواطن البسيط الكادح بأن الثورة قامت من اجل رفع الظلم عنه واستعادة كل حقـوقه ، وهذا الفيلم تم إنتاجه عام 1957، وإخراجه عزالدين ذو الفقار، عن رواية الكاتب المصرى يوسف السباعى، وقام ببطولته شكرى سرحان، ومريم فخر الدين، وصلاح ذوالفقار، وأحمد مظهر.
رد قلبي الاكثر شعبية لدي الجمهورلا عن ثورة يوليو
وقد قدمت السينما المصرية ما بعد ثورة يوليو عام 1952 أفلاما كثيرة ومتنوعة منها أفلام تحكى عن فساد ما قبل الثورة بإبراز سلبيات العصر الملكى، مثل أفلام: "غروب و شروق" الذى ناقش الظلم الذى كان يمارسه البوليس السياسى قبل ثورة يوليو وشارك في بطولته سعاد حسني ورشدي أباظة وصلاح ذو الفقار و محمود المليجى وإخراج كمال الشيخ ، أما فيلم "القاهرة 30" فهو من أهم الأفلام التى ناقشت الظروف التى أدت الي قيام الثورة، والفيلم إخراج صلاح أبوسيف، وقصة نجيب محفوظ ، ومن بطولة سعاد حسنى، وأحمد مظهر، وتوفيق الدقن، وعبدالمنعم إبراهيم، وحمدى أحمد، وعبدالعزيز مكيوى ، و تدور قصة الفيلم حول ثلاثة أصدقاء من طلبة الجامعة يعيشون فى منزل واحد، على طه الشاب المثقف الذى يحلم بثورة تقضى على الفساد والظلم، وأحمد بدير شاب لا يهتم بشىء يعمل فى إحدى الصحف، ومحجوب عبدالدايم، وهو الانتهازي الذى يتخلي عن أى مبادئ في سبيل الوصول لأهدافه المادية ، وتناول الفيلم مقارنة بين محجوب عبد الدايم المتسلق الانتهازى، وعلى طه المناضل الثورى.
رد قلبي
وهناك أفلام أخرى عبرت عن الثورة وأهدافها بصورة إيجابية، مثل "الباب المفتوح" لفاتن حمامة الذى أنتج عام 1963 وهو من أهم الأفلام التى حكت عن التغييرات الواجب تحقيقها نتيجة الثورة واستخدم فيه المخرج هنرى بركات الأسلوب الرومانسى الناعم لتوصيل الفكرة والفيلم بطولة محمود مرسى وحسن يوسف و شويكار و صالح سليم ، و دارت أحداثه حول فتاة من الأسرة المتوسطة، تحاول أن تثور وتشارك فى المظاهرات، لكن يكبحها والدها بعنف ويعاقبها بشدة، حتى تقع فى حب ابن خالتها لكنها مع الوقت تتأكد أنه ليس حبا حقيقيا وأنه ليس الشخص المنتظر أن يشكل ثورة فى حياتها ، حتى تقابل فيما بعد صديق أخيها الثورى والمنفتح فتشعر أنه ملاذها في من أجل إيجاد ذاتها، وتطرق الفيلم لجانب من الأوضاع الاجتماعية قبيل الثورة والتي تشكل تناقضا شديدا في المجتمع.
رد قلبي
وهناك أفلام كثيرة عبرت عن الثورة وأهدافها ومبادئها مثل فيلم "بورسعيد" لفريد شوقي، وهدى سلطان، و"الأيدي الناعمة" لأحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار، و"الحقيقة العارية" لماجدة وإيهاب نافع و" الارض الطيبة " لكمال الشناوي ومريم فخر الدين الذى نادى بالاشتراكية وتوزيع الأراضى على الفلاحين ومن الأفلام المهمة أيضا فيلم "الله معنا" فهو من أوائل الأفلام التي قدمت عقب ثورة يوليو، حيث أنتج الفيلم عام 1955 ومن بطولة سيدة الشاشة فاتن حمامة ، وعماد حمدي وشكرى سرحان وإخراج احمد بدرخان و تأليف إحسان عبد القدوس، وتدور أحداثه حول ضابط شارك فى حرب فلسطين ويصاب فى الحرب ويعود مبتور الذراع مع عدد من الجرحى ، ويناقش الفيلم صفقة الأسلحة الفاسدة التي تسبب في مقتل و تشويه عدد كبير من رجال الجيش المصري في حرب فلسطين ، ليتكون بعدها تنظيم الضباط الأحرار، لكى ينتقموا للوطن وهذا الفيلم تعرض للمنع ثلاث سنوات بسبب شخصية محمد نجيب فى الفيلم و الذى جسده الفنان زكى طليمات حتى شاهده جمال عبد الناصر وسمح بعرضه بعد حذف دورمحمد نجيب فى تكوين خلية الضباط الأحرار و أيضا فيلم " السمان والخريف" الذى أظهر أن الثورة كانت ضرورة للتطهير من الفساد و فيلم " بور سعيد " الذى أنتج بأمر من جمال عبد الناصر لإبراز أهمية تأميم قناة السويس و دور المقاومة الشعبية فى حرب 56 وتحويل الهزيمة لنصر بسبب العدوان الثلاثى على مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة