سعيد الشحات يكتب..ذات يوم ..22يوليو 1956..هيكل يستمع إلى تقديرات عبد الناصر لقرار تأميم قناة السويس ويقرأها له من سبع ورقات فلوسكاب

الأربعاء، 22 يوليو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب..ذات يوم ..22يوليو 1956..هيكل يستمع إلى تقديرات عبد الناصر لقرار تأميم قناة السويس ويقرأها له من سبع ورقات فلوسكاب عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة التاسعة والربع صباح 22 يوليو، مثل هذا اليوم، 1956، حينما اتصل الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل بالرئيس جمال عبد الناصر فى بيته يقترح عليه فكرة، حسبما يذكر فى كتابه «ملفات السويس».
 
كان العالم مشغولا بإعلان أمريكا رفضها تمويل مشروع السد العالى يوم 19 يوليو 1956، ويترقب احتمالات رد فعل مصر، ولم يتوقع أحد أن الرد سيكون فى تأميم قناة السويس.. «راجع، ذات يوم، 19 و20 و21 يوليو 2020».
 
يؤكد هيكل أن عبد الناصر كان صاحب الفكرة التى سيطرحها عليه، وكان دوره أن يُذكره بها.. يتذكر: «قلت فى التليفون: إننى فكرت طول الليل فى رد مناسب على الطريقة التى انسحبت بها أمريكا، ثم استطردت فسألته: «إذا كان يذكر فى تعليقه على ما سمعه من وزير الخارجية البريطانى «سلوين لويد» عندما التقى به فى شهر مارس، وهو أن قناة السويس جزء من مجتمع البترول فى الشرق الأوسط»، ثم سألته: «تتذكر تعليقك عليه وأنك قلت إن شركات البترول تدفع لأصحابه الأصليين حصة من عوائده تصل إلى 50 % من الدخل، فى حين أن مصر وهى صاحبة القناة الأصلية لا تحصل على شىء تقريبا من دخلها.. فماذا لو..؟».. يتذكر هيكل: «قاطعنى عبد الناصر قبل أن أكمل عبارتى قائلا: لا تزد حرفا وتعال لمقابلتى».
 
فى المقابلة كان أول تعليق لعبد الناصر: «لماذا خمسين فى المائة من دخل القناة؟ ولماذا لا تكون مائة فى المائة؟.. يؤكد هيكل: «سألته عما يعنيه، وكان رده «تأميم شركة قناة السويس، فذلك هو الرد الوحيد المناسب والممكن والذى يتيح لنا بناء السد العالى بدخل مواردنا المنهوبة».. سألته مستهولا ما تشير إليه عباراته: وهل هذا ممكن؟، أجاب: أعرف أنها ستكون معركة خطيرة، وفكرت فى احتمالاتها طوال الليل وهذا الصباح، وأجريت حساباتى وأظن أن فرص النجاح أمامنا عالية».
يتذكر هيكل، أنه جلس أكثر من ساعة يستمع إلى الحسابات التى أجراها عبد الناصر.. يؤكد: «فى الحقيقة كانت تلك واحدة من أعظم لحظات حياته، وقد استعاد دوره كضابط أركان حرب وكتب كل شيء على الورق.. كانت أمامه سبع صفحات فى حجم نصف «الفلوسكاب»، بدأت كما يلى:
 
- الهدف: «تأميم شركة قناة السويس، وهذا يحقق إمكانية تمويل السد العالى كما أن التأميم يلبى حقا مصريا يراود أحلام كل المصريين، وهو أيضا يؤكد الاستقلال المصرى الكامل بما فيه استقلال الإرادة السياسية، كما أنه يضيف أهمية القناة إلى أرصدة مصر الاستراتيجية.
 
- تقدير الموقف: يؤكد هيكل، أن هذا الجزء من الورقة استغرق معظم ما تبقى من صفحاتها، وبدأ بأن «قرار التأميم سيؤدى إلى تعبئة جماهير الشعب المصرى، وجماهير الأمة العربية حوله، ويلهم الجميع بمعنى الاعتماد على النفس، وسيكون ردا كاملا على سياسات الغرب وفى مقدمته أمريكا، وسيبين لهم أننا قادرون على الحركة متحملون لمسئولياتها، وأنهم لا يستطيعون بعد الآن أن يقرروا مصائرنا فضلا عن أن يقوموا بتوجيه الإهانات لنا، لكن الغرب لن يسكت وسوف يواجهنا بالتهديدات وبحملة سياسية ونفسية ضارية، وفى الغالب فإننا سنواجه بتهديدات عسكرية يمكن أن تتحول إلى حرب بالفعل ما لم نستعمل كل إمكانياتنا بحذر وحرص».
 
يتذكر هيكل أن عبدالناصر كان يقرأ فى الأوراق التى كتبها فى الصباح الباكر من ذلك اليوم، وبعد أن انتهى من قراءة «تقدير الموقف»، نحى الأوراق جانبا، وراح يستكمل باقى تقديره للموقف شفويا.. كان رأيه أن احتمال التدخل العسكرى هو ما يجب أن نتحوط له ونتفاداه بكل وسيلة إلا التراجع عن تأميم القناة إذا اتخذ القرار نهائيا وأعلن.. يؤكد أنه استعرض موقف كل الأطراف المعادية لمصر، وقدر أن الجميع «نظريا» سيفكرون فى التدخل عسكريا كرد فعل أولى لكن أطراف عديدة بينهم سوف تعيد التفكير وتتردد.
 
رأى عبد الناصر، أن أمريكا ستتردد فى الغالب لأن تدخلها العسكرى ضد دولة صغيرة مثل مصر، يعتبر إفلاسا سياسيا، كما أنه سيؤدى إلى إحراجها بشدة أمام أطراف عربية صديقة لها فى المنطقة وبالذات السعودية، وبالنسبة لفرنسا، فإنها لا تستطيع أن تتدخل بمفردها فهى مشغولة بحرب الجزائر، وإسرائيل قد تفكر فى التدخل العسكرى لكنها لا تستطيع أن تتخذ من تأميم شركة ذريعة لشن الحرب، وأخيرا فإن بريطانيا هى الطرف الذى يخشى من تدخله فعلا ومن هنا فإنها هى مفتاح الموضوع كله، وإذن كيف يمكن أن تتصرف، وكيف يمكن أن يتصرف رئيس وزرائها «إيدن»؟









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو محمد

تحيه لروح الزعيم

فى الحقيقه لا اجد كلمات تعبر عما يجيش فى صدرى فانا من مواليد 1952  وعشت هذا الزمن فى مطلع شبابى وظللت ابكى الزعيم طيله شهر. وحتى الان لا املك دموعى حين ارى صورته  فقد كان ةلايزال رمز الوطنيه فى زمن عز فيه الرجال 

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة