رئيس جامعة الأزهر: العالم المعاصر شَقِيَ كثيرًا بالابتعاد عن الدين

الثلاثاء، 21 يوليو 2020 12:49 م
رئيس جامعة الأزهر: العالم المعاصر شَقِيَ كثيرًا بالابتعاد عن الدين الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الازهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- معاني الأخوة والسلام أصبحت استثناءً في العديد من مناطق العالم
 

- الأديان جاءت لترسيخِ السلام بين الناس والتأكيد على حرمة دم الإنسان

 

- العالم اليوم أحوج ما يكون إلى ترسيخِ مبادئ الأخوة الإنسانية

 
قال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، إن معاني الأخوة والسلام أصبحت استثناءً من قاعدةٍ كليَّةٍ تحكُمُ مناطقَ عديدة من العالم هي الأنانيَّة والكراهيَّة والصراعُ، حتى لا نَكادُ نجدُ الآنَ وطنًا من الأوطان إلا ويَشتاقُ إلى سلامٍ دائم وعيشٍ لا إرهابَ فيه، مضيفًا أنه باتت أصابعُ الاتهام كلُّها تتوجَّه إلى الأديان رامية إياها بتُهَمٍ زائفةٍ لا أصلَ لها، وتناسوا أنَّ الأديانَ إنما جاءت لترسيخِ السلامِ بين الناسِ، والتأكيدِ على حُرمةِ دمِ الإنسانِ وتوفيرِ بيئةٍ أخلاقيَّةٍ يعيشُ فيها الجميعُ -على اختلافِ أديانهم وألوانهم وأجناسهم- إخوة مُتحابِّين.
 
وأوضح رئيس جامعة الأزهر خلال المنتدى الافتراضي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"الإيسيسكو" والذي جاء تحت عنوان"دور القيادات الدينية في مواجهة الأزمات"، أن عَلاقةَ النَّاسِ بعضها ببعض في القرآنِ هي عَلاقةُ التَّعارف والتَّعاونِ والتَّآخي، ولا مكانَ في الإسلام لِعَلاقات الصِّراع والهيمنةِ الاقتصاديَّةِ والثَّقافيةِ والعسكريَّةِ بين الشُّعوب؛ لأنَّ منطقَ القرآن يقومُ على هذه الحقيقةٍ: أنَّ الله خلقَ الناسَ مختلفينَ في عقائدِهم وألوانِهم ولغاتِهم، وأنَّ من المستحيل أن يُحشَدَ الناسُ في عقيدةٍ واحدةٍ أو ثقافةٍ واحدةٍ.
 
وبين أنَّ العالم المعاصر شَقِيَ كثيرًا بالبدائل التي ظَنَّ أنها ستُغنيه عن الدِّين وتحلُّ محلَّه، وهذه البدائلَ وإن كانت قد حقَّقت في ميدانِ التقنيةِ من الإيجابيَّات ما حقَّقت إلَّا أنها أخفقت في توفيرِ الأمانِ والاستقرارِ لأغلب الشعوب، موضحًا أن الأخلاق حَظِيت في كافَّةِ الأديان السماويَّةِ بالمكانةِ الكبرى، فهي جوهرُ الرسالةِ التي جاء بها نبيُّنا محمدٌ ﷺ، فلا يَخفى على الجميع أن المجتمعات أصبحت تُعاني من خللٍ أخلاقيٍّ ودينيٍّ، على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها المؤسساتُ الدينيةُ والتربويةُ للحفاظ على الأخلاقِ.
 
وطالب رئيس جامعة الأزهر  المجتمع الدوليّ ببذلِ مزيدٍ من التضامنِ للتغلُّبِ على ما يُواجِهُ العالمَ من أزماتٍ لم تكُنْ لتُكتشفَ لولا جائحةُ وباء كورونا، تلك الجائحةُ التي لم تَترُكْ بلدًا، إلا وزلزلته، كاشفةً عن وجودِ كثيرٍ من الأزمات، ولا سيَّما في الأخلاق، من تسابُقٍ بين الكثيرين على استغلالِ حاجات الناس، فرأينا مَن يحتكرُ الدواءَ هنا، ومَن يُصدِّرُ الخوفَ هناك، فزادت مُعاناةُ الناس، وتُرِكت الشعوبُ الضعيفةُ والأكثرُ احتياجًا وحيدةً في مواجهةِ مصيرها.
 
وشدد الدكتور محرصاوي على أنَّ العالم اليوم أحوجُ ما يكونُ إلى ترسيخِ مبادئ الأخوة الإنسانية، مبينًا أنَّ أدلَّ دليلٍ على قدرةِ القيادات الدينيَّة في التأثير وتقديم القدوةِ في تحقيق التضامن الأخلاقي العالمي هو ما حقَّقته "وثيقةُ الأخوة الإنسانية" التي وقَّعَها فضيلةُ الإمام الأكبر شيخُ الأزهر وقداسةُ بابا الفاتيكان في أبو ظبي في العام الماضي، والتي تَلقَّاها العالم كلُّه بقبولٍ حسن، وأصبح يُدرِك جيدًا الدور التاريخيَّ للقياداتِ والمؤسساتِ الدِّينيةِ خلالَ الأزمات، والذي ظَهَرَ جليًّا في مجابهةِ وباءِ «كورونا» الذي عَبَرَ الحدود، وبات من الصعبِ السيطرةُ عليه، فتضافرت جهودُهم منذ بداية الأزمةِ بضرورةِ اتخاذِ التدابير الاحترازية، ودعم الإجراءاتِ الراميةِ إلى الحدِّ من انتشار الفيروس.
 
واختتم رئيس جامعة الأزهر كلمته مؤكدًا أن المبادرة العالمية للصلاةِ والدعاءِ من أجلِ الإنسانيَّةِ التي أطلقتها اللجنةُ العليا للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ، جاءت لتُرسِلَ رسالةً واضحةً بأنَّ البشريةَ يُمكن أن تجتمِعَ على مبدأ إنسانيّ يحملُ الخيرَ للجميعِ؛ حيث شارك الملايينُ من البشرِ في هذه المبادرةِ، وتوجَّهُوا إلى اللهِ الخالقِ في يومٍ واحدٍ من أجل أن يَرفَعَ عن البشريَّةِ هذا الوباءَ الخطيرَ مُتَناسيةً كلَّ الخلافات والحدود.
 
جدير بالذكر أن المنتدى الافتراضي يأتي بتعاون منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة"الإيسيسكو" مع رابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء، تحت شعار "نحو تضامن أخلاقي عالمي للقيادات الدينية"، بمشاركة مجموعة من الشخصيات العالمية والقيادات الإسلامية التي تتمتع بقيم الوسطية والاعتدال وروح التجديد في الطرح والقدرة على اقتراح الحلول الإنسانية المطلوبة للمشاكل المستجدة واستيعاب الاختلاف.
 
ويهدف المنتدى إلى تعميم الاستفادة من المبادرات والتجارب الفضلى للمؤسسات والقيادات الدينية في مواجهة الأزمات، فضلًا عن تجديد مناهج عمل الفكر الديني ونظمه للمساهمة في إيجاد حلول مناسبة في زمن الطوارىء والأزمات، مع بلورة الموجهات العامة لصياغة مشروع ميثاق تضامني أخلاقي عالمي لمواجهة الأزمات الإنسانية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة