شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال الفترة الماضية ارتفاع في عمليات العنف المسلح من الجماعات مما أسفرعن ارتفاع كبير في نسبة النزوح فيما قامت الجماعات بهجمات عنيفة ووحشية بحق المدنيين النازحين في مناطق النزوح خاصة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
حيث يوجد في جمهورية الكونغو الديمقراطية أعلى معدلات للنزوح الداخلي في العالم وتعرض أكثر من خمسة ملايين شخص للنزوح من منازلهم بسبب انعدام الأمن داخل حدود البلاد، في حين اضطر حوالي مليون مواطن من الكونغو إلى الفرار للبحث عن الأمان في البلدان المجاورة كلاجئين. وفق الأمم المتحدة والتي أضافت أنها تلقت تقارير عن عمليات قتل وتشويه وعنف جنسي ونهب للممتلكات.
وجاءت الهجمات المسلحة ضد المدنيين النازحين للانتقام من قوات الجيش التي تعمل على تطهير المنطقة اعتقادا منهم بقيام النازحين بمساعدة قوات الجيش في الكونغو الديمقراطي وقاموا بعمليات وحشية ضد المدنيين النازحين وإضرام النيران في مناطق النزوح
وسجلت المفوضية هجمات متعددة شنتها الجماعات المسلحة على مواقع النزوح والقرى، خلال الشهر الماضي في إقليم دجوجو في إيتوري، الواقع في إقليمي فيزي وموينجا في مقاطعة جنوب كيفو، وإقليم ماسيسي وروتشورو في مقاطعة شمال كيفو. وقد أدى العنف إلى نزوح أكثر من مليون شخص في الأشهر الستة الماضية في هذه المناطق فيما تسببت الهجمة المسلحة الأخيرة من قبل الجماعات في قتل طفليين ورجلين وامرأة بطريقة وحشية بعدما تم تقطيع رؤوسهم بالسواطير، فيما أضرمت مجموعة مسلحة النار في أكثر من 150 منزلاً في قريتين مختلفتين تستضيف نازحين.
تحتل الجماعات المسلحة في الوقت الحاضر عشرات القرى. ففي يوم واحد أجبر ما يقرب من 5 الاف مواطن على الفرار من منازلهم في مقاطعة شمال كيفو بسبب القتال المستمر بين مجموعتين مسلحتين في بلدة مويسو. وقد نهب المهاجمون المدارس التي فر إليها السكان.
تفاقم عمليات العنف المسلح مشكله النزوح الكبيرة والتي هي في الأصل معقدة خاصة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية كما يؤدي النزوح الجديد إلى زيادة الضغط على المناطق التي تستضيف النازحين داخلياً والتي تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء وخدمات الرعاية الصحية.
وخلال الشهر الماضي سجلت الأمم المتحدة عدد كبير من الاعتداءات والانتهاكات الجنسية حيث تم تسجيل أكثر من 390 حالة من حالات العنف الجنسي في مقاطعات إيتوري وكيفو الشمالية وكيفو الجنوبية، ولم تسلم المراكز الصحية من الهجمات وعمليات سرقة ونهب لمجموعات العلاج الوقائي والأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الأشخاص الذين يحتمل تعرضهم لفيروس نقص المناعة البشري"الأيدز "
ومن جانبها أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الاحتياجات ضخمة وتسعى المفوضية للحصول على مزيد من الدعم المالي لعملياتها التي تفتقر إلى التمويل الكافي، حيث تلقت 21% فقط من مبلغ 168 مليون دولار أمريكي والمطلوب لعملياتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية
وناشدت المفوضية دعم بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية تعزيز وجود الشرطة والقوات العسكرية وتحسين الوضع الأمني ومحاسبة الجناة.
حيث تعمل بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية "مونوسكو" بقوة 18 ألف 553 عضو بمشاركة 10 دول والتي تولت مهمتها عن عملية سابقة لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية فى 2010 بناء على قرار مجلس الأمن
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة