يسطر العاملون فى القطاع الصحى بكافة التخصصات ملحمة وطنية وبطولات يوميا كل فى مجاله، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى تتعرض لها البلاد من انتشار وباء كورونا.
ومن بين هؤلاء الأبطال، عمال محارق النفايات الطبية الخطرة فى المستشفيات، والذين لا يقل دورهم أهمية عن دور الجيش الأبيض فى التعامل مع النفايات الخطرة الناتجة عن التعامل مع المرضى خاصة مرضى كورونا.
وعلى الرغم من المخاطر التى يتعرضون لها خلال عملهم والإصابات المختلفة من أعمال الحرق لكنهم مازالوا مستمرين فى اداء عملهم بتفانٍ للتخلص مع كميات النفايات الطبية الخطرة التى تخرج يوميا بكميات كبيرة من المستشفيات للحد من انتشار الأوبئة والأمراض.
جلال فرغلى النحراوى 56 عاما ابن مدينة بسيون بمحافظة الغربية، عامل بمحرقة مستشفى بسيون المركزى بمحافظة الغربية، رحلة عطاء على مدار 10سنوات داخل محرقة المستشفى بنظام التعاقد، وحتى الآن لم يتم تثبيته رغم تثبيت دفعات من زملائه.
ويقول جلال النحراوى لـ"اليوم السابع" إنه يعمل بإدارة النفايات بمستشفى بسيون المركزى منذ 10 سنوات وقبلها 7 سنوات عمل عادى بذات المستشفى، وتوقف إجراءات التثبيت بالتنظيم والإدارة منذ 3 سنوات ولا يعلم مصيره رغم المخاطر التى يتعرض لها يوميا ولا يوجد تأمين صحى له أو إجازات مرضية.
وأضاف "النحراوى"، أنه يتعامل بشكل يومى مع النفايات الطبية الخطرة ويقوم بحرقها بعد أن يقوم بارتداء الزى المخصص لذلك والقفازات ويقوم بإلقاء النفايات الطبية فى الفرن لحرقها، وحاليا يقوم بحرق مخلفات العزل الصحى لمصابى كورونا بالمستشفى، ولا يستطيع أن يرفض أو يعترض رغم المخاطر التى يتعرض لها اثناء العمل.
وأكد عامل محرقة مستشفى بسيون المركزى أن من اهم المخاطر التى يتعرض لها فى عمله هى دخول سن إبر السرنجات فى يده، والتى لا يعلم هل استخدمت مع مريض مصاب بمرض مزمن ام لا فيخشى ان ينتقل له اى مرض، مشيرا إلى أنه يقوم بالتوجه للطبيب ويُعطى حقنتين من المستشفى ليعاود للعمل مرة أخرى خوفا على مستقبله والتشرد والفصل من الوظيفة حال الحصول على إجازة مرضية.
وأوضح أنه تعرض أكثر من مرة لإصابات اثناء عمله ويقوم بإخطار المستشفى، ويخضع لكشف طبى ويواصل العمل مرة اخرى خوفا على مستقبله نظرا لأنه ليس مثبت أو مؤمن عليه، موضحا أن راتبه ضعيفا ومنذ شهرين وصل راتبه لـ1200جنيه، كاشفا أنه حتى الأن لم يحصل على بدل مكافحة العدوى منذ 10سنوات رغم الخطر الذى يواجهه بشكل يومى.
وأكد جلال النحراوى أن من بين المخاطر التى تعرض لها هى تطاير الزجاج فى وجهه اثناء حرق النفايات وإصابته بحروق فى وجهه وكان يحتاج وقتها لإجازة مرضية إلا انه رفض ذلك حفاظا على وظيفته، مضيفا أنه يحتاج لعملية جراحية ويتحامل على نفسه فى العمل خوفا من الحصول على إجازة ويقوم زميله بمساعدته لتخفيف ضغط العمل عنه.
وعن التعامل مع نفايات مرضى كورونا، فأكد أنه يتسلم نفايات حالات كورونا فى اكياس مخصصة ويتم حرقها بالمحرقة، وبعد الحرق تحضر سيارة نقل النفايات لتحميل الرماد، ويتم الحرق أولا للنفايات ذات التى تمثل خطورة بالغة ويليها النفايات الأقل خطورة.
وناشد "النحراوى" بتدخل محافظ الغربية ووكيل وزارة الصحة وانهاء المعوقات الخاصة بثبيتهم فى ظل هذه الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد من انتشار وباء كورونا، وللحصول على تأمين صحى يضمن لهم الرعايه الصحية حال التعرض لأى حوادث أثناء العمل مع النفايات الطبية الخطرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة