قال عبدالله زمارة، والد الشاب شادى 17 عاما، إنه ينتظر خروج جثة ابنه منذ 5 أيام من الجمعة الماضية وقت وقوع الحادث .
وأشار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عاوز جثة ابنى أدفنها هم الغلابة ملهومش حد، 5 أيام فرق الإنقاذ تبحث عنه ولم تجده، وأضاف قائلا : دفنت شقيقه وابن عمه وعاوز جثة شادى أدفنه وليس لى مطالب أخرى.
وقدم "اليوم السابع" لايف بث مباشر من شاطئ النخيل بالعجمى، الملقب " بشاطئ الموت "، حيث تواصل فرق الانقاذ محاولات البحث وانتشال جثة الشاب شادى 17عاما آخر ضحايا حادث الغرق الذى وقع يوم الجمعة الماضى وراح ضحيته 11 شخصا.
وحاولت فرق الإنقاذ البحث عن جثة شادى إلا أن ارتفاع الأمواج يحول دون ذلك، وتوجهت فرق البحث إلى حاجز الأمواج رقم 3 ثم إلى رقم 6 و7 لاستكمال البحث .
وقال كابتن وليد سعودى أحد الغطاسين المتخصصين المتطوعين، إن فرق الإنقاذ اضطرت إلى الخروج إلى الشاطئ لعبور الفتحات بين حواجز الأمواج والتى تتسبب فى تيارات مائية ودوامات تسبب الغرق، ولذلك يلجأ الغواصون للخروج إلى الشاطئ لعبور تلك الفتحات .
فيما ظلت الام تجلس على الشاطئ تتأمل البحر وتدعو إلى الله بخروج جثة ابنها المفقودة .
ويعد شاطئ النخيل بالعجمى غرب الإسكندرية، أحد الشواطئ التى اشتهرت بارتفاع حالات الغرق بها على مدار العشر سنوات الماضية، ففى كل صيف تأتى النسبة الأكبر من عدد الغرقى بشواطئ الإسكندرية، من شاطئ النخيل .
القصة تعود إلى عدة سنوات عندما ارتفعت حالات الغرق حتى بلغت عدد الحالات إلى 16 حالة فى يوم واحد فى العام قبل الماضى، مع صعوبة انتشال الجثث والتى قد تطول إلى عدة أسابيع، مما أدى إلى توجه أنظار الأجهزة التنفيذية للبحث عن أسباب تلك الظاهرة، ومحاولة وضع حلول علمية لمواجهتها والحد من حالات الغرق بالشاطئ .
وتصاعدت فى تلك الأونة نظريات تؤكد أن حواجز الأمواج التى وضعت بالشاطئ تتسبب فى دوامات تحصد أرواح المصطافين خاصة من لا يعرف فنون السباحة جيدا، إلا أن تلك النظرية لم تتأكد بشكل كامل، وطالبت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية فى عام 2017 الجمعية الخاصة المسئولة عن الشاطئ، بالأوراق والدراسات التى تمت خلال إنشاء حواجز الأمواج الموجودة بالشاطئ ليتم عرضها على المختصين من أساتذة كلية هندسة، والبت فى هذا الأمر، ما إذا كانت الحواجز الموجودة بالشاطئ تؤثر على التيارات المائية لتخلق دوامات تؤدى إلى حالات الغرق من عدمه
وفى عام 2018 أعلن الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى فى ذلك الوقت، أن فرق المساحة البحرية التابعة لهيئة الشواطئ قامت بعمليات رفع مساحى كامل لمنطقة شاطئ النخيل التابع لجمعية 6 أكتوبر بالعجمى، وذلك لتقييم الوضع، ومواجهة حوادث الغرق بالاتفاق مع محافظة الإسكندرية، حيث تم إجراء دراسة علمية شاملة لمنطقة الشاطئ لدراسة تأثير ظاهرة التغيرات المناخية وعوامل المد والجذر والتيارات البحرية لوضع السيناريوهات المختلفة والمشروعات المطلوب تنفيذها لمنع تكرار الحوادث، مؤكدا أن ما يحدث يعتبر ظاهرة طبيعية نتيجة إقامة حواجز الأمواج.
لم يتغير الأمر كثيرا من 2018 وحتى هذا العام، حيث فوجئ أهالى الإسكندرية بعودة شبح الموت إلى الشاطئ مرة أخرى بوقوع حادث غرق 11 شخصا، ولم يتم البت فى الدراسات الخاصة بحواجز الأمواج وما إذا كانت تتسبب فى التيارات المائية و"الدوامات"، وأرجعت الأجهزة التنفيذية ارتفاع حالات الغرق بالشاطئ، إلى نزول معظم الغرقى قبل مواعيد العمل الرسمية أو بعدها، حيث تنص تعليمات السلامة بالشاطئ على مواعيد فتح الشاطئ من الشروق للغروب، سواء فجرا أو بعد الغروب، حيث تكون مياه البحر مظلمة ويصعب فيها الرؤية، بالإضافة إلى عدم تواجد عمال إنقاذ قبل شروق الشمس .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة