قال الدكتور هانى رسلان رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حضور ثلاثة مراقبين من الولايات المتحدة وجنوب افريقيا والمفوضية الأوروبية فى اجتماع سد النهضة بين وزراء الرى من مصر والسودان وإثيوبيا، يعد أمرا فى صالح مصر وليس ضدها، و توسيع للصيغة التى كانت قائمة فى مفاوضات واشنطن .
وأضاف رسلان فى تصريحات صحفية أن الموقف المصرى متطابق بشكل كامل مع القانون والعرف الدوليين ومع كل السوابق فى احواض الأنهار وليس هناك ما نخشى منه، إنما هو عبء على إثيوبيا البعيدة عن الواقع المعاصر والقوانين الدولية .
وأوضح أن حضور جنوب افريقيا والمفوضية الأوروبية وأضافتهما إلى المراقب الأمريكى، فى اجتماع سد النهضة، يبدو أنه تم كمحاولة توفيقية بين مقترحات الاطرافةالثلاثة، وهذا لا يضير مصر، لافتا إلى أن القاعدة التى تدور عليها المفاوضات هى اكمال الجهود السابقة من حيث انتهت مفاوضات واشنطن، وكما هو معلوم كان قد تم الاتفاق على 90% من مسودة الاتفاق، وبقيت 10% كانت واشنطن قد قامت بوضعها بالتنسيق مع البنك الدولى بشكل يحفظ التوازن بين مصالح الدول الثلاث ورفضها الطرف الاثيوبى، وبالتالى سيدور التفاوض على هذه النسبة المتبقية، وهذا ايضا انتصار مصرى آخر، لان إثيوبيا كانت تريد التنصل من ذلك، وتزعم أن ما تم الاتفاق عليه كان تعبيرا عن وجهة النظر المصرية، وأنه كان هناك انحياز أمريكى لمصر .
وقال رسلان إنه فى حال توافر إرادة سياسية لدى اثيوبيا يمكن الوصول إلى اتفاق فى وقت قريب، وقبل البدء فى الملء الذى سيبدأ حسب التصريحات الإثيوبية، فى الموسم الحالى ( يوليو - سبتمبر ) .
وأكد رسلان ان الموقف السودانى هذه المرة سيكون ضاغطا على إثيوبيا، والتصريحات الرسمية السودانية واضحة، أن الملء بدون وجود اتفاق سيشكل خطرا مباشرا على السدود السودانية التى تقع أسفل السد الاثيوبى مباشرة، وبخاصة سد الروصيرص، وهذا يعنى أن السودان قد تحقق من أن نار المرواغات الإثيوبية قد بدأت تمتد إلى داخل البيت السودانى .
وأوضح رسلان أن مصر أعلنت مرارا وتكرارا وبكل الوسائل رغبتها فى حل متوازن، وأنها تسعى لاقتسام المصالح والتشارك فى التنمية، وما زالت القيادة السياسية المصرية حريصه على ذلك فى كل تصريحاتها وتحركاتها، و على الطرف الإثيوبى أن يعى بأنه هناك يدا ما زالت ممدوة للتعاون.
وكانت اجتماعات سد النهضة قد انطلقت اليوم بين وزراء الموارد المائية والرى من مصر والسودان وإثيوبيا بحضور 3 مراقبين من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا ومفوضية الاتحاد الاوربى، لمناقشة المسائل الاجرائية المتصلة بدور المراقبين وقضايا التفاوض العالقة بيت الدول الثلاث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة