يبدو أن شهر يونيو خلال العامين الحالى والقادم، سيكون موعدا مكررا مع ظاهرة الكسوف الشمسى الحلقى، حيث سيحدث كسوف حلقى للشمس صباح يوم الأحد الموافق 29 شوال الموافق 21 يونيو الجارى، بعد أسبوعين من خسوف شبه الظل للقمر، الذى وقع مساء يوم الجمعة الماضي.
ويتفق هذا الكسوف الذى سيرى جزئيا فى مصر والمنطقة العربية، وسط حدوثه مع اقتران شهر "ذو القعدة" للعام الهجرى الحالي، وهو أول كسوف شمسى فى العام الميلادى الحالي، فيما سيحدث الكسوف الحلقى التالى فى يوم 10 يونيو من العام المقبل.
وظاهرة الكسوف الشمسى ظاهرة فلكية طبيعية لا تؤثر على كوكب الأرض، وسيشهد القرن الحالى منها (الواحد والعشرين ما بين عامى 2001-2100)، منها 224 كسوفا شمسيا، متضمنه 77 كسوفا جزئيًّا و72 كسوفًا حلقيًّا و68 كسوفًا كاملًا و7 كسوفات مختلطة٠
وسيقوم فريق بحثى من المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية برصد ظاهرة كسوف الشمس المرتقبة فى أواخر الأسبوع المقبل وتسجيلها باستخدام التليسكوب الشمسى بمقر المعهد بحلوان وعرضها للجمهور، فيما سيتم نقل الحدث على الهواء مباشرة من خلال صفحته على الشبكة العنكبوتية، وذلك بحسب ما صرح به الدكتور جاد محمد القاضي، رئيس المعهد، الذى أكد أن هذا الكسوف هو ثالث ظاهرة من ظواهر الخسوف القمرى والكسوف الشمسى خلال العام الميلادى الحالي.
وسيتم توفير عدد من النظارات الخاصة للهواة لاستخدامها فى متابعة الكسوف من المعهد، محذرا المواطنين من النظر إلى الشمس مباشرة خلال فترة الكسوف إلا من خلال نظارات خاصة، ومتمنين لهم الاستمتاع بتلك الظاهرة الفلكية.
وقال القاضي، إنه سيمكن رؤية الكسوف جزئيا فى (جنوب شرق أوروبا وقارة آسيا ما عدا شمال وشرق روسيا وشمال أستراليا، وقارة إفريقيا ما عدا الجزء الجنوبى والغربى منها، إندونيسيا وميكرونيزيا والمحيط الباسفيكى والمحيط الهندي)، فيما يرى حلقيا فى مناطق مختلفة فى كل من (الكونغو وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا وباكستان والهند والصين وجنوب السودان وإريتريا واليمن وعُمان)٠
وطبقا لما أشار إليه رئيس المعهد، فإن هذا الكسوف الحلقى سيغطى قرص القمر عند ذروته نحو 99 فى المائة من كامل قرص الشمس، حيث سيستغرق الكسوف من بدايته حتى نهايته مدة قدرها خمس ساعات وثمانى وأربعين دقيقة تقريباً.
وستكون رؤية هذا الكسوف ككسوف جزئى فى مصر والمنطقة العربية، وسيُرى فى مصر لمدة ساعتين تقريباً، حيث ستبدأ رؤيته فى الساعة السادسة والدقيقة 24 صباحا بتوقيت القاهرة، وستكون ذروته فى الساعة السابعة والدقيقة 20 بالتوقيت المحلي، وعندها يغطى قرص القمر نحو 46 فى المائة من كامل قرص الشمس، وينتهى الكسوف الجزئى فى القاهرة فى الساعة الثامنة والدقيقة 24.
وأوضح القاضي، أن الكسوف الحلقى هو نوع من أنواع الكسوفات الشمسية، ويحدث عادة حينما يكون القمر، أثناء دورته الشهرية حول الأرض، فى طور المحاق فى نهاية الشهر القمري، وقبل ولادة الهلال الجديد مباشرة، حيث يقع القمر بين الأرض والشمس، على خط الاقتران، وهو الخط الواصل بين مركزى الأرض والشمس أو قريبا منه، وفى وجوده على إحدى العقدتين الصاعدة أو الهابطة، أو قريبا منهما.
وأضاف أنه فى هذه الحالات تتغير المسافة بين القمر والأرض ما بين 405 آلاف كيلومتر، و363 ألف كيلومتر، ونتيجة هذا التغير فى البعد يتغير حجم القمر ظاهريا بالنسبة لمتابعته من الأرض. فحين يكون قريبا يكون حجمه كبيراً فيغطى كامل قرص الشمس فيحدث الكسوف الكلي، وحين يكون بعيدا ويصادف وجوده بين الأرض والشمس يصغر حجمه فيكون أصغر من قرص الشمس، لذلك لا يغطيه كاملا بل يكون لحظة ذروة الكسوف ضوء الشمس يحيط بظل القمر فتظهر لنا حلقة من نور الشمس فيسمى كسوفًا حلقيًّا.
وأشار القاضى إلى أن ظاهرة الكسوف الشمسى تفيد فى التأكد من بدايات الأشهر الهجرية (القمرية)، إذ يحدث الكسوف الشمسى فى وضع الاقتران أو الاجتماع، أى أن حدوث الكسوف الشمسى يشير بقرب ولادة الهلال الجديد ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة