في محاولة لمساعدة صبى إيطالى من أصحاب الهمم على العيش بشكل أفضل أثناء فترة الإغلاق لبلاده بسبب تفشى فيروس كورونا، لجأ مدرسه لحيلة ذكية وهى تعليمه صناعة المخبوزات التى ساهمت فى تغيير حياته.
ووفقا لصحيفة العين الإماارتية، يعمل إنريكو ألبنزيو، 33 عاما، مدرسا وإخصائى تربية في إحدى مدارس التدريب المهني فى إقليم فينيتو بشمالي البلاد وحاصل على درجة الماجستير في العلوم التربوية، ويعمل منذ 6 أعوام مع أصحاب الهمم لمساعدتهم على الدخول إلى عالم العمل.
وقال موقع "فايس" الأمريكي في نسخته الإيطالية، يعمل ألبنزيو في الوقت الحالي مع صبي عمره 15 عاما يعاني قصورا عقليا متوسطا وإعاقة اجتماعية شديدة، حيث يمكن أن تتحول ابتسامته في بضع دقائق إلى حالة من العدوانية والعصبية الشديدة.
"قبل تفشي فيروس كورونا، بدأت أخذه إلى مزرعة أحد أصدقائي، مرة أو مرتين أسبوعيا لاختيار الخضروات وطبخها مع أقرانه في الفصل، ثم تفشى المرض وفرض الإغلاق في البلاد"، بهذه العبارة تحدث ألبنزيو عن بداية اكتشافه لحيلة الخبز التي غيرت حياة طالبه.
تغيرت حالة الصبي كثيرا للأسوأ، إذ أصبح أكثر عدوانية مع عائلته، ووصل الأمر به إلى هروبه من المنزل عدة مرات في تلك الفترة، فضلا عن مأساوية الوضع عند التدريس عن بعد، ليقول له ألبنزيو ذات يوم: "صباح الغد ارتدِ زي الطاهي، لنصنع الخبز معا".
وبعد اتفاق ألبنزيو مع والدة الصبي على شراء المكونات وإرساله لصور الخبز والبيتزا وبعض المعجنات لتلميذه، كانت المرات الأولى من دروس العجن عن بعد صعبة للغاية، حتى تحسن الأمر كثيرا في نهاية الأسبوع الأول من بداية التجربة، ليتمكن المعلم وطالبه من عمل عجينة الخبز، كل من منزله.
وبعد أسبوعين استطاع الصبي أن يزن كل شيء بنفسه، وأصبح يقلد معلمه بشكل جيد للغاية حتى في أصغر حركات اليد، ولكن الأمر الذي جعله يغير من تصرفاته مع أسرته، لكمه وركله ورميه وتدميره للخبز في بعض الأحيان.
"في مرة من المرات غضبت منه بشدة بسبب هذه التصرفات، قلت له إنها عجينتك، تعامل معها بشكل جيد، وكأنها أحد أفراد أسرتك أو أحبائك"، بهذه العبارة من المعلم لتلميذه، تغيرت حياة الصبي كثيرا.
أما عن كيفية استخدام خبز المعجنات كوسيلة لعيش الصبي بشكل أفضل، قال ألبنزيو: "تصبح العجينة مرآة للنفس، وسببا للحوار والتساؤل، كيف حالك؟ هل أنت غاضب؟ لماذا؟ وغيرها من التساؤلات المفيدة للغاية للأطفال من أصحاب الهمم".
وأوضح ألبنزيو: "على المدى الطويل أصبح هذا النشاط ذو الرائحة الشهية، لا يحسن المهارات اليدوية لأصحاب الهمم فقط، بل يدفعهم إلى أن يسألوا أنفسهم: (لماذا أتعامل مع العجين برفق ورقة وبشكل جيد، ثم أتصرف مع البقية بطريقة سيئة؟)، فتلك الهواية أثبتت فعاليتها في مساعدتهم على العيش بشكل أفضل مع أنفسهم ومع الآخرين من أفراد أسرهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة