أثبتت مصر عن جدارة أنها على مستوى الحدث وقادرة على صنع المستحيل، بل وأكبر من أى حدث، حين استضافت بطولتى أمم أفريقيا للكبار والصغار فى عام 2019، لتبهر العالم فى مرتين فى فترة وجيزة بجودة التنظيم وحسن الضيافة، التى انعكست على تعليقات الأشقاء من القارة السمراء لما وجدوه من حفاوة استقبال وترحاب من الدولة المصرية شعباً وحكومة.
وعلى مستوى المسئولية كان شباب الفراعنة، الذين نجحوا فى حصد اللقب الأول فى تاريخهم بأمم أفريقيا للشباب، بصناعة وطنية فاخرة بداية من المدرب مروراً باللاعبين والأرض والجمهور، الذى كان نقطة تحول فى البطولة ولم يتوان عن الدعم والتحفيز مقدراً المجهود العظيم الذى بذلته مصر لإخراج البطولة فى أبهى صورها وقد كان.
واحتفالاً بالإنجازات الرياضية التى تحققت فى 6 سنوات مفعمة بالحركة والنشاط تحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يكن ممكناً أن نتغافل عن هذا الإنجاز البارز الذى مثل انعكاساً لنجاح الدولة المصرية فى كل ما قدمته طوال أحداث البطولة.
رغم دخوله البطولة دون عدد من العناصر الأساسية، أبرزهم محمد محمود وطاهر محمد طاهر ثم إصابة صانع الألعاب ناصر ماهر فى اللقاء الأول، حقق "الفراعنة" العلامة الكاملة بثلاثة انتصارات وتصدروا المجموعة الأولى بتسع نقاط، هدف مصطفى محمد الرأسى حسم مواجهة مالى فى الجولة الأولى، ثم جاءت قمة الإثارة فى لقاء غانا بالجولة الثانية عندما حول الفريق تأخره مرتين لفوز بثلاثية مصطفى محمد ورمضان صبحى والبديل أحمد ياسر ريان.
ضمان الفراعنة بطاقة التأهل قبل خوض لقاء الجولة الثالثة أمام الكاميرون لم يمنع رجال المدرب الكبير شوقى غريب من الفوز بهدفين مقابل هدف بتوقيع المهاجم الواعد مصطفى محمد الذى تربع فى صدارة هدافى البطولة وبات اللاعب الوحيد فى البطولة الذى يتوج بجائزة رجل المباراة فى مناسبتين.
أمام جماهيرهم الغفيرة أثبت نجوم المنتخب الأولمبى أنهم جديرون بالثقة ونجحوا فى الفوز بثلاثية تاريخية على جنوب أفريقيا بتوقيع القائد رمضان صبحى من علامة الجزاء وثنائية الجناح الصاعد عبد الرحمن مجدى وحققوا أكبر فوز فى تاريخ مواجهات العملاقين.
في المباراة النهائية، احتشد نحو 70 ألف متفرج لمتابعة المباراة ومؤازرة لاعبي المنتخب ومدربهم شوقي غريب لاعتلاء منصة التتويج باللقب، وجاءت البداية نارية وتقدم أصحاب الضيافة بهدف للاعب كريم العراقي قبل نهاية الشوط الأول بـ8 دقائق.
وبينما كان الجميع يتأهب لتتويج مصري، باغت المنتخب الإيفواري منافسه بهدف التعادل القاتل قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة واحدة بواسطة اللاعب أبو بكر دومبيا، ليحتكم المنتخبان إلى شوطين إضافيين، شوقي غريب مدرب مصر عمد لإجراء تبديلات لتنشيط النواحي الهجومية لفريقه، بنزول الثنائي أحمد ياسر ريان وصلاح محسن، وكان لهما دورا كبيرا في هدف الفوز القاتل.
وقبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بـ6 دقائق فقط، مرر صلاح محسن الكرة لريان الذي سدد بقوة لترتطم في الحارس الإيفواري وترتد لرمضان صبحي، ليودعها الأخير في الشباك مانحا زملاءه فرحة التتويج باللقب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة