يعتبر الفن القبطى من أهم علامات الحضارة القبطية إذ حرص الرهبان والفنانون على تسجيل أحداث عاشوها أو معجزات مروا بها أو سير لقديسين من خلال ثلاثة أنواع من الرسومات وهى الأيقونات والمنمنمات والفريسكو؛ ويشرح الباحث ماركو الأمين الفرق بين الأنواع الثلاثة من الفنون القبطية يقول أن الأيقونة هى رسم على خشب أو إطار محمول يحتوى رسما يشرح حدث ما أو يروى قصة قديس ما وللأيقونة أبعاد وتأتى محمولة ولها أشكال عدة منها منها الأيقونة المستطيلة المعروفة والدائرية والثلاثية وغيرها من الأحجام والأنواع وأقدمها يرجع للقرن الخامس والسادس على أقصى تقدير.
أما الفريسكو يشرح الأمين فهى رسم على حائط أو جدار فى كنيسة أو دير أو منشوبية أو السراديب وهى الأوسع فى الانتشار والأقدم فهناك فريسكو ترجع للقرن الثانى أو أوائل القرن الثالث الميلادى مثل سراديب روما ومقابر البجوات بمصر، بينما المنمنمات فهى الرسومات التوضيحية فى المخطوطات مثل الصور التى تشرح الأحداث الهامة فى حياة السيد المسيح فى الإنجيل يوضح الأمين أن لكل منها خواص فنية متميزة.
وبالنسبة للفن السريانى، قال الأمين إنه لسوء الحظ لم يتبقى عدد كبير من الأيقونات وأقدمها يرجع إلى القرن التاسع ولكن الفريسكو قد أزدهر جدا لدى السريان حتى إنهم أسسوا مدرسة فنية فى تكريت بالعراق لها أثر فى دير السريان بوادى النطرون ودير مارموسى الحبشى فى سوريا ويرجع للقرن الحادى عشر.
ويضيف الأمين: انتشرت مدرسة تكريت للفن السريانى فى مصر ما بين القرن العاشر والحادى عشر الميلادى على يد الرئيس موسى النصيبينى رئيس دير السريان ثم اندثرت بعد ذلك ودخل السريان عصور الظلمة مؤكدا أن السريان نهضوا مرة أخرى فى القرن التاسع عشر حين صدر قانون الطوائف غير المسلمة العثمانى فعادوا للتوسع فى بناء الكنائس وبدءوا فى استيراد الفن الأنطاكى والأرمنى، واعتبر الأمين أن السريان من أفضل من اهتموا بفن المنمنمات فى الشرق الأوسط فقد اهتموا بها وزينوا المخطوطات مثل منمنمات إنجيل رابولا فى القرن السادس>
من بين هذه الأيقونات، يشرح الباحث أمجد بشارة أيقونة نزول المسيح إلى الجحيم ليوحنا الأرمنى والتى تعود إلى القرن الثامن عشر فيقول أن يوحنا كاتب أيقونات قبطى أرمينى الأصل، عاش فى مصر فى القرن الـ18، وكان له تأثير كبير على تحول الفن القبطى فى هذه الفترة لأنه نقل مدارس كتابة الأيقونة من الشام وفلسطين وأهمّ أعماله محفوظة بالكنيسة المعلقة بمصر القديمة.
أما أيقونة نزول المسيح إلى الجحيم فنلاحظ المسيح يتوسط الأيقونة، وملابسه البنية اللون على العكس من أيقونات التجلى اللى بتصوره بملابس بيضاء، وتحت قدميه أبواب الجحيم محطمة..
وآدم ملابسه حمراء قاتمة بترمز للبشرية المتألمة المنتظرة الخلاص، والمسيح ماسك معصمه وبيقيمه، ومعه حواء، من القبر وتصوير جِدَّى البشرية (آدم وحواء) يعنى حقيقة أن المسيح لم يَقُم لنفسه -زى ما بتصور الأيقونات الغربية عن القيامة- بل لكى يفتح الطريق لقيامة البشرية، وبجانبهم يوحنا المعمدان، وعلى الجانب الآخر ثلاثة أشخاص، فى العادة يمثلون هابيل وموسى وإيليا، ربما يضاف داود مع أو كبديل لأحد الشخصيات (واعتقد هو المتصدر لابس التاج(.
ويضيف أمجد: تم استخدام هذه الشخصيات كرموز لعمل المسيح متعدد الجوانب:
فهابيل هو رمزٌ لتقدمة المسيح على الصليب، وداود وسليمان هما اللذان أتى المسيح من نسلهما بشريًّا، وكرمز لخدمته الملوكية، بينما موسى وإيليا رمز الناموس والأنبياء أما والقديس يوحنا المعمدان باعتباره النبى والسابق المبشِّر بآلام المسيح وقيامته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة