قال الدكتور رضا حجازى نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين ورئيس امتحانات الثانوية العامة، إن المعلم سر تحول طلابه للتفوق، مستشهدا بقول الشاعر أحمد شوقى : قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.
وأوضح حجازى، أن كلمة معلم كانت تطلق على الفلاسفة، وأصحاب الفكر الذين يعلمون غيرهم ويغرسون فيهم مبادئهم وقيمهم، ويرونهم من نهر العلم والمعرفة وكلمة المعلم تطلق على من علم وغرس مبادئ وقيم ، وليس من نقل المعرفة لغيره ، فالعلم حتماً يقود نحو تغيير السلوك ، ورقي المجتمع ، وإحترام الجميع وحب الوطن ، وخدمة المجتمعات والشعوب ، والتسامح والتصالح مع النفس والغير ، وهي مبادئ دعى لها جميع الرسل.
وأكد أن المعلم الإنسان صاحب فكر ورسالة يسعى لتحقيقها لخدمة ورقي وطنه ولا يختلف إثنان على أن المعلم هو العمود الفقري للعملية التعليمية وحجر الزاوية لها وهو الذي ينفق من مشاعره وأحاسيسه قبل أن ينفق من أوقاته، وينفق من صحته ونفسيته أضعاف ما ينفق من مجهود في تدريسه وتـوجيهاته لطلابه، فهو الركن الأهم والأكثر تأثيراً في قيادة دفة التعليم، والنتائج كلها معقودة على مستوى آدائه وأسلوبه وطريقة تفكيره وتعامله مع أجيال مختلفة من طلبة تتغير طبائعهم واهتماماتهم بسرعة تطور العصر تكنولوجيا، نظراً لما يتمتع به من أدوار لجذب الطالب إلى ميدان العلم، في ظل تنافس كثير من المجالات على جذب اهتمام الطلاب.
وأشار إلى أن العلاقة بين المعلم والطالب قد تتميز وتتطور أكثر متجاوزة الأعراف التي يؤمن بها بعض المعلمين، وذلك حين يبدأ بعضهم ببناء جسور الصداقات والعلاقات الأخوية مع الطالب، وفق منطق يعينه على تجاوز الصعوبات التي تعترض طريقه ، فالمعلم الإنسان هو معلم داخل المدرسة ومرشد خارجها يلجأ له الطالب حين يريد استبصار طريقه وسط ضباب الأفكار والآراء المتضاربة، هذا لأن معلمه نجح بإقتدار في أن يحوز ثقته وإحترامه.
وتابع حجازى: إن الطالب إذا وجد من يحفزه ويأخذ بيده في الميدان التربوي ، فإنه ومن دون شك سيسلك طريق النجاح والتفوق ، بل وقد يبذل قصارى جهده فقط ليرى نظرة الفخر والاحترام في عيني معلمه، ويتحقق ذلك من خلال قيام المعلم بإزالة الحواجز بين الطرفين ، وتفعيل دور الطلاب في الفصل ، دون تهميش لأحدهم، إضافة إلى الإبتعاد عن استخدام كلمات التثبيط والإحباط والهدم للطلاب، مهما كان الداعي مدركا لأهمية التشجيع واعتماد كلمات الإطراء بين الحين والآخر، كونها تشعر الطالب بالفخر والإقدام ، وتدفعه إلى بذل المزيد من الجهد.
ولفت إلى أن الأسلوب الذي يتبعه المعلم ومدى إلمامه بأساليب التدريس تعتبر من أبرز المقومات التي تجذب الطالب إلى التفوق والتميز في المدرسة ، كما أن تعامل المعلم مع طلابه بعدالة ، وترسيخ التوقعات الإيجابية بين الطلاب ، وتحفيز السلوك الجيد للطلاب، والتخطيط الجيد للدروس ووضع قواعد تأديب ( وليس إنتقام ) واضحة ومفهومة ، والتركيز على العلاقات الإيجابية وممارسة التربية غير المقصودة ( تغير السلوك عن طريق تقديم نموذج سلوكي واضح دون كلام أو توجيه لفظي ) تجعل منه معلما ناجحاً.
ووجه نائب وزير التعليم لشئون المعلمين 10 نصائح للمعلم.
1 - حدد أهدافك جيداً على أن تكون قابلة للقياس وللتحقق ومرتبطة بالمعايير الدولية للمادة الدراسية ونواتج التعلم للمادة في تخصصك وأن تكون شاملة للجوانب الثلاث المعرفية المهارية والوجدانية.
2 - احرص على دراسة طلابك جيداً من حيث المستوي – إنطباعاتهم – خصائصهم – أفكارهم أحلامهم - طموحاتهم - مشاكلهم ، فلكل مرحلة تعليمية خصائصها العقلية والنفسية ، وشاركهم مشاكلهم وأحزانهم.
3 - خطط لدرسك جيداً فى ضوء خريطة المنهج الخاصة بمادتك من حيث نواتج التعلم وعناصر الدرس وسيناريو التنفيذ ومصادر التعلم وأسلوب التقييم وعلمهم كيف يتعلمون بأنفسهم تحت إرشادك ، لأن تعليمهم الصيد أفضل من إعطائهم سمكة وركز علي بناء الشخصية وتطبيق ما تعلّموه في حياتهم.
4 - نوع من طرق تعليمك وفق طبيعة الدرس ونواتج التعلم وركز علي إيجابية المتعلم ( حاول ان تجعل الطالب هو مركز عملية التعليم وليس مجرد متلقى ) بحيث تكون قائد اوركسترا للتعلم وليس ملقناً.
5 - انشر البهجة فى الفصل وابتعد عن العنف وكن لطيفاً مع من يعاني صعوبات في التعلم ، وثق بأن الطالب المشاغب عندما يرى معلمه لا ينهره وينصحه سيكف عن مشاغبته ( لأن مشاغبته أحياناً ما تكون تغطية على واقع مرير وشعور بالإهمال ). واستخدم دائما التأديب الإيجابي.
6 - طور من نفسك حتى تواكب التطورات فى مجال التعليم والتكنولوجيا وأعلم أنه لا يوجد مستوى تعليم في أي بلد أعلى من مستوى معلميه وأعلم انه بقدر ثراء بيئة التعلم وتنوع المصادر بقدر حدوث تعلم أفضل وركز علي التعلم النشط وليس التدريس التلقيني.
7 - اعلم أنه بقدر ابتهاج المتعلم بقدر حدوث التعلم لأن الطالب المتوتر لا يستطيع التركيز والطالب المنحني الحزين لا يمكن أن يكون مبدعاً، وبقدر إظهار ثقتك في المتعلم بقدر حدوث التعلم أيضاً.
8 - قارن الطالب بنفسه ولا تقارنه بغيره من الطلاب بل ركز على مدى التقدم الذي طرأ على كل طالب وشجع التعاون بين الطلاب والتنافس بين المجموعات حتى تنمو مهارات العمل الجماعي لدى الطلاب ، واغرس فيهم التقويم الذاتي ، بعد أن تعلمهم وتمنحهم حرية اختيار قراراتهم، وكذلك تحمل تبعات هذه القرارات.
9 - أجعل الطلاب يبدعون ، واكتشف المواهب والرغبات وفجر طاقاتهم وأعمل علي استثارة الأفكار الجديدة منهم ، وشجعهم على الابتكار والاستكشاف ، وابتكر طرق غير مكلفة لتكريمهم ، وعلمهم طريقة التفكير العلمي وعزز ثقتهم بالنفس وأخبرهم أنه من الممكن أن يصبح أحداً منكم عالماً في المستقبل إذا حلم بذلك وآمن بحلمه وسعى نحو تحقيقه.
10 - رسخ التوقعات الإيجابية بين الطلاب واجعلهم يعتادوا أن يحترموا ويقدروا آراء بعضهم البعض وأن يتقبلوا النقد الإيجابي ويحترموه ، وركز على العلاقات الإيجابية وايضاً اجعلهم أن يعتادوا على تهنئة بعضهم بالنجاح ومؤازرة بعضهم في حالة عدم التوفيق ، وأغرس فيهم الروح الرياضية وتقبل الهزيمة ودراسة أسبابها وإتخاذ إجراءات لعدم تكرارها ، واكتشف نقاط ضعف الطلاب لعلاجها وليس لاصدار احكام.
وشدد: كمعلم أقول لزملائي المعلمين أني أعلم أن المعلم المصري يعمل في ظل ظروف مادية واجتماعية صعبة ( نرجو الله أن يوفقنا في تغيرها ) لكن أيضاً لم يقر أي شاعر في دولة أخرى بحقيقة رسالة المعلم بقدر ما أقرها أمير الشعراء المصري أحمد شوقي ، كلي ثقة في إبداع المعلم المصري وسط الظروف الصعبة ، وأنه دائما يعتبر نفسه صاحب رسالة لا مهنة ، وأتمنى أن يحصل على ما يستحق من مكانة إجتماعية تليق به وحقوق مادية يستحقها، وتابع إن الفرصة سانحة الآن لكل مدرس أن يتحول من مدرس ناقل للمعلومات إلى معلم غارس للعلم والقيم والمبادئ في نفوس و عقول طلابه للمشاركة في تغيير الواقع نحو مستقبل أفضل مستحق لأبنائنا الطلاب ولمصرنا الغالية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة