-
توجيهات من الرئيس السيسى بضرورة أن نكون قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الإنتاج الزراعى الحيوانى
-
نستهدف استصلاح أكثر من مليون ومائتى ألف فدان فى سيناء وتوشكى وإضافتها إلى الرقعة الزراعية ودخول الإنتاج الخاص بها ضمن منظومة الاكتفاء الغذائى لمصر
-
العام المالى القادم سيشهد تخصيص 15 مليار جنيه كإنفاق حكومى للإسراع فى تنفيذ العديد من المشروعات فى قطاع الاتصالات وتوفير 155 خدمة إلكترونية بنهاية العام
-
القاهرة شهدت نقلة كبيرة فى تطوير المناطق غير الآمنة وغير المخططة والتراثية فى رد عملى على ما يردده البعض من أن الحكومة لدى انتقالها إلى العاصمة الإدارية الجديدة ستهمل العاصمة القديمة
-
سيتم تطوير كافة ميادين القاهرة الخديوية بنفس طريقة ميدان التحرير وسيتم تحويل عدد من الشوارع الرئيسية بها إلى شوارع مشاه فقط
هنأ الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الشعب المصرى بحلول الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو المجيدة، وذلك فى بداية كلمته التى ألقاها فى الاحتفالية التى شرفها الرئيس عبد الفتاح السيسى، بالحضور لافتتاح عدد من المشروعات الكبرى، قائلًا: "تلك الثورة التى خرج فيها عشرات الملايين من جموع الشعب المصرى من أجل إنقاذ بلادهم من الانزلاق إلى سيناريو لا يعلم مداه إلا الله، وإلى اين ستؤول الأمور فى مصر، مشيرًا إلى ما تمر به بعض الدول المجاورة من ظروف، لكن وعى الشعب المصرى هو الذى أنقذ بلدنا من هذا المصير الذى كان من الممكن أن تنزلق اليه.
وأشار رئيس الوزراء، فى كلمته، إلى أننا نشهد خلال هذه الفترة اكتمال 6 سنوات من مسيرة العطاء والجهد والعمل الشاق والدؤوب تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، موضحًا أن ما تنفذه الدولة المصرية من جهد وعمل خلال هذه الفترة يعد عملا غير مسبوق، حيث يصل حجم المشروعات التنموية التى نفذتها الدولة خلال السنوات الست الماضية، وما زالت مستمرة فى تنفيذها تتجاوز إجمالى استثماراتها 4.5 تريليون جنيه، فى مختلف المجالات والقطاعات الحياتية والاقتصادية، مؤكدًا على أن هذه المشروعات ساهمت جنبًا إلى جنب مع برنامج الإصلاح الاقتصادى، فى تحقيق نسب نمو غير مسبوقة فى تاريخ مصر، وكذا إحداث طفرة كبيرة فى الاداء الاقتصادى الذى مكننا من الصمود حتى هذه اللحظة فى مواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.
واستعرض رئيس الوزراء، خلال كلمته، رؤية الحكومة للعمل فى ظل أزمة فيروس كورونا، التى لم يمر بها العالم منذ أكثر من مائة عام، وما هى خطط الدولة للعمل خلال هذه المرحلة، كى تستمر مسيرة العمل والتقدم كما كانت قبل الأزمة والعمل على التحرك لمستوى أفضل، موضحًا أن الدراسات تشير إلى حدوث انكماش على مستوى العالم فى القطاع الاقتصادى بنسب لا تقل عن 4.5 أو 5 %، أى أن الاقتصاد سينمو بالسالب، فضلًا عن حدوث تراجع فى حركة السياحة والطيران على مستوى العالم بنسبة تصل إلى 80% خلال عام 2020، وايضًا حركة الملاحة والتجارة العالمية متوقع أن تنخفض بنسب تتراوح ما بين 13 و30% على مستوى العالم، هذا إلى جانب انخفاض متوقع فى حجم الاستثمار الأجنبى المباشر على مستوى العالم يصل إلى 40%، مشيرًا إلى أن هذه التوقعات جميعها تضع ضغطا وعبئا على اقتصاديات الدول المختلفة سواء المتقدمة أو النامية، بما فيها مصر، قائلا: " وبالتالى من أول لحظة كانت أعيننا كيف سنتعامل مع هذه الجائحة غير المسبوقة، والحفاظ على ما حققه اقتصادنا من معدلات خلال الفترة الماضية".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الاقتصاد المصرى قبل حدوث أزمة فيروس كورونا، شهد إشادة واسعة من مختلف المؤسسات الاقتصادية الدولية، التى أكدت على أن الاقتصاد المصرى يسير على الطريق الصحيح، وأن مصر تخطو خطوات كبيرة فى طريق التقدم والتنمية، مضيفًا أن ما حققه الاقتصاد المصرى من معدلات للنمو ما زالت تعد أفضل على مستوى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، هذا إلى جانب ما سجله الاحتياطى النقدى الاجنبى من ارتفاع تجاوز 45.5 مليار دولار، موضحًا أنه كان من المستهدف خلال العام المالى الحالى 2019/2020 الوصول بنسبة النمو إلى ما لا يقل عن 5.7%، مشيرًا إلى أن هذه الارقام كانت محققة بالفعل حتى شهر فبراير الماضى، حيث وصل معدل النمو فى يناير وفبراير الماضى إلى 5.9%، حتى جاءت أزمة فيروس كورونا، والتى أثرت بالسلب على عدد من المناحى الاقتصادية، ولكن مع حدوث هذه التداعيات من المتوقع أن يصل معدل النمو للعام المالى 2019/2020 إلى حدود الـ 4%، وهو ما يعد رقما كبيرا مقارنة بما ستصل إليه الارقام الخاصة بعدد من الدول الاخرى التى من الممكن أن تحقق أرقاما سالبة بمعدلات النمو.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن هناك تقديرات من جانب عدد من المؤسسات الدولية للرؤية الاقتصادية ما بعد عام 2019/2020، بداية من يوليو القادم، تشير إلى أن دول منطقة الشرق الاوسط ستنمو بطريقة منكمشة أو سالبة، فيما عدا مصر التى ستشهد حدوث نسب نمو إيجابية خلال تلك الفترة، مؤكدًا على أنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بضرورة وجود رؤية واضحة وخطط تنفيذية للتعامل مع تداعيات هذه الازمة خلال المرحلة المقبلة، والسعى للخروج منها بأقل تأثير سلبى على الاقتصاد المصرى، وذلك بالتطابق مع رؤية مصر "2030"، التى تستهدف الوصول بمصر خلال الـ 10 سنوات القادمة إلى أن تكون الافضل فى مختلف مناحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية والادارية، مشددًا على أن الدولة بكافة أجهزتها تعمل على تنفيذ هذه الخطط للوصول إلى الهدف المنشود، واضعين نصب أعيننا الخطط طويلة ومتوسطة المدى، إلى جانب العمل على تنفيذ الخطط قصيرة المدى التى تتعلق بالمستهدف تنفيذه خلال السنوات القليلة القادمة، بما يضمن عدم تأثر الاقتصاد المصرى بالظرف الاستثنائى شديد القسوة الخاص بأزمة فيروس كورونا.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن خطة التحرك التى يتم العمل عليها حاليًا تتضمن عددا من القطاعات الواعدة والحيوية التى اجمعت عدد من المؤسسات الدولية على ضرورة التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة، سعيًا لاستمرار تحقيق الاقتصاد المصرى لمعدلات نمو مرتفعة والسير بقوة فى الاتجاه الصحيح للتعافى من تداعيات أزمة فيروس كورونا، موضحًا أنه على رأس هذه القطاعات، التشييد والبناء، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، هذا إلى جانب قطاعات الطاقة والبتروكيماويات، والصناعة، والزراعة، وايضا قطاع التجارة وسلاسل التوريد، قائلًا: " إننا كدولة نعمل فى هذه القطاعات بمشروعات محددة على المدى القصير، بما يضمن عدم تأثر الاقتصاد بصورة سلبية"، منوهًا إلى أن عددا من المؤسسات الدولية أوضحت أن قطاع التشييد والبناء فى مصر سيشهد نموا كبيرا خلال العقد القادم، وستعد مصر من أكبر الدول فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فى هذا القطاع، حيث سيتواجد فى مصر أكثر من 30% من حجم النمو العمرانى على مستوى العالم، وهو ما يرجع لحجم المشروعات العملاقة التى تنفذها الدولة خلال هذه المرحلة، والتى تتضمن مشروعات المدن الجديدة، والتنمية العمرانية، وما يخص البنية الاساسية.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى، إلى أنه وفقًا لرؤيتنا وفى ظل الظروف الاستثنائية، لابد من ضخ استثمارات عامة للدولة فى خلال السنة القادمة بصورة كبيرة، بما يضمن أن كل قطاعات الدولة، ومن بينها على سبيل المثال (التشييد والبناء، والصناعة، والزراعة) لا تتأثر وتستمر حركة العمل بها، واتاحة مزيد من الفرص العمل من خلالها حتى يستمر الحد من نسب معدلات البطالة.
وأوضح رئيس الوزراء أن خطة العام المالى القادم الذى سيبدأ أول شهر يوليو 2020، تتضمن إنفاقا حكوميا بقيمة 300 مليار جنيه فى مشروعات التشييد والبناء، مضيفًا أن هذا الرقم بخلاف مشروعات البنية الأساسية والمرافق، مثل مشروعات الكهرباء والصرف الصحى والمياه والترع، لافتًا إلى أنه بإضافة تلك المشروعات مع الـ300 مليار جنيه، نتوقع الاقتراب من رقم الـ400 مليار إنفاق من أجهزة الدولة الموازنية، والهيئات الاقتصادية والشركات التابعة للدولة، كل ذلك حتى نضمن أن القطاع الذى يستوعب أكبر قدر من العمالة يستمر بالعمل بقوة خلال العام القادم.
وفيما يخص قطاع الطاقة والبتروكيماويات، نوه رئيس الوزراء إلى أن هناك مشروعات ضخمة قيد التنفيذ مقيمة من المؤسسات العالمية بما يقرب من 19 مليار دولار، بالإضافة إلى أننا نتوسع ونستمر فى الإسراع بتنفيذ شبكات تطوير النقل وتوزيع الكهرباء، وأيضًا التوسع فى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وبالنسبة لقطاع الزراعة، أشار رئيس الوزراء إلى أنه أحد أهم الأولويات حيث تعلم العالم كله من فيروس كورونا المستجد، أنه كلما كانت الدولة لديها القدرة على الاكتفاء الذاتى، وقادرة على تقليل الاعتماد على الاستيراد، سيكون اقتصادها قادرا على الصمود والنمو، ولذلك كان توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بضرورة أن نكون قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتى فى مجال الإنتاج الزراعى والحيواني.
وسلط رئيس الوزراء الضوء على خطة مصر الطموحة فى خلال السنتين القادمتين لاستصلاح حجم كبير جدًا من الأراضى الجديدة سواء فى سيناء أو منطقة توشكى اعتمادًا على مياه الصرف الزراعى المعالجة، التى كانت تلقى فى البحيرات والبحار، والتى تقدر تلك المساحات بأكثر من مليون و200 ألف فدان نستهدف فى خلال السنوات القليلة القادمة استصلاحها وإضافتها إلى الرقعة الزراعية ودخول الإنتاج الخاص بها ضمن منظومة الاكتفاء الغذائى لمصر، هذا بالإضافة إلى مشروع تطوير نظم الرى الحديث، ومشروعات الصوب الزراعية العملاقة التى يتم تنفيذها على أرض مصر وباقى المشروعات الأخرى الخاصة بالثروة الحيوانية.
وتطرق رئيس الوزراء إلى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أنه قطاع واعد جدًا، يحظى باهتمام وتركيز الدولة، لافتًا إلى أن محنة "كورونا" أرشدت العالم إلى فرصة الاستفادة منها كمنحة، ودفعت العالم إلى الإسراع فى ملف التحول الرقمى، والبدء فى الاعتماد على أن تكون أغلب الخدمات المقدمة بالنظام الإلكتروني.
وأضاف مدبولى، أن موضوع التباعد الاجتماعى والتواجد فى المنزل دفع الحكومة المصرية إلى الإسراع فى خطواتها لتنفيذ مشروعات كثيرة جدًا كانت تستهدفها بالفعل، فيما يتعلق بالتحول الرقمى، للتيسير على المواطنين المصريين وتمكينهم من الحصول على الخدمات دون النزول بأنفسهم والذهاب إلى أماكن تقديم الخدمة، مؤكدًا أن العام المالى القادم سيشهد نظرًا للظرف الاستثنائى، تخصيص 15 مليار جنيه كإنفاق حكومى للإسراع فى تنفيذ العديد من المشروعات فى قطاع الاتصالات، رغم أنه كان دومًا يعتمد على التمويل الذاتى، وأهمها إطلاق بوابة مصر الرقمية، التى ستتيح حزمة خدمات رئيسية كبيرة جدًا تقدم إلكترونيًا، حيث كان هناك شكوى من المواطن مستمرة من أن بعض الخدمات تتطلب تفرغه ليوم أو إثنين لإنجازها، لتكون هذه الخدمات متاحة أون لاين اعتبارًا من شهر أغسطس القادم، ومنها خدمات المرور، التموين، وبعض الدعاوى القضائية، والاستثمار، وخدمات أخرى كثيرة جدًا، لافتًا إلى أن الحكومة تستهدف الوصول إلى أكثر من 155 خدمة، بنهاية هذا العام، تقدم الكترونيًا، للتيسير على المواطن.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن مشروعات الاتصالات يرتبط معها حجم هائل من الإنفاق على مشروعات البنية الأساسية، لتحديثها باستمرار فى هذا المجال الكبير، موضحًا أن نجاح تجربة أداء العديد من الامتحانات إلكترونيًا، يمنحنا فرصًا واعدة للبدء فى التحرك لتكون الامتحانات والعديد من البرامج التعليمية إلكترونيًا فى الأعوام المقبلة، ويكون لدينا العديد من المنصات الإلكترونية التى تمكننا من أداء هذه المهام الكبيرة، مُشيرًا إلى أن هناك حجم تكلفة كبيرة تم تخصيصها للعام المالى القادم فى هذا الملف.
وأكد رئيس الوزراء أن ما تم تنفيذه فى هذا القطاع جاء بتكليف من الرئيس عبدالفتاح السيسى، قبل جائحة كورونا بسنة كاملة، بضرورة التحرك لزيادة سرعة الإنترنت، والتوسع فى تقديم الخدمات المهمة إلكترونيًا، كاستشراف لتزايد حجم الإعتماد فى المستقبل القريب على الخدمات الالكترونية، لافتًا إلى أن ترتيب مصر فى سرعات الإنترنت فى عام 2019 مصر كان الـ 40 على مستوى افريقيا، وفى شهر مارس الماضى وصلنا لرقم 2 على مستوى القارة، نتيجة لحجم الاستثمارات الكبيرة التى يتم ضخها لتطوير هذه الشبكة.
كما انتقل رئيس الوزراء إلى طرح ما يتم تنفيذه فى إطار تطوير القاهرة الكبرى، لإعادتها إلى ثوبها الحضارى الذى كان يميزها بين مدن العالم، خاصة فى ظل وجود 20 مليون مواطن يقطنون القاهرة الكبرى، حيث عرض أمام الحضور دراسة تعود إلى عام 2002، كان قد تم إعدادها بالتعاون بين وكالة التعاون الدولى اليابانية، ووزارة النقل المصرية، موضحًا أن هذه الدراسة أكدت حينها أن القاهرة إذا لم تشهد تنفيذ بعض المشروعات الخاصة بتطوير الطرق ووسائل النقل الجماعى، ستتوقف الحركة على الطرق بالقاهرة الكبرى، ولن تتجاوز سرعة السيارات 4 كم فى الساعة.
وأضاف مدبولى أن نتائج هذه الدراسة كانت أساس العمل الذى شهدته القاهرة الكبرى خلال السنوات الماضية، وأبرزها المحاور التى تمت فى شرق القاهرة، لافتًا إلى أن حجم العمل الذى تم تنفيذه تجاوز المطلوب، وتم تنفيذ أضعاف الأعمال التى كانت مخططة فى إطار هذه الدراسة، وفق رؤية لتطوير كل شبكة الطرق والنقل الجماعى فى القاهرة الكبرى، سواء فى شرق أو غرب القاهرة، فى ظل وجود "العاصمة الإدارية الجديدة"، وكُل المُدن الجديدة التى تشهد أعمال التنمية.
ولفت فى هذا الإطار إلى أنه تم تطوير الطريق الدائرى القديم، وتم استحداث الطريق الدائرى الأوسطى، والطريق الدائرى الإقليمى، وتم تطوير كافة الشبكات ومحاور الطرق الرئيسية والطرق السريعة التى تربط ما بينها، ومنها الطرق التى تربط القاهرة بكل من الاسكندرية، والاسماعيلية، والعين السخنة، والسويس، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات لتطوير شبكات مترو الأنفاق وخدمات نقل الركاب، والقطار الكهربى والمونوريل، وهما قيد التنفيذ، فضلًا عن مشروعات الطرق الجارى تنفيذها فى الجزء الغربى حول المتحف الكبير ـ وإن شاء الله ـ مع افتتاح المتحف الكبير ستكون كل هذه الشبكة مكتملة أيضًا.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن القاهرة شهدت نقلة كبيرة فى تطوير المناطق غير الآمنة وغير المخططة والتراثية، فى رد عملى على ما يردده البعض من أن الحكومة لدى انتقالها إلى العاصمة الإدارية الجديدة ستهمل العاصمة القديمة.
وأشار إلى أن الدولة كانت على العكس ترى فى خطوة الإنتقال فرصة ذهبية لإعادة رونق القاهرة القديمة، بكل ما بها من زخم وتراث عظيم، قائلًا: نفذنا وننفذ أكثر من 60 ألف وحدة إسكان بديل للمناطق غير الآمنة داخل القاهرة فقط، ونعمل على تطوير المناطق القديمة سواء بالقاهرة الخديوية والاسلامية، وهناك خطة تعرض على رئيس الجمهورية للبدء فى تطوير هذه المنطقة التاريخية العظيمة.
وعرض رئيس الوزراء نماذج لأعمال تطوير القاهرة القديمة، بدأها بمنطقة عين الحياة "عين الصيرة"، حيث عرض وضعها القديم، والجديد، بعد التطوير، موضحا أن الدولة تستهدف أن تكون هذه المنطقة من أجمل مناطق القاهرة، الترفيهية والخضراء والتراثية، لتصبح متنزها حضاريا عالميا فى قلب القاهرة، يضم مجموعة من الأنشطة التراثية فى قلبها متحف الحضارة والعديد من المناطق الترفيهة الأخرى، إلى جانب البحيرة التى تم رفع كفاءتها وتشجيرها، وإحاطتها بمساحات خضراء واسعة.
كما عرض أعمال تطوير منطقة المدابغ وسور مجرى العيون، مذكرًا بمشهد المنطقة قبل إزالة المبانى بالكامل، حيث كانت مساحتها 90 فدانًا، خلف سور مجرى العيون، وتشهد ظروفا البيئية كانت شديدة القسوة، لافتًا إلى أن هناك تصورا تم وضعه لتحويل هذه المنطقة إلى مشروع حضارى كبير جدًا وبالتالى تحويل المنطقة إلى مركز سياحى وتراثى وحضارى ويكون بها حجم كبير من الأنشطة الخدمية والترفيهية.
كما تطرق مدبولى إلى مشروع تطوير نهر النيل، "ممشى أهل مصر"، وهو مشروع مهم آخر، حيث أن لدينا 65 كم تطل على كورنيش النيل بالقاهرة، وعرض التصور ما بين كوبرى روض الفرج، مرورًا بكل الكبارى حتى كوبرى قصر النيل، وهذه المرحلة التى يتم العمل فيها حاليًا بالفعل، ويستهدف المشروع أن يكون لدينا ممشى على أعلى مستوى، مثل كل الأنهار فى العالم، كشكل وواجهة حضارية للقاهرة، كما عرض مراحل التنفيذ.
وانتقل رئيس الوزراء إلى تطوير ميدان التحرير كجزء من تطوير القاهرة الخديوية، وعرض صورة لتصميم، ورؤية العمل التى استهدفت أن نعيد رونق هذا الميدان العظيم الذى له ذكرى كبيرة جدًا لدى كل المصريين، ونجعل وجهه الحضارى يضارع الوجه الحضارى لكل الميادين العظيمة التى نراها فى مختلف أنحاء العالم، وعرض شكل الميدان حاليًا مع تطوير الواجهات والمساحات الخضراء، والإضاءة ليلًا، وأكد أنه سيتم تطوير كافة ميادين القاهرة الخديوية بنفس العمل، كما سيتم تحويل عدد من الشوارع الرئيسية فى القاهرة الخديوية إلى شوارع مشاه فقط، كما نرى فى كافة المراكز الحضارية العالمية.
وسلط رئيس الوزراء الضوء على أحد أهم المشروعات التى تعمل الدولة على تنفيذها حاليًا وهو "تطوير منطقة مثلث ماسبيرو"، مستعرضًا شكل المنطقة قبل وبعد التطوير والتى كان يقطن بها عدد كبير من الأهالى فى ظروف صعبة، موضحًا أنه تم إخلاء هذه المنطقة وتوفير سكن بديل للأهالى، هذا فضلاَ عن وضع الدولة فى حسبانها تلبية رغبات عدد من الأهالى الراغبين فى العودة إلى المنطقة مرة أخرى بعد إنتهاء إعادة تطويرها.
وأضاف رئيس الوزراء فى هذا الصدد أن منطقة مثلث ماسبيرو تُعد جزءا من مركز القاهرة التراثى والحضارى وتنافس هذه النوعية من المراكز الموجودة على مستوى العالم، من خلال الواجهة النيلية، والحفاظ على المبانى التاريخية القائمة، والمبانى التجارية والإدارية التى ستكون موجودة بها، منوهًا فى الوقت نفسه إلى أنه سيتم تنفيذ كل مشروعات سواء الأبراج السكنية والإدارية بشكل حضارى ليكون مطابقًا للمشروع الحضارى الكبير للقاهرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن العمل فى منطقة مثلث ماسبيرو بدأ من خلال تنفيذ أعمال تحت الأرض بسبب المياه الجوفية، ويتم الان العمل على قدم وساق لسرعة الإنتهاء من تنفيذ الأعمال فوق الأرض لهذا المشروع الحضارى الكبير للقاهرة.
واختتم رئيس الوزراء كلمته، لافتًا إلى أن كل المشروعات التى سبق الإشارة إليها هى مشروعات ضخمة جدًا ستسهم فى إعادة الوجه الحضارى لهذه المدينة العظيمة، متقدمًا بالشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، على كل الدعم المقدم قائلًا : "مصر دائمًا إلى التقدم وإلى الأمام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة