بعد أكثر من شهرين على تسجيل الولايات المتحدة أسوأ يوم لها فى إصابات كورونا فى بداية الوباء، وصلت البلاد لمرحلة أخرى قاتمة بتسجيلها أكثر من 36 ألف حالة يوم الأربعاء، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
ورأت الصحيفة أن عدد الإصابات المتصاعد يشير إلى ليس فقط إلى فشل البلاد فى احتواء الفيروس، ولكن أيضا إلى ازدياد الأمر سوءا، وهو الطريق الذى يختلف عما شهدته الكثير من الدول الأخرى التى شهدت تراجعا ثابتا بالفعل بعد ذروة مبكرة.
وأوضحت الصحيفة أن عودة الارتفاع فى حالات الإصابة تركز بشكل كبير فى ولايات الجنوب والغرب، حيث سجلت تكساس وفلوريدا وأوكلاهوما وجنوب كارولينا أعلى إصابات يومية الأربعاء، لكن تزايدت الإصابات أيضا فى أكثر من 20 ولاية.
وأعلن حاكم كاليفورنيا جافين نيسوم أن الولاية، الأكبر فى الولايات المتحدة، قد شهدت زيادة 69% فى حالات الإصابة بكورونا فى يومين، فى الوقت التى لا تزال فيه تكافح الارتفاع الكبير فى حالات الإصابة والعلاج بالمستشفيات.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية إن الولاية شهدت قفزة مقلقة فى الحالات مع إعادة فتح المجتمعات من قيود الإغلاق، وتعتبر مقاطعة لوس أنجلوس الآن أعلى مناطق الإصابات فى الولايات المتحدة بأكثر من 88 ألفا و500 حالة، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكينز الأمريكية. وقد شهدت الأرقام ارتفاعا فى الأيام الأخيرة، من 4230 يوم الأحد إلى 7149 يوم الثلاثاء، وفقا لبيانات الصحة العامة. كما شهدت عطلة نهاية الأسبوع أيضا عددا قياسيا فى العلاج بالمستشفيات بسبب الفيروس.
وشدد حاكم كاليفورونيا على ضرورة ارتداء الكمامات فى الأماكن العامة لوقف انتشار الفيروس، وقال إنه قد يعلق التمويل المتعلق بالوباء للحكومات المحلية التى لا تلتزم بالمتطلبات الخاصة بالكمامات وغيرها من إجراءات مكافحة الفيروس، حيث أن بعض أجزاء من الولايات ترفض توجيهات الكمامة الجديدة.
وأشار نيسوم إلى أن الولاية أجرت أكثر من مليون اختبار فى الأسبوعين الأخيرين، وكانت نسبة النتائج الإيجابية 5.1%، وقال إنه يتوقع مزيد من النتائج الإيجابية مع زيادة الاختبارات.
ومع ارتفاع حالات الإصابة، بدأ البعض فى توجيه غضبهم إلى مسئولى الصحة العامة، حيث قالت مدير الصحة العامة فى لوس أنجلوس هذا الأسبوع إن شخصا ما اقترح ضرورة إطلاق النار عليها، وذلك خلال بث حى لها عن كوفيد 19 على فيس بوك.
وكانت المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض قد حذرت من أن معدل الوفيات فى الولايات المتحدة قد يرتفع من 121.746 ليصل إلى 150 الف بحلول 18 يوليو. وتمثل الحالات الجديدة فى الولايات المتحدة الآن 20% من الحالات الجديدة حول العالم.
وتقول نيويورك تايمز، إن يظهر عدد الإصابات الجديدة يظهر أن التفشى كان أقوى من قبل حتى مع مواصلة الولايات المتحدة إعادة فتح اقتصادها. فالأرقام المتصاعدة هى نتاج أوضاع تزداد سوءا عبر البلاد، وأيضا نتيجة لزيادة الاختبارات، لكن الاختبارات وحدها لا تفسر هذه الزيادة. فعدد من جاءت تحليلاتهم إيجابية للفيروس فى فلوريدا قد ارتفعت بشدة، كما تشير اعداد من يتم علاجهم بالمستشفيات إلى انتشار الفيروس.
فى المقابل، فإن ولايات أخرى مثل نيويورك التى كان بها أعلى إصابات يومية من قبل، قد سيطرت على الأرقام، وقالت الولاية إنها ستفرض عزلا صحيا على القادمين من بعض الولايات الأخرى.
وحتى يوم الأربعاء، بلغ عدد المصابين بكورونا فى الولايات المتحدة 2.3 مليون أمريكى، وهى البلد الأكثر تضررا فى العالم بالوباء حتى الآن سواء من حيث الإصابات أو الوفيات التى تقترب من 122 ألفا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة