قدم السودان خطابا لمجلس الأمن لتوضيح موقفه بشأن سد النهضة الإثيوبى، مؤكدا أن اللجوء لمجلس الأمن حق مشروع للجميع، واشترط توقيع اتفاق قبل بدء ملء سد النهضة، مؤكدا أنه في مثل هذه المواقف تحتاج الخلافات لإرادة سياسية لحل أزمة السد والتوصل لتوافق سياسي الذى سيتم بعده عقد محادثات فنية.
وأوضح السودان أن التوافق على معظم المسائل الفنية بمفاوضات سد النهضة بنسبة 95% المتعلقة بالملء الأول في السنوات الجافة وممتدة الجفاف والتشغيل المستمر بعد الملء هو الأهم على الإطلاق، وتبقت بعض النقاط الفنية التى يمكن التوافق حولها.
وأشار الخطاب إلى أن دور السودان في هذه المفاوضات كان مبنيا على القانون الدولي وحق جميع الدول في الاستخدام المنصف دون إحداث ضرر على الآخرين.
ومن ضمن الآثار السلبية التي سيعانيها السودان هي حجز الطمى أمام سد النهضة، مما سيحرمها من المغذي الطبيعى للأراضى، مما يتطلب استخدام الأسمدة الصناعية سواء بالاستيراد أو بالتصنيع الذى يتطلب كميات من الكهرباء أكبر من التى سيحصلون عليها من سد النهضة الإثيوبى، بالإضافة إلى أن بحيرة سد النهضة ستغمر غابات شجرية وستحلل فى المياه مما يمثل خطرا بيئيا على الثروة السمكية بالسودان. أيضا هناك احتمال انهيار سد النهضة والذى ستختفى معه معظم السدود والمدن والقرى السودانية.
كما يعتبر أى نقص فى تدفق النيل الأزرق ستكون تبعاته خطيرة على السودان لعدم توفر سدود تخزينية كبيرة لها تستطيع تعويض هذا العجز المتوقع، بالإضافة لما سيكون من آثار سياسية وبيئية هائلة، بجانب التكاليف الاجتماعية والاقتصادية والتى سيكون لها تداعيات خطيرة على الاستقرار والأمن الإقليميين.
وفى نفس السياق ورد فى الخطاب أن سد النهضة سيغير تمامًا من مسار تدفق النيل الأزرق من خلال تسطيح المجري بحجمه الكبير الذي يشكل جزءا كبيرًا من الآثار السلبية الجسيمة على السودان والذي يهديد حياة وسلامة الملايين من المواطنين السودانيين الذين يعيشون على ضفتيه، إلى السلامة التشغيلية للسد وتأثيرها على السودانيين والنظم الزراعية والآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وجاء فى الخطاب السوداني إلى مجلس الأمن النظر فى أهم نقاط وهى:
1- دعوة قادة الثلاث دول للالتزام السياسي من خلال حل القضايا القليلة المتبقية وإبرام اتفاق.
2- دعوة الأطراف إلى تعديل مسودة الشرح المقدمة كأساس لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
3 - ثني جميع الأطراف عن الإجراءات الأحادية بما في ذلك بدء الملء أو التشغيل للسد قبل التوصل إلى اتفاق لا يضر بمصالح أى من الاطراف أو يهدد الأمن المائى.
وقد أصبحت اتفاقية ملء وتشغيل سد النهضة قصة لا تنتهى فى كل مرة تتوصل فيها الدول الثلاث إلى شبه اتفاق يتهرب الجانب الإثيوبي والأدلة هائلة والوضع أصبح واضحا جدا بعد المسار الأخير للمفاوضات، فموقف السياسة الإثيوبية المتمثلة فى تجنب الالتزام بقواعد القوانين الدولية ومحاولة الهرب من التزاماتها القانونية، التى دخلت فيها بإرادتها الحرة، أصبح موقفا دائما خلال جولات لا تحصر من المفاوضات، وقد حدث هذا فى عدة مناسبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة