تعتبر بلازما الدم من المتعافين من فيروس كورونا، أحد الطرق التى وافقت عليها هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "FDA"، لاستخدامها فى علاج الحالات الشديدة لمصابى فيروس كورونا، وذلك لتخفيف من حدة المضاعفات لأنها تمنح المريض الأجسام المضادة التى تجعله يقاوم الفيروس ويتغلب عليه.
البلازما لعلاج كورونا
ونظرا لأن فيروس كورونا لم تظهر له علاجات حاسمة حتى الآن أو لقاحات فقد لجأ تجار السوق السوداء إلى استغلال الفقراء من متعافى فيروس كورونا، واستغلالهم بدفع مبالغ لهم مقابل الحصول على البلازما الخاصة بهم بعد شفائهم من فيروس كورونا، وانتشرت إعلاناتهم على فيس بوك من أجل الحصول على مزيد من الأرباح، خارج الإطار القانونى، وفى معامل غير مرخصة، ولا تخضع للرقابة ما يعرض حياة المتعافين للخطر، وتعرض المرضى الذين يحصلون على البلازما لمخاطر شديدة، قد تعرضهم للوفاة، نتيجة لنقل بلازما قد تكون ملوثة، أو تحتوى على عدوى فيروسية مثل فيروس الإيدز أو فيروس C أو B، أو تعرضه للبكتيريا، أو التلف بسبب عدم خضوعه للشروط الصحية.
التبرع ببلازما الدم من الناجين
وحذرت صحيفةThe Sun البريطانية من السوق السوداء الذى انتشر لبيع بلازما الدم من المتعافين من فيروس كورونا، موضحة أن جائحة فيروس كورونا Covid-19 خلقت نوعا من المتاجرة فى بلازما الدم للناجين من الفيروس.
وقالت الصحيفة يتم جمع بلازما الدم لمرضى فيروس كورونا Covid-19 بشكل غير قانونى، حيث تعتبر بلازما الدم من المتعافين، أحد العلاجات الفعالة لأنها تحتوى على أجسام مضادة للفيروسات.
بلازما الدم
وأشارت إلى أن فيروس كورونا قتل حتى الآن، ما يقرب من نصف مليون شخص مع إصابة أكثر من 9 ملايين بالعديد من الدول النامية، التى تواجه انهيار أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها.
وأضافت الصحيفة أنه مع ارتفاع الطلب على ما يعتبره البعض "علاجًا معجزة"، ظهر انتشار البلازما على أنه تجارة مربحة، موضحة أن المرضى الذين تم علاجهم، غالبًا ما يعيشون فى فقر، حيث يتبرعون بالبلازما المطلوبة لمختبرات غير معتمدة، لا يمكن ضمان خضوعاها للنظافة الصارمة.
ومع ذلك فإن جمع بلازما الدم، وتخزينها، وتغذيتها فى المرضى يجب أن يتم من قبل العيادات المنظمة.
وشرح الدكتور سيمون كلارك، عالم الأحياء الدقيقة الخلوى فى جامعة ريدينج، مخاطر تجارة بلازما الدم، موضحا أن المشكلة الكبرى أنه قد لا تكون بلازما الدم من متعافى من فيروس كورونا، كما أنه قد لا يضمن خلو بلازما الدم من الفيروسات والعدوى المنقولة بالدم، مثل التهاب الكبد B و Cوفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، كما لأنه يجب التأكد من جمع البلازما، وتخزينها، بشكل صحيح، وأن تكون خالية من الالتهابات البكتيرية الأخرى، موضحا أن هذا لا يأتى بالضرورة من الدم، لكن تنمو فيه إذا لم يتم تخزينها بشكل صحيح، ولم يتم جمعها بطريقة معقمة، وهذه الأشياء لها أيضًا مدة صلاحية، ولابد من معرفة هل تجاوزت فترة الصلاحية أم لا؟.
وأكد الدكتور سيمون كلارك أن التبرع بالبلازما لا يخلو من المخاطر، ويجب القيام به تحت إشراف دقيق، مشيرا إلى أنه عادة ما توجد الأجسام المضادة فى بلازما الدم لشخص تعافى من مرض، على الرغم من أن الجودة تختلف من مريض لآخر.
وقال يجب أن يتم نقل بلازما الدم إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض خطير نتيجة الإصابة بفيروس كوروناCovid-19 ويكافحون لتطوير أجسام مضادة خاصة.
ومع ذلك فى حين أن بلازما الدم توفر الأمل فى علاج المرضى، إلا أن استخدامها لمحاربة الفيروس لا يزال فى مرحلة تجريبية.
وتجرى خدمات نقل الدم بهيئة الصحة العامة البريطانية حاليا (NHSBT)، تجربة لتقييم ما إذا كان يمكن نقل بلازما الدم إلى المرضى الذين يكافحون لتطوير استجابتهم المناعية.
لكن على الرغم من عدم وجود "علاج معجزة" مثبت حتى الآن، فإن الطلب على بلازما الدم من المتعافين من فيروس كورونا Covid-19 منتشر فى بعض البلدان.
ويُبلغ الأطباء فى باكستان التى لديها الآن أحد أسرع معدلات الإصابة فى العالم، مع وجود 185 ألف حالة مؤكدة، وما يزيد عن 5000 إصابة جديدة يوميًا، عن حصول المرضى على ثروة صغيرة فى تجارة السوق السوداء فى البلازما، حيث تستخدم وسائل التواصل الاجتماعى لجذب العائلات اليائسة من مرضى فيروس كورونا من أولئك الذين تعافوا.
يتم إعطاء المتبرعين ما يصل إلى 3000 جنيه إسترلينى للعينة، والتى هى ضعف أجر عام عامل، يحضر الناجون من فيروس كوروناCovid إلى مختبر خاص، ويستخرجون البلازما التى يتم بيعها بعد ذلك، حسبما ورد.
وأشارت صحيفة "ذا صن" البريطانية إلى أن الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير عام خدمات نقل الدم القومية فى مصر، قال إنه على علم بإعلانات فيس بوك المتعددة لمبيعات بلازما الدم، لكنه أشار إلى أن عملية الحصول على التربع ببلازما الدم من المتعافين من كورونا، تتم فى مصر بتقنية طبية متخصصة، وهى متاحة فقط فى مختبرات وزارة الصحة المصرية، وأن بلازما أحد الناجين لا يمكن جمعها إلا بعد 14 يومًا إلى 28 يومًا من الشفاء.
وقالت الصحيفة إنه تم الكشف عن انتشار بيع بلازما الدم حتى الآن فى باكستان، وفى جميع أنحاء العالم، ووجد باحثون من المعهد الأسترالى لعلم الجريمة، أن المجرمين عبر الإنترنت يعرضون الدم الذى يُزعم أنه ينتمى إلى مرضى فيروس كورونا، يتم أخذه للبيع على الويب غير القانونى وغير المعتمد، على أنه "لقاح سلبى" لفيروس كورونا.
وقالت الصحيفة إن اللقاح السلبى يعنى أنه يتم أخذ بلازما الدم لمريض فيروس كوروناCovid-19 ، من أجل الأجسام المضادة، ويتم استخدامه بعد ذلك للحقن فى شخص قد يكون معرضًا لخطر فيروس كورونا Covid-19"".
وأضافت الصحيفة بشكل مثير للقلق، وجد الباحثون علاجات أخرى، لم يتم اختبارها وبالتالى قد تكون قاتلة، يتم تقديمها مقابل 14 ألف جنيه إسترلينى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة