تفاقمت أزمة نقص المحروقات فى لبنان، لاسيما مادة (المازوت) الأمر الذى تسبب فى تزايد عدد ساعات انقطاع الكهرباء فى عدد كبير من المناطق، فضلا عن تهافت المواطنين على تعبئة سياراتهم بالوقود خشية حدوث نقص مماثل فى البنزين، الأمر الذى دفع محطات الوقود فى مناطق متفرقة من البلاد إلى إغلاق أبوابها أو تقنين كميات البيع للمواطنين اللبنانيين.
ويشهد السوق اللبنانى نقصا حادا متزايدا فى مادة (المازوت) لاسيما خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتى يُعتمد عليها كليا فى تشغيل المولدات الكهربائية لتغطية عجز كهرباء الدولة، فضلا عن تشغيل المخابز وعدد من القطاعات الصناعية الأساسية والحيوية، وبلغ النقص حد الانقطاع بشكل شبه كامل فى عدد من المناطق، الأمر الذى أدى إلى توقف المولدات وغرق مناطق كاملة فى حالة من الظلام الدامس خصوصا مع تزايد ساعات تقنين كهرباء الدولة فى ظل نقص كميات الوقود اللازمة لتشغيل محطات التوليد.
وتفاوت نقص (المازوت) فى مناطق البلاد، بين الانقطاع التام وحالة الشُح الملحوظة، حيث تعرضت المناطق الشمالية (عكار وطرابلس) وكذلك مدينة (صور) ومحافظة النبطية الجنوبية، وكذلك بلدات فى محافظة البقاع، لفقدان شبه كامل بالمازوت، الأمر الذى أدى إلى توقف عمل مولدات الكهرباء وكذلك المخابز وعدد من المصانع والمؤسسات الصناعية.
وتسببت أزمة النقص الحاد فى (المازوت) إلى جانب شائعات متداولة حول أن الحكومة اللبنانية تبحث فى إمكانية رفع الدعم عن عدد من المواد المدعومة مثل المحروقات والخبز وأسعار شرائح الكهرباء وغيرها فى ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى خلق حالة من التوتر لدى اللبنانيين فى بعض المناطق، حيث تهافتوا على محطات البنزين لتعبئة سياراتهم خشية ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة أو حدوث نقص فى كميات البنزين على غرار المازوت.
واضطرت بعض محطات الوقود - لاسيما فى مناطق الجنوب اللبنانى - إلى إغلاق أبوابها بعد نفاد كميات البنزين لديها، جراء التهافت الكبير من قبل المواطنين على تعبئة البنزين، فى حين لجأت محطات أخرى إلى تقنين عمليات البيع وقصر التعبئة بـ 20 لترا فقط لكل سيارة.
وبدأت أزمات نقص الوقود فى لبنان منذ شهر سبتمبر الماضي، فى ضوء الشُح الكبير والمتزايد فى الدولار الأمريكى اللازم لاستيراد المشتقات النفطية والذى تتولاه شركات خاصة لصالح الموزعين ومحطات الوقود، حيث دخل القطاع فى إضرابات متتالية.
وبلغت الأزمة فى لبنان ذروتها يوم 29 نوفمبر الماضى جراء إضراب عام أُغلقت بموجبه كافة محطات بيع الوقود لمدة يومين متتاليين، حيث توقفت أعداد كبيرة من السيارات فى الطرق العامة جراء نفاد الوقود، ليستعيد اللبنانيون يومها أحد مشاهد الحرب الأهلية التى استمرت ما بين أعوام 1975 إلى 1990 والمتمثلة فى حمل "الجالونات البلاستيكية" والتهافات أمام محطات الوقود فى حشود كبيرة للمطالبة بتعبئتها بالبنزين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة