سلط الإعلام الإيطالى الضوء على الأزمة القائمة بسبب سد النهضة الإثيوبي، مؤكداً أن السد محاط بمخاطر عديدة تطول إثيوبيا نفسها فى المقام الأول، بخلاف الأضرار الأخرى للدول المشاركة فى نهر النيل.
وحذرت صحيفة "إنتر إيطاليا" من مخاطر جسيمة لسد النهضة الإثيوبي، بمقدمتها موجة تصحر ستتزايد بمرور الوقت حال البدء في ملء خزانات السد، مؤكدة في تقرير لها أن أول المتضررين من تلك الموجة ستكون إثيوبيا نفسها، مشيرة إلى أن هناك المزيد من الشكوك التي تظهر حول الاستدامة البيئية لسد النهضة فى إثيوبيا، حيث أن العديد من الخبراء يرون أن السد سيغير التنوع البيولوجى للمنطقة بشكل لا رجعة فيه، ويهدد النباتات والحيوانات فى المنطقة.
وأضافت أن سد النهضة سيترك النظام البيئى مجالا لنظام إيكولوجى مائى، وسيتم حرمان السكان المحليين من الغابات كمصدر للغذاء والنباتات ومواد البناء، وهى عناصر أساسية فى أثويبيا مهددة من قبل سد النهضة.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنفيذ مشروع سد النهضة أثر أيضا على 20 ألف شخص، الذين تم إجلاؤهم من المكان لبنائه، هذا بالإضافة إلى أن السد أيضا سيتسبب فى كارثة حقيقة لأثيوبيا وهى اختفاء النباتات الطبية التى يتم استخدمها للعلاج وصناعة الأدوية.
وتابعت الصحيفة أن إثيوبيا ستملأ السد على مدار 7 سنوات، وهى مسلطة الأضواء على الكهرباء وتتجاهل الآثار الجانبية الخطيرة التى ستؤثر على البلد الأفريقى بشكل سريع، ومن أهمها اختفاء النباتات والغابات.
وأكدت الصحيفة الإيطالية أن الماء هو الحياة فى العالم كله، وحتى فى إيطاليا، ولكن الحرب من أجل الحياة لا معنى لها، ومعاداة إثيوبيا لجيرانها ستكلفها الكثير فى الفترات المقبلة خاصة فى ظل زيادة الجوانب السلبية للسد على إثيوبيا نفسها.
وفى السياق نفسه، حذرت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية فى تقرير لها بعنوان "سد النهضة يهدد التقاليد فى إثيوبيا" إن سد النهضة الاثيوبى يعتبر تهديدا خطيرا للشعوب الأصلية فى وادى أومو كما أنه سيؤدى الى اختفاء دورة الفيضانات الطبيعية، وقال المصور الرومانى ماركو بالومبى إن "صور الشعوب الأصلية فى أى بلد هى ثقافتها، إلا أن سد النهضة فى اثيوبيا سيتسبب فى تهديد التقاليد فى إثيوبيا، وسيمحو الشعوب الأصلية".
وقالت الصحيفة إن "الحكومة الإثيوبية قررت منذ فترة طويلة، سد مجرى أومو بسد كبير "النهضة" لمضاعفة إنتاج الكهرباء، ولكن من ناحية أخرى لم تدرك الحكومة الإثيوبية حتى الآن أنها تقضى على تراثها وتهدد بنياتها التحتية، فضلا عن القضاء على الحياة التقليدية لـ 200 الف شخص من شعوب كارو ومرسى وحمر وعفر العرقية، وهم من السكان القبليين الفقراء للغاية الذين عاشوا دائما على طول النهر الكبير كمربين وصيادين ومزارعين ، واضطروا إلى التخلى عن أرضهم.
وأوضحت الصحيفة فى تقريرها أن هناك الكثيرون الآخرون من عانوا من هذا التغيير الذى تم فرضه بشكل صارم من أجل السد، الذى سيؤدى بطبيعة الحال إلى القضاء على أى رواسب غرينية الغنية بالمواد الخصبة كما أنه سيمنع الفيضانات السنوية التى تغذى الأراضى الزراعية والمراعى.
وقال راعى ومزارع من كارو للمصور بالومبى، الذى ذهب إلى إثيوبيا "هل تستطيع أن تبعد عن أرض أجدادك، فالحياة كانت هنا وسُلبت مننا".
كما حذر ويليام دافيسون ، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية (ICG) ، من الأثار الجانبية لسد النهضة الإثيوبى على أديس أبابا نفسها، مشيرا إلى أن مواصفات السد بوضعها الحالي تهدد بانهياره عند ملء الخزانات.
وقال دافيسون بحسب ما نشرته وكالة آفي الأسبانية إن إثيوبيا عليها أولاً ملء الخزانات بشكل احترازي واختبار قدرات السد عملياً، مشيراً إلى أن كفاءة التوربينات لم يتم اختبارها ما يهدد بانهيار السد والتسبب في كارثة كبرة تطول إثيوبيا قبل أي بلد آخر مطل على النهر.
وأكد دافيسون لوكالة "إيفى" الإسبانية أن على اثيوبيا الحذر فى الفترات الأولى من ملء السد، وذلك لاختبار التوربينات، مشيرا إلى محاولات إثيوبيا لطمأنة شركائها فى هذا الشأن"
وأشارت الوكالة الإسبانية إلى أن إثيوبيا بدأت بناء السد عام 2011 فى منطقة جوبا، الواقعة فى القرن الأفريقى، وتبلغ تكلفته 70% ويقدر بحوالى 5 مليار دولار، مضيفة أن وزارة الخزانة الأمريكية أصدرت بيانا فى فبراير الماضى، أكدت فيه أن الاختبارات النهائية وملء السد لا يجب أن تتم بدون اتفاق بين الدول المجاورة.
وكانت السودان أعربت عن رفضها التوقيع على اتفاق جزئى بشأن ملئ وتشغيل سد النهضة، وذلك بسبب غياب المواد الفنية والأثر البيئى والاجتماعى للمشروع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة