وضعت مصر المجتمع الدولى أمام مسؤولياته بتحركاتها الأخيرة فى قضية سد النهضة، حيث تسعى مصر لبناء موقف دولى داعم التحركات المصرية، وكذلك اطلاع العالم على تطورات وحقيقة حقوق مصر التاريخية.
من ناحيته يقول الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التحركات المصرية تهدف لإثبات واقع أمام العالم بأن مصر تسير فى المسار السلمى إلى نهايته وتتبع كل الوسائل السلمية من أجل أن تصل إلى اتفاق، وإذا لم يحدث هذا فإن هناك وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها، مشيرا إلى أن مصر لها الحق فى اللجوء إلى المادتين ٣٥ و٣٦ من ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد أبو طالب أن مصر تريد أن تضع المجتمع الدولى فى الصورة فبحسب المذكرة التى قدمتها مصر، فإننا نتحدث عن أن البديل هو الفوضى والتوتر فى المنطقة وجزء من مسؤولية مجلس الأمن هو منع التوترات والأزمات التى قد تصل إلى حد الفوضى والحروب، فإذا قام مجلس الأمن ومسؤوليته، فهذا أمر جيد أما إذا لم يقم فعليك أن تحمى مصالحك بنفسك وتأخذ إجراءات للدفاع عن نفسك.
وأشار أبو طالب إلى أن البنك الدولى له سياسة فى منح القروض تؤكد أنه لا يمكن منح أى دولة قرض إذا كانت فى نزاع بشأن السدود والموارد المالية مع الدول الأخرى وهذا يعنى توقف الفرض الذى تفاوضت إثيوبيا بشأنه وقيمته ١.٣ مليار دولار وهذه إحدى الأوراق للضغط على إثيوبيا.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن اللجوء لمجلس الأمن هو خطوة أولى وأن مصر ستعرض موقفها بصورة مباشرة لكى يتخذ المجتمع الدولى إجراءاته وتدابيره إزاء الموقف الإثيوبى المتعنت، وأعتقد أن هذه خطوة إيجابية ومرتب لها جيدا ومصر بطبيعة الحال تتمتع بمظلة دبلوماسية كبيرة وستعرض موقفها فى إطار من القانون الدولى وحقها فى الدفاع عن كافة حقوقها ومعطياتها السياسية الراهنة.
وأشار إلى أن لجوء مصر إلى مجلس الامن مرتبط بتأكيد مصر على استمرارها فى التفاوض وهذه خطوة إيجابية وسيكون هناك خطوات على مسارات أخرى مثل التوجه لجهات تمويل السد والهيئات التى تستثمر فى السد مطالبا بحشد ودعم ومساندة جهود الدولة المصرية.
الدكتور كرم سعيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أكد ان التحركات المصرية ثابتة وهادئة وتستند الى مظلة من القانون الدولى وهى تتفق مع تصريحات الرئيس السيسى اليوم بأن مصر لديها جيش قوى يحمى ولا يهدد وأنها ستحمى أمنها وحدودها وهذه التحركات تهدف لبناء موقف دولى جامع مؤيد للموقف المصرى وهذه إحدى الأوراق الهامة التى يستند إليها الموقف المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة