أسدل الستار على موسم درامى قوى فى رمضان الفائت، بمكاسب عديدة بمختلف المستويات على عكس التوقعات إذا كان الموسم الرمضانى مهددا بالإلغاء على خلفية الظروف الصعبة التى تمر بها مصر والعالم إثر انتشار جائحة كورونا، إلا أن صناع تلك الأعمال جاهدوا من أجل الانتهاء من حلقات مسلسلاتهم لتخرج للنور، ليأتى رمضان دون أن يحرم المشاهد من متعة مشاهدة الأعمال الدرامية .
النهاية فى أول تحد مصرى عربى لأعمال الخيال العلمى
مكاسب موسم دراما رمضان 2020 عديدة، إذ آفاقًا جديدة لدى صناع الدراما لاقتحام تيمات جديدة على الدراما المصرية وعودة أخرى لم نشاهدها منذ سنوات، أما عن الجديد من تلك التيمات فنجد مسلسل "النهاية" للنجم يوسف الشريف فى أول تحد مصرى لتجربة الخيال العلمى الذى كان حكرًا على السينما الأمريكية فحسب، مما سيفتح الباب أمام صناع السينما والدراما لإنتاج أعمال من هذا النوع.
ودارت أحداث المسلسل فى المستقبل بعد مرور مدة زمنية من العصر الحالي، حيث يعرض التغيرات الحادثة على العالم فى قصة تشويقية وسيطرة التكنولوجيا على العالم فى تلك الفترة، التى يتصدى لها بطل العمل يوسف الشريف الذى يقوم بدور مهندس اسمه (زين). وتدور الأحداث فى عام 2120 وبالتحديد فى القدس بعد تحرير فلسطين واستخدام السلاح النووي، وإنشاء مدن وناطحات سحاب تضم مواطنين .
انطلق المسلسل من فرضية أن موازين القوى قد تغيرت، وبدأت مرحلة انهيار القوى العظمى التقليدية، وصعدت محلها قوى أخرى، كان من بينها المنطقة العربية، ولكن هذه المرة ليس فى إطار الدول بل فى إطار تكتلات اقتصادية واجتماعية وسياسية، أى أن الدول اختفت تماماً ولم تعد السلطة السياسية التى تحكم الناس .
واختار المؤلف عمرو سمير عاطف قضايا رئيسية تدور حولها أحداث المسلسل وهى الغذاء والطاقة والتعليم والاحتكار وسيطرة الذكاء الاصطناعى على الحياة البشرية، وهى قضايا يتم النظر إليها بصورة عامة على أنها محور الصراع الدولى والبشرى فى المستقبل القريب.
ويحتفظ مسلسل «النهاية» بالخطوة الأولى فى الدراما العربية تجاه دراما الخيال العلمى، فالمسلسل ينتمى إلى نوعية فنية لم تعتدها الدراما العربية، بل ولم تبدأها أصلاً ووصل بالتكنولوجيا إلى مستوى غير متوقع فى المؤثرات البصرية والصوتية والخدع التى يمكن أن تستحوذ بشكل كامل على المتلقى، وتمنحه شحنة ترفيهية عالية جداً.
الاختيار يعيد أعمال السير الذاتية والبطولية
أعاد مسلسل «الاختيار» مسلسلات السيرة الذاتية لموسم رمضان مرة أخرى، بعد سنوات من الغياب، فمنذ فترة لم يفرز عمل تلفزيوني درامي ما أحدثه مسلسل "الاختيار" من إشادة وعلى غير المعهود عن أعمال السير الذاتية التى تواجه هجوما وانتقادا شديدا قبل عرضها، التفت الأسرة المصرية حول مسلسل الاختيار، وكان هناك إجماع من كل فئات الشعب المصرى على أهمية المسلسل وجودته وبث الروح الوطنية فى نفوس المصريين، بل تجاوز تأثيره مصر ليجد صدى واسع فى مختلف الدول العربية، فذلك المشهد شبهه كثيرون باجتماع الأسر لمتابعة مسلسل "دموع في عيون وقحة" للفنان عادل إمام أو مسلسل "رأفت الهجان" للفنان محمود عبد العزيز.
نجح المؤلف باهر دويدار أن يخرج بعيداً عن التقليدية فى التناول، فبجانب التركيز على السيرة الذاتية لبطل الأحداث الشهيد أحمد المنسى قائد الكتيبة 103 صاعقة، دفع المشاهد للتصديق بكل ما يبث على الشاشة بالتوثيق وهو أحد أهم الخطوط التى أسهمت فى نجاح المسلسل، كمشاهد الإرهابى هشام عشماوى المنشق عن القوات المسلحة والذى تم القبض عليه وإعدامه، وبذكاء شديد نجح بيتر ميمى فى أن يتعامل مع الخط العدائى الذى يقدمه الممثل أحمد العوضي، موازيا فى نفس القوة مع الخط الرئيسى لبطل السيرة الذاتية أحمد المنسي.
ولأول مرة منذ سنوات، اجتمعت العائلة لمشاهدة "دراما وطنية" كادت تختفى عن شاشة التلفاز ، من بينها «أم كلثوم» و«إمام الدعاة» عن حياة الشيخ محمد متولى الشعراوي، و«أسمهان»، و«عبد الحليم حافظ» و«إسماعيل ياسين» و«الملك فاروق» و«السندريلا» وغيرها، وتباينت نسبة نجاحها ومشاهدتها، كما تعرض بعضها لحملات نقد شديدة أثناء العرض فى موسم رمضان بسبب أخطاء تاريخية وإخراجية، على عكس مسلسل الاختيار.
مسلسل "الاختيار" بطولة أمير كرارة وأحمد العوضى ودينا فؤاد وسارة عادل وضياء عبد الخالق وعدد كبير من الفنانين وهم محمد إمام، آسر ياسين، ومحمد رجب، وإياد نصار، وكريم محمود عبد العزيز، وماجد المصرى، وصلاح عبد الله، وكريم عبد الخالق، ومحمد عز، ومها نصار وآخرين وهو تأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمى، وإنتاج شركة سينرجى.
وتناول مسلسل "الاختيار" حياة أحمد صابر المنسى - قائد الكتيبة 103 صاعقة - الذى استشهد فى كمين "مربع البرث"، بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، على أن يُظهر العمل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية فى حياة البطل الراحل.
"بـ 100 وش" كوميديا حقيقة بعيدة عن الاسكتشات
سيطر خلال السنوات الماضية نوع واحد من الكوميديا الذى يعتمد على "الإفيه" دون الاهتمام بالموقف، حتى بدت بعض الأعمال أشبه باسكتش أو بروفة لمشاهد لم تكتمل بناءها بل ما زالت فى طور التطوير، فيخرج العمل مفككًا، معتمدًا على خفة دم أبطاله الذين لا يوفقون دائما فى إضحاك الجمهور.
وفاجأ الثنائى آسر ياسين ونيللي كريم المشاهدين بشكل جديد لم يعتادوا تقديمه من قبل، باستئناء محاولات قليلة لنيللى، وذلك بفضل وجود مخرج كبير وواع مثل كاملة أبو ذكرى، بسلاسة مشاهدها وتوظيفها البديع للموسيقى.
جانب آخر لنجاح مسلسل "بـ100 وش" وهو التجربة الجماعية، بعيدا عن حرص العديد من النجوم على الظهور بطلا مطلقا، فرغم أن نيللى كريم وآسر ياسين يتصدران المشهد إلا أن كل ممثل كان له شخصيته الفريدة عن أقرانه وأصبحت لزمات شخصياتهم تريند على السوشيال ميديا وكوميكس يتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعى.
واستثمر المؤلفان أحمد وائل وعمرو الدالى نجاح المسلسل بالعمل على وضع تصور مبدئى لجزء ثانى، حيث هناك مطالبات جماهيرية بتقديم جزء ثاني لعصابة النجمان نيللي كريم وآسر ياسين، إذ انتهى الجزء المسلسل على نجاح عصابة سكر وعمر على سرقة 850 مليون جنيه.
وبالفعل بدأ المؤلفان أحمد وائل وعمرو الدالى فى وضع تصور لسيناريو الجزء الثانى، حيث يبحث المنتج جمال العدل مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تقديم الجزء الثانى من مسلسل، لاسيما أن العمل لاقى تفاعلا ونجاحا كبيرا، فضلا عن إشادات النقاد بالتغيير الذى طرأ على شخصيات نيللى وآسر في الدراما التليفزيونية.
وعرض مسلسل "بـ100 وش" على قناة الحياة ، من بطولة نيللى كريم، آسر ياسين، مصطفى درويش، علا رشدى، إسلام إبراهيم، وحنان يوسف وزينب غريب ودنيا ماهر، زينب غريب، بالاضافة إلى مجموعة من ضيف الشرف، وعلى رأسهم الفنان رشدى الشامى، وعدد آخر من الفنانين ومن تأليف عمرو الدالى وأحمد وائل، إخراج كاملة أبو ذكرى، إنتاج العدل جروب والمتحدة للخدمات الاعلامية .
وجسدت نيللى كريم شخصية كوميدية تدعى "سكر" تعمل فى صالون حريمى، إلا أنها تستهوى النصب، فتسعى لإجراء عمليات نصب، تمكنها من جنى الأموال، تجعلها تتمكن من شراء "كوافير" خاص.
والجمهور ينتظر "سيف الله" خالد بن الوليد
غابت عن الدراما الرمضانية منذ سنوات المسلسلات الدينية ويبرر فنانون ونقاد سبب اختفاءها بتكلفة الإنتاج الضخمة، وغياب قطاع الإنتاج الذى أنتج أعظم الأعمال الدينية فى تاريخ الدراما المصرية، إلا أن الجمهور فى انتظار خروج مسلسل "سيف الله" الذى يتناول سيرة الإمام خالد بن الوليد، لمخرجه رؤوف عبد العزيز بعد أن توقف تصويره بسبب انتشار جائحة كورونا ووقف حركة الطيران بين الدول، بالإضافة إلى حاجة هذا النوع من الأعمال الدرامية إلى مشاهد "مجاميع" تجمع عدد كبير من الممثلين وهذا يتعارض مع مبدأ التباعد الاجتماعى الذى تنادى به الدول للسيطرة على فيروس كورونا.
تقديم مسلسل تاريخى ودينى فى نفس الوقت – "سيف الله خالد بن الوليد" هى مغامرة كبيرة تحسب للمخرج رؤوف عبد العزيز الذى فكر فيها منذ أن كان طالبا فى المرحلة الإعدادية إذ كان مقررا على تلك المرحلة الدراسية دراسة عبقرية خالد للكاتب عباس محمود العقاد، كما تحمست شركة سينرجى للفكرة رغم ضخامة الميزانية، فمن الجيد إعادة الأعمال التاريخية والدينية من جديد بعد سنوات من الغياب ، ولذلك استعد رؤوف عبد العزيز لهذا العمل بالاضطلاع على العديد من المراجع والكتب التى تناولت شخصية خالد بن الوليد.
واعتبر رؤوف عبد العزيز فكرة تقديم مسلسل عن سيرة خالد بن الوليد، هى خارج نسق السوشيال ميديا، أو يمكننا القول إننا نسير عكس التيار، فأغلب الأعمال التى تلقى رواجًا عبر منصات التواصل الاجتماعى لا تخلو من البلطجة والعشوائية، وقال إنه ماضٍ فى طريقه و«مش هتجر للمنطقة دى»، ويكفينى فخرا أن من رد على تلك الأراء هم محبّى خالد بن الوليد – على حد قوله -
مسلسل "سيف الله – خالد بن الوليد" مأخوذ من كتاب "عبقرية خالد" للكاتب عباس محمود العقاد ويكتب له السيناريو والحوار إسلام حافظ وإخراج رؤوف عبد العزيز، ويشارك في بطولته كل من الفنانين عمرو يوسف ومنذر رياحنة وبيومي فؤاد، وحمدي الوزير، وسوسن بدر، ونشوى مصطفى، رانيا محمود ياسين، أوس أوس اضافة إلى أكثر من 100 شخصية أخرى تظهر فى الأحداث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة