أصدرت مجلة " الأهرام العربي" عددا خاصا بمناسبة احتفال مصر والعرب بمرور 7 سنوات على ثورة 30 يونيو 2013، والتي أعادت الاعتبار للأمة العربية في وجه مشروعات التقسيم والتدخلات الإقليمية والدولية، حيث جاء العنوان الرئيسى لموضوعات العدد « 30 يونيو استعادة وطن» .
تضمنت افتتاحية العدد، مقالا للكاتب الصحفي جمال الكشكي رئيس تحرير الأهرام العربي، بعنوان «نعم 30 يونيو أنقذت مصر والإقليم»، تحدث فيه عن عظمة هذه الثورة وعمقها فى المعنى والرسالة والهدف، وكيف أنها تحتاج إلى مؤرخين من نوع خاص يدرسون التاريخ ويدركون أعماق السياسة ويمتلكون أدوات استشراف المستقبل.
وأكد أن الشعب المصري نجح فى تحديد مصيره والحفاظ على أمنه القومى، متسائلا: ماذا لو لم تحدث ثورة 30 يونيو؟ لتأتى الإجابة مؤكدة أن هذه الثورة أعادت الجغرافيا إلى أصلها، ليسجل التاريخ أن أبطالها حموا مصر والمنطقة من الاحتلال الإخوانى والتقسيم الإجبارى، وبيع الأوطان قطعة.. قطعة، ليحافظوا على الهوية العربية من تربص الفارسية- الإخوانية، وإيقاف المشروعات الغربية للتخريب والفوضى.
وكتب النائب السيد الشريف وكيل مجلس النواب المصرى مقالا حمل عنوان «اللحظات الفارقة فى عمر الوطن» أوضح خلاله أن ثورة 30 يونيو 2013 نظرية مصرية خالصة، لا تضاهيها نظريات فى التحرر من الظلام الذى جثم على قلوب المصريين فى لحظة غفلة من الزمن، ولا تضاهيها ثورات فى الدنيا، مؤكدا أن كل ما سمى بثورات فى العالم القديم أو الحديث، كانت خرابا وتدمير وحروبا دموية، موضحا أن فلسفة 30 يونيو، قامت على التفويض الشعبى الكامل، وهو نفس الشعب الذى فوض قياداته للتحرير من الاستعمار فى ثورة 1919 ، كأنها إشارة رمزية تصل إلى القيادة الحقيقية التى تليق بمصر، ومصر تليق بها.
وحول مدى نجاح ثورة 30 يونيو في إفشال كل الخطط التي كانت تحاك للمنطقة، وكيف يمكن البناء على ما تحقق في سبيل تقوية وتعضيد البناء الوطني للدول العربية ضد محور الميليشيات والجماعات التكفيرية والظلامية، نشرت «الأهرام العربي» سلسلة من المقالات بأقلام كتاب من مختلف الدول العربية .
فمن ليبيا كتب د. محمد مصباحى رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، مقالا بعنوان « وعى الشعب المصرى أسقط مشروع الجماعة الدموى» أكد خلاله أن ثورة 30 يونيو لم تنقذ مصر فقط، لكنها أنقذت المنطقة بكاملها وفى مقدمتها ليبيا، فكان لذلك انعكاس إيجابى داخل ليبيا، بدأ من إسقاط الشعب الليبى للخط المتحالف الذى يقود الجماعات الدينية سياسيا فى البلاد، من خلال رفض هذا المشروع عبر نتائج انتخابات مجلس النواب، التى أثبتت بجلاء سقوط هذه الحركة وكل شقيقاتها ورفض المجتمع لها.
ومن الجزائر قالت فريدة روطان باحثة أكاديمية جزائرية فى مقال بعنوان «التحدى لا يزال قائما» إن النجاح الذي حققته ثورة 30 يونيو في قطع الطريق أمام الميليشيات الإخوانية في مصر انعكس ذلك دون شك على قطع الآمال لعديد التنظيمات الإخوانية في دول المغرب العربي لبلوغ سدة الحكم وفي الجزائر أصبح وجود التنظيم الإخواني رمزي فقط وبالكاد يُذكر له نشاطاتها وتأثيراتها في الحياة السياسية وتسبب الحراك الشعبي الذي عرفته الجزائر منذ فبراير 2019م في تخبط الفكر الإخواني خشية تصويب الأنظار نحوه ووضعهم تحت المجهر والمتابعة المستمرة، كما تراجعت شعبية حركة النهضة التونسية حيث لم يفلح لليوم "إخوان تونس" في الانتشار شعبيا.
ومن لبنان جاء مقال الكاتب اللبنانى «فادى عاكوم» بعنوان «الحارس التاريخى يتحرك لإنقاذ البلاد» والذى أوضح خلاله أن 30 يونيو قامت بعملية استئصال تاريخية لجماعة الإخوان الإرهابية ورغم ذلك لم تتعظ بعد، فالأمر لا يتعلق بها وحدها بل أيضا يتعلق بالثنائي القبيح الداعم لهم سياسيا وإعلاميا وماديا، وأكثر ما يغيظهم هو الاستقرار الداخلي الذي تنعم به مصر والمصريون، فمحافظات مصر نظفت من الإرهابيين ولم يعد لهم إلا بعض الأوكار في سيناء، الأمن مستتب بشكل لافت، الأسعار عادت إلى طبيعتها وسعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية مستقر منذ أشهر طويلة، في مقابل حروب ودمار وعدم استقرار في المنطقة، فسوريا أعانها الله على السواد الذي يلف مدنها وقراها منذ سنوات، والعراق شبه مدمر ومنقسم، ولبنان يحاول عدم الوصول إلى الانهيار التام، وفلسطين تفقد أجزاءً جديدة منها، ليختم بقوله: "الحمد لله على نعمة 30 يونيو وإلا لكانت مصر تعاني كواحدة من شقيقاتها".
ومن سوريا كتب سيهانوك ديبو الكاتب السورى، مقالا بعنوان «الضربة القاصمة لمشروع العثمانية الجديدة»، قال فيه إن لدى المصريين تاريخهم الخاص ولا يحتملون فوضى تهدم هذا التاريخ، أو فوضى تحاصر مستقبلهم، فأدركوا أو أدرك غالبيتهم بأن أحوال مصر لن تستقم وفق أيديولوجية الإخوان الإرهابية ولا تستوي عندهم الحال أن يتم تطويعهم كي يكونوا تُبَّعٌ للسلطان العثماني الجديد أردوغانم وضحا أنه فات على الإخوان أن أول بلد في المنطقة تخلّص من تركة العثمانية القديمة الآفلة هي مصر الخديوية، وقبل أن تنتهي السلطنة العثمانية بشكل كامل نحو القرن، ولولا التوازنات الدولية وقتها لكانت مصر من تكُ المسيطرة على اسطنبول في زمن الخديوي إبراهيم.
كما احتوى العدد الجديد من "الأهرام العربي" على عدة مقالات وتقارير صحفية بأقلام كبار الكتاب المصريين أكدوا خلالها أن 30 يونيو أعادت من جديد دفة القيادة للشعوب العربية بعد أن حاول دعاة الفوضى رسم حدود وخرائط جديدة للمنطقة سواء في المشرق أو المغرب العربي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة