آثار التعنت الإثيوبى فى مفاوضات سد النهضة الجارية، بين مصر والسودان وإثيوبيا حول الإجراءات الخاصة بملئ السد والأطر الفنية والقانونية الخاصة بهذا الأمر وإصرار أديس أبابا على تغليب مصلحتها على مصالح الأطراف الأخرى، قلق العديد من الأوساط السودانية من الأضرار التى قد تنجم عن ملئ السد حال عدم التوصل لإتفاق بين الدول الثلاث.
ودعا صديق يوسف القيادى فى قوى الحرية والتغيير والقيادى فى الحزب الشيوعى السودانى الحكومة السودانية إلى ضرورة إدراج بند للتعويضات لأى آثار بيئية أو اجتماعية تنتج من إنشاء سد النهضة.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها وزير الرى السودانى، ياسر عباس، مع قادة الأحزاب والقوى السياسية السودانية، بحضور عدد من خبراء ومهندسى الرى حول آخر تطورات مفاوضات سد النهضة بين دول حوض النيل الشرقى.
من جانبه، رأى عبد الكبير آدم، القيادى بقوى الحرية والتغيير، أن السند السياسى للموقف الرسمى الحكومى مهم، والذى يقضى بضرورة عدم البدء فى ملئ السد إلا بوصول الأطراف الثلاثة (مصر، السودان، إثيوبيا) لاتفاق شامل، مشيرا إلى أن القوى السياسية ليس لديها خيارا غير الوقوف مع مصلحة البلاد ودعم الوفد المفاوض.
من جهته، قال المحلل السياسى السودانى، محمد آدم إسحاق، إن السودان الآن فى مرحلة مختلفة فى تعاطيه مع قضايا السياسة الخارجية، عما كان متبعا فى عهد الرئيس السابق عمر البشير.
وأضاف فى تصريحات نقلها موقع راكوبة السودانى، أن هناك سياسة خارجية مختلفة عن السابق الذى كان متبعا فى عهد النظام السابق، مؤكدا أن السودان يحترم الجارتين إثيوبيا ومصر ومواقفهما.
وأوضح أن محاولة انتزاع حق السودان الأصيل فى الشراكة بمشروع سد النهضة أمر غير مقبول، لأن السودان طرف أصيل وينظر إلى مصالحه القومية والاستراتيجية والفوائد التى سيجنيها من بناء السد، وأن السودان شريك وليس وسيط ولن يميل إلى أى طرف على حساب الطرف آخر.
وأكد أن هناك آثار سلبية للسد على السودان وتتمثل بانخفاض منسوب النيل وهذا يكلف طاقة كهربائية أكبر، بالإضافة لحجز الطمى وحرمان السودان من الزراعة الطبيعية فى أطراف النيل وتضييق مساحة الأراضي، وأيضاً يمثل خطرا جزئيا على الثروة السمكية فى أطراف النيل.
وبالنسبة للخيار العسكرى، قال إسحاق: "فى اعتقادى إمكانية الخيار العسكرى واردة فى ملف سد النهضة، ولكن تبقى الحرب ليست فى مصلحة أحد".
من جهة أخرى، قال أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور تركى العيار، إنه لا يستبعد تدخل طرف آخر وراء تعنت إثيوبيا، ووجه الضيف الآخر بالبرنامج الاتهام لقطر وتركيا وأنهما وراء التعنت الإثيوبى فى ملف السد، وأكد فى لقاء مع قناة 22 السعودية، أن إثيوبيا لا يمكنها أن تواجه مصر، إلا أن هناك جهات خارجية تحفز إثيوبيا على الوقوف أمام مصالح مصر.
وتساءل العيار "من أين جاءت لإثيوبيا هذه القوة التى تتحدث بها هذه الأيام والحدة فى الحديث والتلويح بالمواجهة العسكرية وهى تعلم أن الجيش المصرى هو الأقوى فى المنطقة الآن؟".
ودعا الدكتور العيار، القيادة السياسية الإثيوبية للعودة إلى صوت العقل.
من جهته، قال جمال الوصيف، صحفى مصرى مقيم بالسعودية، إن قطر وتركيا تقفا مع إثيوبيا للضغط على مصر من أجل ملفات أخرى. وتساءل "الوصيف" كيف لرجل يحمل جائزة نوبل للسلام - يقصد رئيس الوزراء السودانى- يلوح بإشارات الحرب ولا يتعامل بأقل مبادىء السلمية فى التفاوض؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة