نجم حلقتنا اليوم في سلسلة المنسيون في الفن هو الفنان صفا الجميل أو نوفل السينما المصرية وقد اشتهر بأدواره الكوميدية وخاصة دور الولد المعاق ذهنيا ولهذا الفنان الكثير من القصص والحكايات المثيرة .
صفا الجميل من المنسيين في الفن وهم كما ذكرنا من قبل هم كوكبة من الفنانين الذين أمتعونا بأدوارهم حتى ولو كانت صغيرة، فهم كما أطلق عليهم الفنان رشدى أباظة "طبق السلطة الشهى على مائدة الفن"، والكثير منا لا يعرف أسماءهم الحقيقية وقصص حياتهم وكيفية دخولهم عالم الفن وهم بالمناسبة لهم أدوار مؤثرة فى السينما أو يقدمون أدوارا مساعدة، وبعضهم تطور من تقديم أدوار صغيرة لتقديم أدوار أساسية فى الأفلام مع أبطالها، وحقهم علينا أن نعرف الجمهور والأجيال الحالية بهم ليعرف أسماءهم مثلما يحفظ وجوههم وهم بالمناسبة يتعدى عددهم الـ1000 فنان وفنانة وأغلبهم لم ينالوا حظهم من النجومية والشهرة كغيرهم من نجوم الصف الأول والثاني، إلا أنهم بأدائهم الصادق وتفانيهم فى العمل نالوا محبة الجمهور، وتركوا بصمة خاصة فى تاريخ السينما المصرية.
هذا الفنان كان دائما يحبذ أن يناديه أهل الوسط الفني بـ صفصف وهو بالمناسبة قدم شخصية الشاب المعاق ذهنيا ولكنه في الحقيقة كان غير ذلك فقد كان يتميز بالذكاء الحاد ولم يكن ابدا معاقا ذهنيا ولكن كان لسانه ثقيل في الكلام فقط وقد كان يجيد العزف على الكمان وكان تميمة الحظ لكل الفنانين، وبرغم أنه كان يظهر في مشاهد صغيرة وثانوية الا انه وجه معروف لكل المشاهدين، خاصة الإفيه الشهير له في فيلم " سلامة في خير " مع الفنان نجيب الريحاني حينما كان يغني قائلا : محببا .
صفا الجميل
اسمه الحقيقي لمن لا يعرفه صفا الدين محمد وشهرته ” صفا الجميل ” ، ولد في 7 فبراير عام 1907 ، اكتشفه الفنان محمد عبد الوهاب وقدمه لأول مره في فيلم دموع الحب عام 1935 ، ولكن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ارتبط بصفا الجميل ليس لأنه ممثل ساعد في اكتشافه وتقديمه للجمهور، بل إن محمد عبد الوهاب كان يعتبر صفا الجميل تميمة الحظ والتفاؤل بالنسبة له .
أحب صفا الفنانة ليلي مراد وأراد وتمنى أن يتزوجها، فليلى كانت تعامله معاملة رقيقة وتحنو عليه، وكانت تجالسه في فترات الراحة بين المشهد والآخر أثناء التصوير وتحكي له عن أحلامها وأفكارها وتطلب منه أن يحكي عن نفسه وأراد صفا أن يتقدم إليها ويطلبها للزواج، ولكنه خاف أن ترفضه فظل يحبها دون أن يصارحها بحبه لها.
نوفل السينما المصرية
لم يكُن عبد الوهاب وحده هو من اعتاد أن يستبشر بوجه «صفا» الجميل، فكان الفنان أنور وجدي قد اعتاد أن يتصل به عند شروعه في كتابة سيناريو جديد، وكذلك الشاعر صالح جودت، الذي طلب من «الجميل» أن يمُر عليه صباح كل يوم لكي يُلهمه، لكن «صفا» اكتفى بأن يمُر عليه مرة في الأسبوع.
وقرر عبد الوهاب أن يشاركه صفا مرة أخرى في فيلم «يحيا الحب» مع الفنانة ليلى مراد، ثم توالت أعماله فشارك الفنانة فاطمة رشدي والفنان حسين صدقي فيلم «العزيمة» المصنف كأفضل فيلم ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري حسب استفتاء النقاد.
الفنان صفا الجميل
رصيده السينمائي 27 فيلماً، ولكننا لا نستطيع أن ننسي ظهوره المتميز بفيلم «دهب»، في دور «حرنكش» ابن الفنانة زينات صدقي، أو دوره ضمن الطلاب الذين كان يدربهم الفنان «شرفنطح» على غناء نشيد الترحيب بالفنان نجيب الريحاني في فيلم «سلامة في خير»، وقد نشّز في نهاية النشيد بشكل ملفت " محبببا " ، كما كان الفتى الذي وضع النشادر في عينيّ فاتن حمامة في فيلم اليتيمتين لتفقد بصرها، فضلاً عن أنه مرتجل أشهر مقولات السينما المصرية «شرف البنت زي عود الكبريت»، في فيلم «شباك حبيبي "
صفا الجميل كان يعزف علي الكمان
كان صفا يحب الفنانة ليلي مراد حب عميق، فهو حتى وفاته عام 1966 ظل يذكر جلساتهما معًا في رُكن «البلاتوه» تحدثه عن آمالها، وتطلب منه أن يحدثها عن آماله، ونزهاتهما معًا حول الأستديو التي أشعلت غرامه بليلى، وجعلته يفكر غير مرة في أن يصاحبها بحبه ويطلب الزواج منها، لكن غالبًا ما كان يحجم في اللحظة الأخيرة؛ لاعتقاده أنها لم ترض به.
والحب الأبقى في قلبه كان للمطربة السورية أسمهان، التي حطم قلبه بعد وفاتها المفاجئة في 1944، فقد كان يعتقد أنها بادلته حبًا بحب، حيث كانت تحرص على بقائه برفقتها في الأستوديو طوال الوقت، وعندما كانت تسافر خارج القاهرة، كانت تحرص أن تتواصل معه عن طريق الخطابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة