يحتفل العالم، باليوم العالمى للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، اليوم الاثنين، الموافق 15 يونيو، ويركز موضوع الاحتفال هذا العام 2020 تحت شعار "حماية كبار السن خلال كوفيد -19 وما بعده"، حيث أنه على الرغم من أن جميع الفئات العمرية معرضة لخطر الإصابة بـكوفيد 19، فإن كبار السن هم أكثر عرضة لخطر الوفاة والأمراض الشديدة بعد الإصابة، حيث يموت أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً بمعدل خمسة أضعاف المعدل المتوسط.
ويعانى ما يقدر بنحو 66% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً أو أكثر من حالة كامنة واحدة على الأقل، مما يضعهم فى خطر متزايد للتأثير الشديد من كوفيد -19، كما قد يواجه كبار السن أيضاً التمييز على أساس السن فى قرارات الرعاية الطبية والفرز والعلاجات المنقذة للحياة، وإن عدم المساواة العالمية تعنى أنه بالفعل قبل كوفيد-19، لم يكن ما يصل إلى نصف كبار السن فى بعض البلدان النامية لا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية، وقد يؤدى الوباء أيضاً إلى تقليص الخدمات الحرجة غير المرتبطة بكوفيد-19، مما يزيد من المخاطر التى تهدد حياة كبار السن، وذلك وفقًا لما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ".
وكانت الجمعية العامة قد أعلنت بموجب قرارها رقم 127/66، اعتبار يوم 15 يونيو يوما عالميا للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين، ويعتبر هذا اليوم الفرصة السنوية التى يرفع فيها العالم صوته معارضا إساءة معاملة بعض أجيالنا الأكبر سنا وتعريضهم للمعاناة، ويمكن تعريف إساءة معاملة المسنين بأنها فعل واحد أو متكرر أو غياب الإجراء المناسب، الذى يحدث فى أى علاقة يكون فيها توقع الثقة التى تسبب الأذى أو الإحباط لشخص مسن، ويمكن أن تتخذ إساءة معاملة المسنين أشكالًا مختلفة مثل الإساءة البدنية والنفسية والعاطفية والجنسية والمالية، كما يمكن أن يكون نتيجة إهمال مقصود أو غير مقصود.
وفى أجزاء كثيرة من العالم، يحدث سوء معاملة المسنين دون إدراك أو استجابة تذكر، وحتى وقت قريب، كانت هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة مجهولة للرأى العام وتعتبر فى الأغلب مسألة خاصة، ولم يزال الاعتداء على المسنين من المحرمات، التى يتم التقليل من أهميتها وتجاهلها فى جميع أنحاء العالم. بيد أن الأدلة تتراكم للإشارة إلى أن إساءة معاملة المسنين مشكلة صحية ومجتمعية هامة.
وتشير الإحصائيات الدولية، إلى أنه بين عامى 2019 و2030، من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر بنسبة 38%، من مليار إلى 1.4 مليار، مما يفوق عدد الشباب على مستوى العالم، وستكون هذه الزيادة هى الأكبر والأكثر سرعة فى العالم النامى، وإقراراً بضرورة إيلاء اهتمام أكبر للتحديات المحددة التى تؤثر على كبار السن، بما فى ذلك فى مجال حقوق الإنسان.
وقد تؤدى جائحة كوفيد -19 إلى انخفاض كبير فى دخول كبار السن ومستويات معيشتهم، وبالفعل، أقل من 20% من كبار السن فى سن التقاعد يحصلون على معاش، وإن كبار السن ليسوا مجرد ضحايا، إنهم يستجيبون أيضا، وهناك منهم من العاملين فى مجال الصحة ومقدمى الرعاية ومن بين العديد من مقدمى الخدمات الأساسية.
وعلى الصعيد العالمى، من المتوقع أن يزداد عدد حالات إساءة معاملة المسنين لأن العديد من البلدان لديها عدد كبير من السكان المسنين بسرعة والتى قد لا تلبى احتياجاتها بالكامل بسبب قيود الموارد، ومن المتوقع أنه بحلول عام 2050، سيتضاعف عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فما فوق، من 900 مليون فى عام 2015 إلى حوالى 2 مليار نسمة، مع الغالبية العظمى من كبار السن الذين يعيشون فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وإذا ظلت نسبة ضحايا إساءة معاملة المسنين ثابتة، فسوف يزداد عدد الضحايا بسرعة بسبب شيخوخة السكان، حيث يزداد عددهم إلى 320 مليون ضحية بحلول عام 2050.
وتعتبر إساءة معاملة المسنين مشكلة موجودة فى كل من البلدان النامية والمتقدمة، ومع ذلك لا يبلغ عنها بشكل عام على المستوى العالمى، ولا توجد بيانات عن معدلات الانتشار أو التقديرات إلا فى بلدان متقدمة معينة تتراوح من 1% إلى 10%، وعلى الرغم من أن هناك جهل بمدى سوء معاملة المسنين، فإن أهميته الاجتماعية والأخلاقية واضحة.
وعلى هذا النحو، فإنها تتطلب استجابة عالمية متعددة الأوجه، تركز على حماية حقوق كبار السن، ويجب وضع مقاربات تعريف وكشف ومعالجة إساءة معاملة المسنين فى سياق ثقافى وينظر إلى جانب عوامل الخطر المحددة ثقافياً، وعلى سبيل المثال، فى بعض المجتمعات التقليدية، تتعرض الأرامل الأكبر سناً للزواج القسرى بينما فى حالات أخرى، وتتهم النساء المسنات المعزولات بالسحر، ومن منظور صحى واجتماعي، ما لم تكن كل من الرعاية الصحية الأولية وقطاعات الخدمات الاجتماعية مجهزة بشكل جيد لتحديد المشكلة ومعالجتها، فإن إساءة معاملة المسنين ستظل غير مكروهة ولا يمكن تجاهلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة