في الوقت الذى اتخذت أوروبا خطوة كبرى نحو العودة للحياة الطبيعية مع فتح العديد من البلدان حدودها أمام المواطنين الأوروبيين، بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق بسبب فيروس كورونا، فإن هناك مخاوف تتردد بين دول العالم من إمكانية حدوث موجة جديدة من أزمة فيروس كورونا، حيث سيتعين على السائحين القادمين من الولايات المتحدة وآسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط الانتظار ولو مؤقتا، إلى حين السماح لهم بالدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وبحسب شبكة سكاى نيوز الإخبارية، قالت يلفا يوهانسون مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية، لمبعوثي الدول الأعضاء الأسبوع الماضي: "ينبغي أن يفتحوا الحدود في أسرع وقت ممكن"، وبالرغم من أن المناطق السياحية تعتمد على إعادة فتح الحدود بشكل كبير، فإن كثيرا من الأوروبيين قد يقررون البقاء قريبين من منازلهم هذا الصيف.
وأقر رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس متسوتاكيس أن "الكثير سيتوقف على ما إذا كان الناس يشعرون باطمئنان للسفر، وما إذا كان بإمكاننا تقديم اليونان كمكان آمن".
وشهدت أوروبا وفاة ما يزيد على 182 ألف شخص من جراء الإصابة بفيروس كورونا، بحسب إحصاءات جامعة جونز هوبكنز، التي أظهرت أيضا أن أوروبا سجلت مليونين و400 ألف إصابة من حوالي 8 ملايين حالة في العالم.
إسبانيا التي ما زالت تفرض قيودا على السفر الداخلي لأسبوع آخر وستستأنف أنشطة السياحة الخارجية مطلع يوليو المقبل بشكل كامل، ستسمح لآلاف الألمان بالسفر إلى جزر البليار على سبيل التجربة لمدة اسبوعين اعتبارا من الإثنين، بينما فتحت إيطاليا حدودها في الثالث من يونيو، واحتفلت المدن والبلدات الواقعة على الحدود الألمانية- البولندية أمس السبت، مع فتح بولندا البوابات الحدودية.
وتقوم ألمانيا، مثل فرنسا ودول أخرى، برفع ما تبقى من نقاط التفتيش على الحدود يوم الاثنين، وإلغاء الاشتراط على القادمين إثبات أن لديهم سبب وجيه للدخول كما خففت ألمانيا من التحذير ضد السفر غير الضروري للبلدان الأوروبية، باستثناء فنلندا والنرويج وإسبانيا، حيث لا تزال قيود السفر قائمة، والسويد، حيث يعتبر مستوى الإصابات الجديدة بالفيروس مرتفعًا للغاية.
وستطلب السلطات التشيكية من الوافدين من السويد إظهار نتيجة اختبار سلبية لكوفيد-19 أو الحجر الذاتي، وكذلك الوافدين من البرتغال ومنطقة سيليزيا البولندية وتفتح النمسا الثلاثاء المقبل حدودها مع الدول الأوروبية المجاورة، باستثناء إسبانيا والبرتغال والسويد وبريطانيا، وتبقى على تحذير السفر لمنطقة لومباردي الأكثر تضررًا في إيطاليا.
وتطلب فرنسا من البريطانيين الحجر الصحي لمدة أسبوعين بينما فرضت بريطانيا مؤخرًا الحجر الصحي لمدة 14 يومًا على معظم الوافدين، وهو ما أثار فزعا وسط صناعة السياحة والطيران، التي تقول إن الخطوة ستوجه ضربة كبيرة لزيارة بريطانيا بشدة هذا الصيف وتفتح الدنمارك أبوابها فقط للسياح من ألمانيا والنرويج وأيسلندا، فقط إذا تمكنوا من إثبات أنهم يقيمون لمدة ست ليال على الأقل، كما تواصل النرويج إغلاق حدودها الطويلة مع السويد.
فيما ذكر موقع العربية، أنه مع عودة انتشار فيروس كورونا في الصين، حيث سجلت اليوم 57 إصابة جديدة في طفرة كبيرة لعدد الإصابات، ومع زيادة الإصابات في دول أخرى، يتخوف خبراء من عودة موجة ثانية لجائحة فيروس كوورنا، حيث أوضح الخبراء أن هذا الاحتمال يتراوح بين متوسط ومرتفع، ويتوقف على التدرج في تخفيف القيود ومدى التزام الناس بها ووعيهم بتدابير الوقاية.
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوج نصح بضرورة الاستمرار باتباع إجراءات العزل بشكل مدروس، حيث إن الوضع اليوم ليس أفضل مما كان عليه في بداية العام، في ظل غياب أي علاج أو لقاح للمرض، بحسب منظمة الصحة.
وحول توقيت الموجة الثانية، رجحت الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية حقوق المستهلك بأن تكون الموجة الثانية لكورونا خلال استفاقة العدوى الفيروسية التنفسية الحادة "سارس"، وبالتالي من المحتمل أن يعود كورونا في الخريف القادم لكن في نفس الوقت يؤكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوج، أن الموجة الثانية ليست حتمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة