ـ نتبادل الخبرات الرقمية والاتصالات لدعم مصر في حربها ضد الإرهاب
ـ التخفيف التدريجي للقيود الخاصة للتعامل مع وباء كورونا مبني على متابعة مكثفة لضمان السلامة
أظهر وباء كورونا الذى تفشى فى أنحاء العالم، وقتل مئات الآلاف، أنه لا يعرف حدودًا ولا جنسية، لذلك تبادلت الدول المساعدات، وأظهرت أخرى التضامن العالمى، فيما ظهر الاتحاد الأوروبى، عاقدًا المؤتمرات والمنصات، وجامعًا الأموال لدعم الدول الأوروبية والشركاء، لمواجهة تداعيات هذا الوباء، الذى أثر على الجميع اقتصاديًا، بينما تناثرت الأقوال بين الحين والآخر عن ضعف قد يواجه الاتحاد الأوروبى، وملامح تفكيك تطل من بعيد.
ايفان سوركوش سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، فى حوار له عبر الإنترنت، يوضح الكثير من المعلومات، ويسلط الضوء على العلاقات المشتركة مع مصر، ومدى إمكانية تخفيف القيود عن بعض الدول، والدعم الدولى لتداعيات الأزمة التى أطاحت باقتصاد العالم.
ايفان سوركوش مع محررة اليوم السابع
فإلى نص الحوار:
- هناك من يتحدثون عن تفكك الاتحاد بعد تخليه عن إيطاليا في أزمة كورونا والبعض يتحدث عن المؤامرة.. فكيف ترى دور الاتحاد فى إدارة الأزمة؟
جائحة كورونا لا تعرف حدودًا ولا جنسية، وقد حدثت على نطاق غير مسبوق للجميع، ولمواجهتها نحتاج لأن نكون معًا لنكون فعالين، من خلال التعاون والتضامن، وما حدث درس تعلمناه بأنفسنا كأوروبيين، وأصبحت الدول الأعضاء تستقبل وتعالج المرضى من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وترسل المساعدات الطبية وتنسق الاستجابات.
أما عن دور الاتحاد الأوروبى، داخل أوروبا، فهو يلعب دورًا نشطًا في دعم الدول الأعضاء من خلال تسهيل الشراء المشترك للإمدادات والمعدات الطبية وزيادة القدرات الإنتاجية الأوروبية، وتعزيز البحوث الخاصة بإيجاد لقاح وإعادة مواطني الاتحاد الأوروبي العالقين في بلدان أخرى، ومساعدة الشركات المتضررة بشدة، ووضع قواعد مرنة مؤقتة للمساعدات التي تقدمها الدولة حتى تتمكن الحكومات من دعم المواطنين والشركات، وخصوصا الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير الوظائف، واتفق قادة الاتحاد الأوروبي على تكثيف جهودهم المشتركة، على الأقل من خلال تطوير نظام أوروبي لإدارة الأزمات واستراتيجية مشتركة لإدارة كوفيد ١٩.
كما حشدت المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء ما يقرب من ٢.٧٧ تريليون يورو لمساعدة الأوروبيين الذين تضرروا بشدة من أزمة فيروس كورونا، واتفق وزراء مالية الاتحاد الأوروبي على حزمة إنقاذ غير مسبوقة بقيمة ٥٠٠ مليار يورو لحماية دول الاتحاد الأوروبي والعاملين والشركات، كما يقدم البنك المركزي الأوروبي خطة بقيمة ٧٥٠ مليار يورو - وهي الأكبر تاريخيا - للحد من التداعيات الاقتصادية خلال الأزمة.
ولكن مرة أخرى، أود أن أشدد على أن الجزء الرئيسي من استجابة الاتحاد الأوروبي هو دولي، ويهدف إلى التعاون أيضا مع شركائنا، بما في ذلك مصر بالطبع.
حوار عبر الانترنت مع سفير الاتحاد الاوروبى1
- وكيف ترى التضامن الأوروبى والشركاء؟
أريد أن أشير إلى أن مفهوم "فريق أوروبا"، الذي يجمع بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء وكذلك المؤسسات المالية الأوروبية، هو في صميم التضامن إلى حد كبير، يتعلق الأمر بالاحتياجات الصحية العاجلة، ولكن أيضا العمل معا ومع شركائنا من أجل تحقيق التعافي الاقتصادي.
ولكن أريد أن أسلط الضوء كذلك على حدث عقد منذ أيام قليلة، وتحديدا يوم ٤ مايو، كان له تأثير كبير بالفعل، وهو مؤتمر التعهدات المعني بالاستجابة العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد. تم التعهد بتقديم ٧.٤ مليار يورو من الجهات المانحة في جميع أنحاء العالم. يتعلق الأمر بالعمل معا لضمان تطوير التشخيصات والعلاجات واللقاحات ضد فيروس كورونا ونشرها على نطاق عالمي حتى لا يتم التخلي عن أحد.
- مصر إحدى شركاء الاتحاد كيف ترى العلاقات معها فى ظل أزمة كورونا؟
مصر شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي في المنطقة، ولدينا صداقة تاريخية طويلة، حيث نعمل مع شركائنا المصريين على تحديد أفضل الطرق للاستجابة للأزمة والمساعدة في تلبية احتياجات المصريين، ونحن نبحث في مجالات حيوية مثل الصحة وسبل العيش والحصول على المياه النظيفة، وسنركز كذلك على مرحلة التعافي، ولا سيما تعزيز الاقتصاد وخدمات التضامن الاجتماعي.
حوار
- كيف تنظر لدور مصر فى مكافحة وباء كورونا؟
اتخذت الحكومة المصرية إجراءات احترازية لمواجهة وباء كورونا، كما فعلت الحكومات الأوروبية، وتعاملت بكل ذكاء حين منعت التجمعات الحاشدة، وأوقفت الجامعات والمدارس والرياضيات، الأمر الذى أدى إلى الحد من انتشار الوباء.
كما أود أن أقول أن وباء كورونا فى مصر تحت السيطرة، حتى لو كان هناك تزايد فى الأعداد، لأن السلطات المصرية تقوم بجهود تحاصر الفيروس وتقلل انتشاره، ونفذت اجراءات سباقة أسرع من انتشار الوباء.
- كيف يدعم الاتحاد الأوروبى مصر فى مواجهة هذه الأزمة؟
أؤكد تضامن الاتحاد الأوروبي مع مصر، كما مع كافة شركائنا، الوباء لا يعرف حدودا وهو تحد مشترك، وعملت السلطات المصرية على نحو سريع لتحقيق التوازن بين احتياجات متعارضة، كما هو الحال في جميع بلداننا، في ظل الحاجة الملحة لوقف انتشار الفيروس، لكن هذه معركة صعبة بالنسبة لنا جميعا، سنعمل مع مصر واضعين في الاعتبار التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة لما بعد جائحة فيروس كورونا المستجد.
الاتحاد الأوروبي على استعداد للاستجابة للاحتياجات الخاصة بهذه الأزمة من خلال البرنامج الحالي لدعم قطاع الصحة والذي تبلغ قيمته ٨٩ مليون يورو لمواجهة حالات الطوارئ الصحية بسبب الوباء ولدعم الاحتياجات الفورية لنظام الصحة العامة.
وبالإضافة إلى المساعدات الثنائية، يتم تسريع تمويل بقيمة ١.٥ مليار يورو في شكل منح وإعادة توجيهه لإيجاد حيز مالي لشركائنا للاستجابة للوباء وذلك في مصر والأردن وفلسطين والمغرب وتونس.
- إلى أين يتم توجيه الدعم المالى ال89 مليور يورو المرسلة إلى مصر من قبل الاتحاد الأوروبى؟
يهدف الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي لمساعدة مصر على الاستجابة للتهديد المباشر الذي يمثله كوفيد ١٩ للمصريين بشكل عام مع التركيز على من هم في أمس الحاجة إليه، ويهدف المبلغ المخصص المقدر بـ ٨٩ مليون يورو والذي يمكن إصداره في الأشهر المقبلة إلى زيادة موارد وزارة الصحة والسكان ومقدمي الخدمات كوسيلة لشراء المزيد من المعدات الطبية وتدريب الكوادر الطبية ودعم طرح استراتيجية الإبلاغ عن المخاطر للحكومة المصرية وإشراك المجتمع.
وبعبارة أخرى، سيساعد دعم الاتحاد الأوروبي في توفير استجابة صحية وحماية الحياة وذلك في سياق طارئ ومرن حيث لا يمكن توقع تأثير كوفيد ١٩ على المدى المتوسط بشكل كامل. كما يمثل دعم الاتحاد الأوروبي فرصة، بصرف النظر عن سياق كوفيد ١٩، لبناء مرونة القطاع الصحي ومقاومته للصدمات على المدى المتوسط.
EXW51aQUMAARBAm
- وهل البرامج المخصصة لمصر ستتأثر بشكل ما بسبب الوباء؟
نعمل مع شركائنا لضمان استجابة البرامج الحالية التي نمولها للأزمة، على سبيل المثال، كجزء من المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي لدعم استراتيجية مصر القومية للسكان 2030، ومن خلال الشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، الشريك المنفذ، وقمنا بالفعل بتوزيع معدات الحماية الشخصية للعاملين في تنظيم الأسرة، كما نساعد في ضمان التعلم عن بعد للتعليم الفني.
- هل ستؤثر الأحداث الحالية على مشروع تطوير المتحف المصرى الذى يعمل عليه الاتحاد الأوروبى؟
سيكون هناك على الأرجح بعض التأخير فيما يتعلق بافتتاح المتحف المصري الكبير، ولكننا لا نتوقع تغييرات كبيرة في خطة التطوير الخاصة به؛ إذ إنه قد تحقق بالفعل تقدم في اكتمال المشروع.
وسيكون لهذا التأخير تأثير مباشر على الدعم الجاري من الاتحاد الأوروبي لإعادة تأهيل المتحف المصري في ميدان التحرير، ويرجع ذلك إلى التأخير المتراكم في نقل بعض المجموعات الهامة من المتحف الواقع في التحرير إلى المتحف المصري الكبير.
ويسعدني القول إن الاتحاد الأوروبي، مع الخبرة الفنية من خمسة متاحف أوروبية مرموقة ومع شركاء وطنيين مؤهلين للغاية، يقدم الدعم لوزارة السياحة والآثار للمساعدة في تطوير وإعادة تأهيل المتحف المصري. سيسهم ذلك في تطوير منظومة العرض المتحفي، إضافة إلى البنية التحتية والخدمات المناسبة لزوار المتحف باستخدام تكنولوجيا المعلومات الحديثة بشكل خاص.
- كيف ترى مكافحة مصر لأزمة كورونا وفى نفس الوقت محاربتها للإرهاب؟
يدرك الاتحاد الأوروبي دور مصر الأساسي في الأمن والاستقرار الإقليميين، ونحن ملتزمون بدعم مصر في حربها ضد الإرهاب من خلال نهج شامل يعالج الأسباب الجذرية للإرهاب ويواجه التهديد ويحاكم الإرهابيين المشتبه بهم مع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في إطار سيادة القانون ، من خلال احترام الحريات الفردية وكذلك الإدماج الاجتماعي والاقتصادي يمكن تحقيق التنمية والاستقرار المستدامين.
- ما هو الدور الذى تقومون به تحديدًا من أجل هذا الدعم؟
ندعم مصر في مكافحتها للجرائم المنظمة الخطيرة والإرهاب من خلال مجموعة واسعة من الإجراءات، بما في ذلك بناء قدرات وكلاء النيابة، وتبادل الخبرات بشأن الأدلة الرقمية والاتصالات الاستراتيجية وتمويل الإرهاب من أجل منع الإرهاب ومكافحته بنجاح وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
- قررت بعض الدول الأوروبية تخفيف إجراءاتها الوقائية لمواجهة الانكماش الاقتصادي. كيف ترى هذا؟
يعتمد صالح ورفاهية كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي على صالح الاتحاد الأوروبي بأكمله، نحن جميعا في هذا معا، وستستغرق محاربة فيروس كورونا وعواقبه بعض الوقت، لكننا حققنا تقدما واتخذنا بالفعل بعض الإجراءات الواضحة.
وفي مؤتمرهم الرابع الذي عقد عبر الفيديو يوم ٢٣ أبريل والخاص بالتعامل مع كوفيد ١٩ وعواقبه، أظهر قادة الاتحاد الأوروبي إرادة قوية للمضي قدما معا،وناقش القادة التقدم المحرز في الأبعاد المختلفة للاستجابة الأوروبية للجائحة ورحبوا بخريطة الطريق الأوروبية المشتركة نحو رفع تدابير احتواء كوفيد ١٩.
كما اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على الاستمرار في متابعة الوضع عن كثب والتنسيق قدر الإمكان لضمان الرفع التدريجي والمنظم للقيود، ويتم ذلك كله مع ضمان صحة وسلامة مواطنينا.
- يأتى يوم أوروبا هذا العام فى ظل أزمة عالمية.. كيف سيتم الاحتفال بهذة المناسبة الأوروبية الخاصة؟
يمثل يوم أوروبا هذا العام مناسبة خاصة نظرا لمرور سبعين عاما على إعلان شومان الذي مهد الطريق للاتحاد الأوروبي، إلا أنه يتم في وقت نواجه فيه جائحة غير مسبوقة.
ونحن بالطبع نحترم تمامًا قواعد التباعد الاجتماعي، ولكننا سنحتفل أيضا بالتركيز بشكل ملموس على التضامن داخل بلادنا ومع شركائنا، فنحن جميعا في هذه الأزمة وسوف نتغلب عليها معا، يمكننا تحقيق الكثير إذا عملنا معا من أجل استجابة عالمية مشتركة، و كان هذا في الواقع في جوهر إنشاء الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير، كما نعمل على عدد من الفعاليات عبر الإنترنت التي تعكس مبادئ الاتحاد الأوروبي وتعاوننا مع مصر.
ما هى الرسالة التى ترغب فى إرسالها إلى المصريين؟
نحن معكم وفى الاتحاد الأوروبى نحن شركاء المصريين ولابد أن نمر من هذه الازمة جنبًا الى جنب ، فلا يوجد حدود لهذا الفيروس، ومع التعاون والتضامن سننتصر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة