شهد المسجد النبوي الشريف منذ أن بناه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة بعد قدومه إلى المدينة المنورة مهاجرًا من مكة المكرمة بمساحة 1050 مترا مربعا عدة توسعات مرورا بعهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية فالعباسية والعثمانية إلى أن وصلت إلى عهد الدولة السعودية وفقا لجريدة عكاظ.
وعملت حكومة المملكة منذ تأسيسها على عدد من التوسعات المتلاحقة وعلى عدة مراحل والتي تعد الأكبر في تاريخ المسجد النبوي، فعندما تولى الملك عبد العزيز الحكم كان من اهتماماته الأولية رعاية شؤون الحرمين الشريفين، حيث قام بعدة زيارات إلى المدينة المنورة كان أولها في شعبان عام 1345هـ وتمت عدة إصلاحات للمسجد النبوي الشريف في الأعوام 1348هـ و 1350هـ و 1354هـ .
بعد ذلك أعلن الملك عبدالعزيز في خطاب رسمي سنة 1368هـ عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف، حيث بدأت أعمال التوسعة السعودية الأولى في سنة 1370هـ بتهيئة المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي وتعويض أصحاب المباني المجاورة للمسجد .
وبعد وفاته واصل الملك سعود عملية التوسعة والتطوير ففي عام 1375هـ انتهت العمارة والتوسعة في عهده وبهذه التوسعة أُضيف إلى مسطح المسجد 12270 متراً مربعاً أضيفت إلى ال 4057 متراً مربعاً التي رأى جلالته أن يتم الاحتفاظ بها من المسجد القديم ، وبذلك أصبح مجمل العمارة في تلك الفترة 16326 متراً مربعاً .
ومع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين أصدر الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أمره بتهيئة أماكن للصلاة غربي المسجد، فتم تعويض ملاك المباني الموجودة في تلك الجهة وتمت إقامة مصلى مظلل تم تبليطه بالرخام وإنارته وتهويته، بلغت مساحته نحو 30.406 أمتار مربعة، بواقع 80 مظلة. وكان العمل به سنة 1393هـ.
وفي عهد الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود حصل حريق في سوق القماشة سنة 1397هـ وهو في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، فتم تعويض أصحاب الدور والعقار في تلك المنطقة وتمّت إضافتها لمساحة المظلات التي أضيفت للمسجد في توسعة الملك فيصل رحمه الله حيث بلغت مساحتها 32401 متراً مربعاً لتصبح مساحة المظلات 62807 أمتار مربعة ، وبقيت إلى أن دخلت في التوسعة السعودية الثانية.
بينما بدأت التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي بأمر من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، حيث تم في سنة 1405هـ وضع حجر الأساس للمشروع، وقد تم الانتهاء منها عام 1414هـ، حيث شملت التوسعة الجهات الشرقية والغربية والشمالية للمسجد، وذلك بإضافة مساحة 82.000 متر مربع تستوعب نحو 150.000 مصلّ، وبذلك أصبحت المساحة الكلية للمسجد 98.326 متراً مربعاً تستوعب 178.000 مصلّ، وتضاف مساحة السّطح 67.000 متر مربع، منها 58.250 متراً مربعاً مهيأة للصلاة فيها وتستوعب 90.000 مصلّ، لتتضاعف بهذا مساحة المسجد النبوي الشريف من 16326 متراً مربعاً إلى 165000 متر مربع منها 156576 متراً مربعاً مهيأة للصلاة تستوعب 268.000 مصلّ. وتضاف إليها مساحة الساحات المحيطة بالمسجد 135.000 متر مربع .
وفِي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز في سنة 1433 هـ تم وضع حجر الأساس للتوسعة السعودية الثالثة للحرمين الشريفين التي تعد الأكبر ضمن التوسعات التي شهدها المسجد الحرام والمسجد النبوي على مرّ التاريخ والعصور الإسلامية ، وتتضمن توسعة المسجد النبوي لترتفع الطاقة الاستيعابية بعد إنهاء أعمال التوسعة إلى مليون و800 ألف مصل.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود استمرت الرعاية والعناية السعودية بالحرمين الشريفين، ومن ذلك أمره باستكمال التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي والمسجد النبوي حيث دشن العديد من المشروعات ، ولا زال الدعم والاهتمام والرعاية والمتابعة المتواصلة مستمرة منه لتؤكد حرص المملكة منذ تأسيس هذه البلاد على العناية بالحرمين الشريفين وإعمارهما، التي بدأت في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأتمها أبناؤه من بعده خدمةً للإسلام والمسلمين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة