التمييز والعنصرية، آفتان تقاومهما الدول الديمقراطية للحد من تفشى الكراهية بين الشعوب، ودائمًا ما تدعى إسرائيل أنها دولة ديمقراطية لا تعرف التمييز، لكن يبدو أن الشعارات تخالف الأقوال والأفعال فى الدولة العبرية، حيث حاولت صفحة إسرائيل بالعربية التفاخر بكون "برج القاهرة" من تصميم وبناء معمارى يهودى، لتضفى عليه صفه تمييز دينى.
ومن جهته، انتقد الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، حالة التمييز الدينى التى فرضتها الصفحة الإسرائيلية على المهندس المصرى مصمم "برج القاهرة"، بعدما ميزته بأنه يهوديًا، رغم أن الدولة المصرية لم تتعامل معه بعنصرية أو بتمييز دينى لكونه مصريًا فى نهاية الأمر، وقال خالد صلاح، "إسرائيل تقول عن المهندس المصرى مصمم "برج القاهرة" إنه يهودى، هما اللى ميزوه بإنه يهودى، وعبد الناصر ميزه كونه مصرى، ومصر لم تكن تميز بين اليهود والمسلمين والمسيحيين، وإسرائيل هى أصل التمييز عندما وصلت الصهيونية إلى الشرق الأوسط".
وأضاف رئيس مجلس إدارة "اليوم السابع"، "إسرائيل تصنف بعض المهندسين المصريين باعتبارهم يهود، رغم إنهم كانوا يعيشون فى مصر كمواطنين مصريين حتى بدأت الصهيونية تأتى وتنتشر الخيانات، ومصر لم تميز بين المصريين على أساس الدين، لكن إسرائيل هى من بدأت تمييز الناس على أساس الدين رغم ادعائهم إن إسرائيل دولة ديمقراطية".
وتابع خالد صلاح، "إذن.. شكرًا لجمال عبد الناصر الذى لم يميز الناس على أساس الدين ويقول هذا مسلم وهذا يهودى.. استمرار إسرائيل فى تصنيف الناس دينيًا وطائفيًا هو الخطر الأكبر وأساس الجهل والدم فى العالم.. هذا مهندس مصرى تعلم فى جامعة القاهرة ولم يتعرض للتمييز.. التمييز وصل مع وصول الصهيونية إلى الشرق الأوسط".
وجاء هذا بعدما نشرت صفحة "إسرائيل بالعربية" على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، صورتان لبرج القاهرة والمهندس المصرى نعوم شبيب، وكتبت فى تعليقها عليها: "برج القاهرة من تصميم وبناء معمارى يهودى.. لا يوجد مواطن مصرى أو زائر إلى مصر لا يعرف برج القاهرة وهو أحد أهم معالم العاصمة المصرية، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن من صمم ونفذ هذا البرج هو المهندس اليهودى المصرى نعوم شبيب، الذى يعد من أهم رواد العمارة المصرية الحديثة".
نعوم شبيب، هو معمارى ومصمم مصرى، ولد فى 28 نوفمبر 1915، فى القاهرة، وتوفى فى 13 مايو 1985، فى مونتريال، بعدما هاجر إلى كندا فى 1971 وبقى فيها حتى وفاته، وكان يمتلك شركة نعوم شبيب، للعمارة والإنشاء والمقاولات، التى تأسست فى سنة 1940.
حصل المهندس نعوم شبيب، على بكالوريوس فى الهندسة المعمارية (مع مرتبة الشرف) سنة 1937، والماجستير فى هندسة الميكانيك والتربة سنة 1954، وماجستير فى الهندسة الإنشائية سنة 1956، وكان عضوًا فى قصر سام كيبيك للمهندسين، كندا، كما كان متزوجًا من أرليت شبيب، ولديه منها 4 أطفال.
إذن:
— Khaled Salah (@Youm7Khaled) May 4, 2020
شكراً لجمال عبد الناصر الذي لم يميز الناس على أساس الدين ويقول هذا مسلم وهذا يهودي
استمرار إسرائيل فى تصنيف الناس دينيا وطائفياً هو الخطر الأكبر وأساس الجهل والدم فى العالم
هذا مهندس مصري تعلم فى جامعة القاهرة ولم يتعرض للتمييز
التمييز وصل مع وصول الصهيونية إلى الشرق الأوسط https://t.co/acU2ASRfVn
وضع نعوم شبيب، أول معالم العمارة المعاصرة فى مصر بتشييده برج القاهرة، وبتشييد أول ناطحات سحاب، كما يمثل المهندس المصرى أحد أهم رواد العمارة المصرية الحديثة الذى أثرى المعمار المصرى بأفكار تقدمية غير مألوفة على عصره، فلقد كان يؤمن بأن الشكل المعمارى للمبنى ينبغى أن يعكس هيكله الإنشائى بدون عناصر غير ضرورية ليتجلى فى أشكال نقية.
ومن أهم المشروعات المعمارية للمهندس المصرى نعوم شبيب، برج القاهرة سنة 1961، ومبنى جريدة الأهرام سنة 1968، وبرج بولمنت، وسينما ومسرح على بابا، ومدرسة القللى الخيرية، ومبنى كايرو موتور لتجارة السيارات، وكنيسه سانت كاترين، وكنيسه سانت تريز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة