نظرة دونية للحياة، ورغبة قوية ومعززة بالفعل والقول فى نفى الحياة عن الدين، هما سمات المتطرفين من أتباع التيارات التى تنتهج العنف ضد الدولة الوطنية، وهو ما عبر عنه يحى رفاعى سرور،فى رسالة تم إعادة نشرها على العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعى.
تضمنت الرسالة كثير من فلسفة الجماعات الإرهابية، التى تفصل بين الحياة والدين، وتصدر فقط من الدين كل ماهو محل خلاف، بل وتصدير أفكار مفسرة وفق أهوائهم، تجعل الناس تنفر من الدين بدلا من التقرب إليه، مع الإشارة أن يحي رفاعى سرور، هو نجل قطب السلفية الجهادية رفاعى سرور، وهو الأب الذى مدحه أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، باعتباره قطبا سلفيا يأخذ المرجعية منه.
يذهب نجل رفاعى سرور، فى نص الرسالة الفارقة والمنهجية والتى توضح المفاهيم المغلوطة والمشوة لديه ولدى أتباعه بأن الخلاف معهم هو خلاف مع الدين فيقول:" الخلاف بيننا وبينهم خلاف جذري لا التقاء فيه..معنى الحياة عندنا يختلف عن معنى الحياة عندهم.. فالحياة عندهم هي مجال زماني وضعوا فيه ليستمتعوا به.. قد يكونوا ملحدين.. قد يكونوا متدينين بدين مشوه ومثقوب بحيث يسمح بتسرب مفاهيم إلحادية"، تلك الرسالة ربما تتطابق بشكل كبير مع مفهوم تجهيل المجتمع، وهى الفكرة التى رسخها سيد قطب لدى جماعة الإخوان الأرهابية وأتباعهم، بيحث يقسم المجتمع لفئتين، أحدهما الفئة الناجية والتى ينتسب إليها الإخوان.
ويستمر يحى رفاعى سرور فى رسالته المسمومة، قائلا:" كل اعتراضاتهم على مشاهد القتل في سبيل الله هي صادرة عن فكرة أن الإنسان يجب أن يعيش في سلام وأن الأديان يجب أن يتم توظيفها لتحقيق تلك الغاية.. هذه الفكرة خاطئة.. هذا هراؤهم.. أما نحن فمطمئنين لأمر بديهي: البشرية لم تُخلق للسلام، وأن تكون الحياة اختبار إلهي للإنسان حول حق الألوهية.. فهذا يعني حتمية وجود إنسانية يجب إهدارها.. إنها أحد وسائل الإجابة على سؤال الحياة نفسه.. وهو سؤال إجباري لا يمكن الالتفاف حوله."، وهو هنا يؤرخ لمفهوم القتل على الهوية، بحيث يلصق الإرهاب بالدين، كمنهج واضح، وكأنه تناسى وغفل متعمدا عن نص القرآن بأن من قتل نفسا فقد قتل الناس جميعا.
من جهته يقول هشام النجار الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية أن هذه النظرة للحياة التى يعبر عنها يحى رفاعى سرور هى السائدة لدى غالبية التيارات التى تسمى نفسها بالإسلامية فهم يكرهون الحياة ويضعونها دائما فى تعارض مع الدين رغم أن الإسلام لم يقل بهذا على الإطلاق
وأشار النجار إلى أن يحى رفاعى سرور هو واحد من العناصر التكفيرية المتشددة التى تنتمى الى تنظيم القاعدة وكان مناصرا لحازم صلاح ابو اسماعيل والاخوان فى فترة وجوده فى مصر وهذه الأفكار لا تبتعد عن الأفكار التى يتبناها الإخوان الآن فكلهم فى النهاية ينهلون من نفس المنبع.
من ناحيته قال أسامة القوصى الداعية السلفى أن ما قاله يحى رفاعى سرور يعبر عن فكر كل من يسمون أنفسهم ب "الاسلاميون" فهم ينطلقون من فكرة وجوب الصدام وانك ما دامت مسلما فلابد ان تصطدم مع من لا يدين بدينك او لا يؤمن بنفس أفكارك حتى لو كان مسلما وبناء على هذا أصبحت لديهم فكرة ما يسمى بالولاء والبراء "
وأشار الى ان هذه التيارات لا تفرق بين المعتدى والمعاهد والمسالم رغم أن هذه المفاهيم حرص الإسلام على وجوب التفريق بينها جيدا وجميع النصوص الإسلامية تؤكد اننا لا نحارب الا من يعادينا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة