دائمًا ما يكون شراء منزل جديد حدثًا مثيرًا ويمنحك شعور رائع، ولكن بالنسبة للزوجين ديريك وماريا برودوس فإن منزل أحلامهما الجديد الواقع في 657 بوليفارد تحول بسرعة إلى كابوس، وفي الواقع فإن المنزل نفسه لم يكن مشكلة، ولكن المشكلة كانت في الرسائل التي تلقاها الزوجين في الفترة بين 2014 وفبراير 2017 والتي تحمل لهم أربعة تهديدات من مرسل غامض فحولت حياتهما إلى كابوسًا .
كان المنزل مكون من ستة غرف وكان ثمنه حوالي 1.3 مليون دولار أمريكي في عام 2014، وكان الحي الذي يقع فيه المنزل جيد جدًا، وقد عمل ديريك الذي يبلغ من العمر أربعين عامًا بجد حتى وصل لمنصب النائب الأول لرئيس شركة تأمين في مانهاتن واستطاع أخيرًا أن يشتري لأسرته منزل الأحلام .
ولكن قبل أن ينتقل الزوجان رسميًا إلى 657 بوليفارد وصلتهم أولى الرسائل الغريبة، وكان ذلك في يونيو 2014، بينما كان ديريك مستغرق في إعادة طلاء أحد الغرف، وعندما انتهى قرر أن يتفقد صندوق البريد فوجد بعض الفواتير ورسالة موجودة في ظرف أبيض وموجهة إلى “المالك الجديد”، وعندما فتحها ديريك وجد فيها بعض كلمات الترحيب ثم وجد مجموعة من الأسئلة مثل ” كيف وصلت إلى هذا المنزل ؟، وهل اتصلت القوى الموجودة في المنزل بك ؟، إن المنزل كان ملك لعائلتي وبعد 110 عامًا من بناء المنزل أصبحت مكلف بمراقبته، هل تعرف تاريخ المنزل؟، هل تعرف ما يكمن داخل جدرانه؟، لماذا أنت هنا؟، سوف اكتشف ذلك.
كان محتوى الرسالة غريب جدًا بالنسبة لديريك ولكن كان من الواضح جدًا من خلالها، أن كاتب الرسالة كان يراقب المنزل بالفعل، فقد تحدث في الرسالة عن السيارة ميني هوندا المتوقفة أمام المنزل، كما ذكر التجديدات التي تتم في المنزل، والأكثر من ذلك أنه ذكر أطفال ديريك الثلاثة وتسائل إذا كان هناك ابن رابع قادم في الطريق "وقد انهى رسالته بعبارة "مرحبًا يا أصدقائي، دع الحفلة تبدأ " ووضع توقيع "المراقب" أسفل الرسالة.
وبالطبع كانت هذه الرسالة كافية لجعل الأب يشعر بالفزع فكاتب الرسالة يعرف الكثير عن العائلة ويراقبهم بالفعل، فقام بإغلاق جميع الأنوار والستائر في المنزل ثم اتصل بقسم الشرطة على الفور، وعندما وصل الشرطي إلى المنزل قام بطرح عدة أسئلة روتينية، ثم نصحهم باتخاذ عدة إجراءات للحد من أي خطر يهدد الأسرة .
وبعد مقابلة رجل الشرطة اتصل لديريك بملاك المنزل السابقين، وألهم عما إذا كانوا قد تلقوا رسائل مماثلة، ولكن صاحب المنزل أخبره أنهم عاشوا في هذا المنزل لمدة 23 عامًا ولم تصلهم أي رسائل مماثلة إلا قبل أن يغادروا المنزل بعدة أيام وصلتهم رسالة تشبه تلك التي تلقاها ديريك، ولكنهم اعتبروها مزحة وألقوها في القمامة .
وخلال الأسابيع التالية حاولت عائلة ديريك اتخاذ إجراءات مشددة للحفاظ على سلامة أطفالهم، فقد ذكرت الرسالة أعمارهم وصفاتهم وألقابهم بالتفصيل، وقد شك الأبوين أن كاتب الرسالة هو أحد العمال الذين شاركوا في تجديد المنزل مما جعله يراقب العائلة عن قرب .
وسرعان من وصلت الرسالة الثانية من المراقب والتي كانت تتحدث أيضًا عن طريقة نوم الأطفال وأمور مشابهة وهل وجدوا الأشياء المخبأة في الجدران، مما جعل ديريك يشك في أم المراقب هو أحد الجيران ولكن التحقيقات لم تسفر عن أي نتيجة .
ومع وصول الرسالة الثالثة بدأت الأسرة تفكر بجدية في التخلص من هذا المنزل والانتقال لمنزل أخر، كما أنهم قاموا بزرع المزيد من كاميرات
المراقبة واستأجروا محققًا خاصًا لمعرفة هوية المراقب، وقد اشتبه المحقق في أحد الجيران مرة أخرى وتم التحقيق معه دون جدوى .
وقد فاق الأمر الحد مع وصول الرسالة الرابعة والتي كانت تحمل تهديدًا مباشرًا للأفراد الأسرة هذه المرة، حيث هدد المراقب أنهم ربما يتعرضوا لحادث سيارة أو حريق أو مرض خفيف ثم يتطور يومًا بعد يوم .
ولكن منذ الرسالة الرابعة التي وصلتهم عام 2007 لم تتلقى الأسرة رسائل أخرى، ومع ذلك أصبحت العائلة تتميز بسمعة بين الجيران وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي، فالبعض يرى أن العائلة قد اختلقت تلك الرسائل كجزء من عملية احتيال، ولكن البعض الآخر يرى أن تلك الرسالة منعت أي مشترى من الاقتراب من المنزل وفقد كثير من قيمته السوقية، ومن غير المحتمل أن يقترب منه أي مشتر أخر في المستقبل القريب، ومع انتهاء الرسائل مازالت شخصية المراقب وهدفه من تلك الرسائل غامضة حتى اليوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة