لأول مرة سيختلف الاحتفال بمظاهر عيد الفطر فى الدول العربية والأوروبية أيضا بسبب إجراءات مواجهة كورونا، فبعد أن كانت ساحات العواصم الكبرى تكتظ بالمصلين ابتهاجا بقدوم العيد فلن يكون هذا هو المشهد المألوف فى العالم، حيث تتخذ الحكومة المختلفة اجراءات شديدة وتقف على قدم وساق لمنع التجمعات الناتجة عن أداء صلاة العيد خوفا من تفشى عدوى فيروس كورونا والدخول فى أزمة جديدة لا يعرف حلها أحد.
وتتوالى بيانات الحكومة العربية والأوروبية لتحديد موقفها من أداء صلاة العيد، فبعد أن حددت بعض دول الخليج موقفها وعلى رأسها السعودية والإمارات وعمان، بأن الصلاة ستكون فى البيوت، بسبب تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وفى إطار الإجراءات التى اتخذت فى العالم كله بمنع أى شكل من أشكال التجمعات للحد من انتشار الوباء العالمي.
فخرجت البحرين لتحدد موقفها من صلاة العيد، حيث قررت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بالبحرين نقل صلاة العيد من جامع الفاتح، ورفع التكبيرات بالمساجد فقط.
مسافات بين المصلين فى المساجد
وأوضح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أنه بناء على أداء العبادات في زمن انتشار جائحة كورونا سيتم نقل خطبة عيد الفطر المبارك مباشرة من جامع أحمد الفاتح عبر الوسائل المرئية والمسموعة إظهاراً لهذه الشعيرة التي تترقبها جموع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وذلك بحضور الخطيب وعدد محدود من المصلين على غرار صلاة الجمعة وبذات الاشتراطات التي اجازها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وفي السودان، أعلنت وزارة الشئون الدينية والأوقاف السودانية تعليق صلاة العيد بكل المساجد والساحات بجميع أنحاء البلاد، حفظا للنفس جراء انتشار فيروس كورونا، ووجه نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني، فى بيان، جميع المسلمين إلى إقامة صلاة العيد بالمنازل، مناشدا المشايخ والفقهاء والعلماء ورجال الدين الدعاء فى العيد لرفع البلاء.
تحذيرات فى الخليج من صلاة العيد
وبالتغول أكثر في افريقيا، قررت الحكومة الموريتانية إلغاء صلاتي العيد والجمعة بسبب تفشي وباء كورنا المستجد، وأعلن الدكتور سيدي ولد سالم وزير التعليم العالي الناطق الرسمي باسم الحكومة خلال مؤتمر صحفي بثته الاذاعة الموريتانية أنه تقرر إلغاء صلاة الجمعة وصلاة العيد وتنفيذ حظر للتجول يبدأ من الساعة الرابعة مساء وحتى السادسة وذلك ابتداء من يوم عيد الفطر المبارك، حتى الاثنين الموالي.
المصلين بالكمامات
وأوضح الوزير في أعقاب اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تفشي فيروس كورونا، إن حظر التجول سيتواصل بعد هذه الفترة من الثامنة وحتى السادسة على مدى ثلاثة أسابيع التالية قبل ان يتم تقييم وضعية الوباء ميدانيا والتى على أساسها تتم مراجعة الاجراءات.
وبالتحول إلى سوريا البلد الذي يعاني من الأزمات، أعلن المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف في مطلع الأسبوع الجاري تعليق صلاة عيد الفطر جماعة في المساجد على غرار دول أخرى مثل مصر والجزائر والأردن وذلك في إطار تدابير التصدي لفيروس كورونا، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل متفاوتة حول صلاة العيد في المنزل والاحتفالات في ظل الإجراءات المطبقة بسبب كورونا.
وبالانتقال إلى أوروبا، وافقت السلطات الفرنسية، على فتح دور العبادة والسماح بالتجمعات الدينية، بشرط الالتزام بالتعليمات والوقاية الصحية لمكافحة وباء كورونا، ويأتي هذا القرار قبل يوم من عيد الفطر الذي ينهي فيه المسلمون صيامهم، وتشهد الجوامع بفرنسا كثرة المصلين لأداء صلاة العيد، وذلك وفق ما نقلت وكالة سبوتنيك.
اجراءات الوقاية فى المساجد
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية في بيان لها مساء امس، إنها قررت رفع الحظر عن دور العبادة والسماح بتنظيم التجمعات الدينية من جديد اعتبارا من اليوم السبت"، مشددة على "احترام الإجراءات الصحية كالمسافات بين الاشخاص، وضع الكمامات الالزامياً عند الدخول إلى دور العبادة".
بينما اختلف الوضع فى ايطاليا، فقد أصبح الذهاب الى المساجد لأداء صلاة عيد الفطر غير مرحب به، فعلى الرغم من قيام المركز الثقافى الإسلامى فى إيطاليا المعروف باسم المسجد الكبير فى روما بالتوقيع على بروتوكول التفاهم بشأن اعادة فتح اماكن العبادة الذى دخل حيز التنفيذ فى18 مايو الجارى، والذى يضمن ممارسة حرية العبادة فى المساجد فى سياق طوارئ كورونا إلا أن الصلاة فى المساجد يسبب قلقا كبيرا لوجود تجمعات كبيرة.
ودعا اتحاد الجالية الإسلامية في إيطاليا جميع الجاليات الإسلامية الملتزمة بالأراضي: تعليق جميع الصلوات والدروس في المسجد حتى بعد عيد الفطر، وأوضحت أنها لن تتمكن من الاحتفال بصلاة عيد الفطر لتجنب التدفق الكبير حتى لو تم في الهواء الطلق ؛ للوقاية ومنع انتشار الوباء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة