يواصل العلماء جهودهم للتوصل للقاح أو علاج نهائى لفيروس كورونا، ويعد أبرز هذه اللقاحات الخاص بجامعة أكسفورد والتى تجرى عليه التجارب البشرية فى هذه الفترة للتأكد من فاعليته للحماية من فيروس كورونا، لكن الأيام الماضية شهدت بعض الأخبار عن حدوث انتكاسه للقاح، وعدم قدرته على حماية قرود التجارب من عدوى كورونا بالرغم من حقنهم به.
إلا أنه وفقا لتقرير لصحيفة ديلى ميل البريطانية، أكد علماء أكسفورد أن اللقاح التجريبى الخاص بالجامعة قادر على منع الإصابة بالالتهاب الرئوى، ودافع البروفيسور أندرو بولارد من جامعة أكسفورد عن اللقاح المحتمل عندما دخل تجارب المرحلة الثانية.
ورفض الأستاذ الرائد بجامعة اكسفورد فى قلب تجربة لقاح فيروس كورونا التاجى انتقاد العلاج قائلا إنه يمكن أن يمنع الالتهاب الرئوى، فى وقت سابق من هذا الأسبوع، تبين أن جميع القرود الستة التى تم استخدامها فى تجربة اللقاح مازالوا مصابين بالفيروس التاجى، كما وجد أن لديهم نفس كمية كوفيد 19 فى أنوفهم مثل ثلاثة قرود غير محصنة، ما يشير إلى أن أولئك الذين تم تطعيمهم لا يزالون مصابين بالعدوى ونقل الفيروس إلى الآخرين.
ومع ذلك دافع أندرو بولارد أستاذ عدوى الأطفال والحصانة، عن العلاج مؤكدا أنه يحقق غرضه الأساسى وهو حماية أولئك الذين يتم تطعيمهم ضد أشد الآثار الضارة للفيروس.
وأشار البروفيسور أندرو بولارد "كانت هذه التجربة فى الواقع على عدد صغير من القرود لكن ما أظهره هو أن اللقاح منع الالتهاب الرئوي في تلك الحيوانات، وهذا يدعم بالفعل تحريك اللقاح إلى الأمام لدى البشر لأنه فى الواقع هذا ما نريد حقًا معرفته، هو ما إذا كان يمكن أن يمنع الالتهاب الرئوى والعدوى الشديدة لدى البشر.
وضخت الحكومة بالفعل ما يقرب من 90 مليون جنيه إسترلينى فى البحث وأعلنت أن اللقاح يمكن أن يكون جاهزًا فى وقت مبكر من سبتمبر، وكشف وزير الأعمال ألوك شارما عن خطط المملكة المتحدة لشراء ما يصل إلى 30 مليون جرعة إذا ثبت أن اللقاح فعال.
وبدأ باحثون بريطانيون فى تجنيد متطوعين للمرحلتين المقبلتين فى التجارب السريرية التى يأملون من خلالها فى إيجاد لقاح لفيروس كورونا هذا العام، ووفقا لتقرير لصحيفة ديلى ميل البريطانية يبحث العلماء فى مستشفى وجامعة ساوثامبتون البريطانية عن 10260 شخصًا من المنطقة لاختبار اللقاح.
ووفقا لتقرير "ديلى ميل" بدأ العمل فى شهر يناير على اللقاح الذى تم تطويره من قبل جامعة أكسفورد وهو واحد من المتصدرين فى السباق العالمى من أجل لقاح كورونا، حيث أثبت اللقاح المسمى AZD1222 أنه آمن فى 160 متطوعًا صحيًا تتراوح أعمارهم بين 18 و55 كجزء من المرحلة الأولى من التجربة.
تتضمن المرحلتان الثانية والثالثة زيادة كبيرة فى عدد المتطوعين مع توسيع النطاق العمرى ليشمل كبار السن، الذين هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض خطير مع العدوى.
وقال شاول فاوست، أستاذ أمراض الأطفال والأمراض المعدية فى جامعة ساوثهامبتون، "لقد مرت المراحل الأولى من التجربة بشكل جيد للغاية ونحن ممتنون للعديد من المتطوعين من ساوثامبتون الذين قدموا لمساعدتنا فى تقييم سلامة اللقاح الجديد وإذا كان يمكن حماية الأشخاص الأصحاء من كوفيد 19".
ووجه الدعوة إلى الأشخاص فى منطقة ساوثهامبتون الذين يجعلهم عملهم على اتصال محتمل مع مرضى كورونا، أو الذين يتمتعون بصحة جيدة وفى الفئات العمرية الأكبر سنًا للمشاركة فى المرحلة التالية من تجارب لقاح أكسفورد.
يعد تطوير اللقاح إجراء معقدا يعتمد على عدد من الخطوات الطويلة، لكن الباحثين يتسابقون لتطوير واحد فقط لمواجهة هجمات كورونا التى تهدد بإبقاء دول بأكملها مغلقة حتى يمكن إيقافها ويخترقون هذه المراحل بوتيرة غير مسبوقة، كما يقول العلماء.
وتستغرق التجارب التى تبدأ بعد تصميم اللقاح وإنتاجه فى المختبر وقتًا طويلاً أولاً، حيث يجب على العلماء اختبار اللقاح بشكل متكرر على الحيوانات مثل الفئران أو القرود، وإذا ثبت أنه آمن فيجب عندئذ أن يستمر فى تجارب بشرية صغيرة جدًا، ثم تجارب أكبر تدريجيًا حيث تتم مراقبة سلامة وفعالية ذلك باستمرار فى كثير من الأحيان.
وتستغرق التجارب البشرية أشهرًا أو حتى سنوات حتى يمكن للعلماء أن يكونوا على يقين تام من أن اللقاح لن يكون له أى آثار جانبية ضارة، إذا كان هناك أى عوائق فقد يضطر الباحثون إلى تعديل التركيب الكيميائى للقاح والبدء من جديد، ةإذا سارت الأمور بسلاسة، يمكن أن يتقدم اللقاح إلى مرحلة التصنيع ويتم إنتاجه بشكل جماعى وبيعه للأشخاص أو الحكومات التى تحتاج إليه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة