"أبطال وجيوش وحكايات مختلفة داخل المعركة"، لن يتخلى واحد منهم عن دوره رغم صعوبة الموقف وتعرضهم للخطر المستمر، ولكنهم أثبتوا للجميع أن كل واحد فيهم جندى وبطل صمد رغم خوفه وصبر رغم حرمانه من عائلته وأبنائه، فلن ننسى دور الأطباء والتمريض والجيش الأبيض جميعا فى مصر وكل أنحاء العالم لمواجهة فيروس كورونا، وبعدهم عن أسرهم وأبنائهم للوقوف بجانب المرضى، ولكن فى وسط هؤلاء الجيوش جندى المحطة الأخيرة وحارس ثلاجة الموتى بمستشفيات الحجر الصحى، والذى يشهد دائما على اللحظات الأخيرة دائما.
لن يتخلى إبراهيم أبو الغيط عن دوره كمسئول ثلاجة الموتى بمستفشيات الحجر الصحى رغم خطورة تعرضه للعدوى والحالة النفسية السيئة التى يعيشها يوميا بسبب استقبال الوفيات وزيادة حالات المرض، فترك أبناءه الأربعة وزوجته التى تنتظر مولودلها الخامس، ليقوم بدوره فى المستشفى دون خوف ويقضى فيها أيام متواصلة دون أن يرى أبناءه.
ملابس الوقاية
وأضاف:"وقت الحجر الصحى الطبيعي يكون 14 يوم داخل المستشفى و 14 يوم فى منزلى ولكن أول فترة لى فى الحجر الصحى بالمستشفى كانت 28 يوم بسبب عدم وجود بديل معى، وهى أول مرة ابعد فيها عن ابنائى، وقبل خروجى من المستشفى يتم عمل مسحة وفحص للتأكد من عدم اصابتى بالفيروس وأول 4 أيام فى منزلى أكون فى عزل تام بعيدا عن أبنائى، للتأكد من عدم ظهور أى أعراض ، وبعدها اتواصل مع ابنائى بشكل طبيعي.
مع ابنائه
"بنتى كلمتنى وقالتلى تعالى يا بابا عشان عاوزة انام فى حضنك ، وأول ما قالتلى كد مقدرتش امسك نفسى وقلبى وجعنى"، هو ما قاله إبراهيم عن حرمانه من ابنته الصغيرة لفترات طويلة بسبب عمله فى الحجر الصحى، وقال لم أقضى مع ابنائى سوى 10 أيام فقط فى رمضان وسوف أقضى العيد فى المستشفى بعيدا عنهم وهى أول مرة ايضا أكون بعيد عنهم فى العيد، والشىء الوحيد الذى نتواصل من خلاله هو الفيديو كول.
محادثة
وتابع،"مع بداية انتشار فيروس كورونا تم تدريب كل العاملين بالمستشفى على إجراءات الوقاية وكيفية ارتداء الملابس الوقائية وطريقة التعقيم"، على الرغم من اتباعنا طرق الوقاية ولكن هناك حالات اصابات لاطباء وممرضين.
واستكمل حديثه قائلا:"من أصعب المواقف التى شاهدتها لسيدة حامل تبلغ من العمر 29 عام توفيت بعد تدهور حالتها الصحية وكانت أسرتها فى حالة سيئة أمام ثلاجة الموتى، و بعض الاهالى ترفض استلام جثث المتوفين خوفا من العدوى وهى أيضا من المواقف المؤلمة التى نتعرض لها".
الذهاب للمستشفى
واستطرد حديثه: " لن اتخلى يوم واحد عن وظيفتى وخصوصا فى الظروف التى نمر بها ولكن فى وسط ذلك والمجهود والمعناة التى نشاهدها يوميا نتعرض لبعض التصرفات المؤلمة، فالبعض يخشى أن يقرب منى او يسلم عليا خوفا من العدوى ويعتقدون اننى بالمستشفى لأننى مصاب، ويؤثر ذلك على نفسيتى فضلا عن الكوابيس والاحلام التى أشاهدها بسبب التعامل مع الموتى والاصابات دائما".
وانهى حديثه قائلا:"عاوز الناس تطمن وتعرف اننا بنحارب عشانهم واكيد مش هنخرج من المستشفى واحنا مصابين بالفيروس وننشر العدوى، ومتستهونوش بالوباء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة