جملة تتردد على مسامعنا خلال الفترة الماضية كثيرا، البعض يستقبلها بحزن وأسى شديدين والبعض الآخر لا يكترث ولا يهتم بها.
فبيوت الله كانت متاحة للجميع ولكل مسجد رواده الذين يترددون عليه طوال الخمس صلوات ومرتبطين به ارتباطا كبيرا لا يقل عن ارتباطهم بأولادهم وذويهم فعند دخولك المسجد ينتابك حالة من السكينة والراحة النفسية وتكون فى صلة روحانية مع المولى عز وجل، وتجد البعض الآخر يقوم بتلاوة القرآن فى أحد جوانب وأركان المسجد وهذا يحدث كل يوم وبانتظام شديد من رواد المساجد الذين تكون أعمار أغلبيتهم متقدمة بعض الشىء، ويجدون أن تلك الرحلة الروحانية اليومية من منازلهم إلى المساجد هى الملاذ الأكبر من الوحدة من جانب، وأيضا كوسيلة لتقوى الله عز وجل وآداء أحد أهم أركان الإسلام الخمسة، فهؤلاء هم من يعلمون جيدا قيمة المساجد وقاماتها الكبيرة على العكس بعض الأشخاص الآخرين الذين ابتعدوا بطبيعة الأمر عن المساجد وعن طاعة الله، وأصبح الأمر بالنسبة لهم أمرا طبيعيا ولا أعلم كيف يحدث ذلك ويبتعدون عن إقامة شعائر الله بطريقة تثير الدهشة والانتباه لأنهم يستمرون طوال حياتهم بتلك الصورة ويتخيل بعض المقتدرين منهم أنهم إذا ذهبوا كل عام إلى الأراضى المقدسة لآداء مناسك الحج أو العمرة فسيغفر الله له كل ما افتراه من ذنوب طوال العام، من أين يأتون بهذا المنطق لا تعلم !
وأنا هنا غير منوط بمحاكمة الآخر وفرض الرأى على أحد فالكل سيحاسب أمام الله، ولكن تلك أمور تحدث من جانب كثير من الناس من حولنا الذين يهتمون بالتفاخر بالأموال والنفوذ والسيارات الفارهة، ويتركون أحد أهم أركان الإسلام والحياة على الإطلاق ويورثون هذا المنهاج لأبنائهم وأحفادهم.
على جانب آخر، أتمنى أن يكون قد علم الجميع قيمة المساجد من حيث الاهتمام بها واستخدامها لآداء الفروض بها فقط ليس من أجل الخلود إلى النوم بداخلها والعبث بمكوناتها وبعض التصرفات البذيئة التى لا أريد الخوض فى تفاصيلها، فنحن فى حاجة إلى إعادة النظر فى جميع أمور حياتنا اليومية فى جميع الاتجاهات نحن فى حاجة إلى أن نتخلص من سلوكايتنا وطريقة تفكيرنا السيئة القائمة على العادات المتوارثة على مر الأجيال وليس على نظم علمية جيدة وتفكير جيد، ولعل تلك الأزمة الراهنة تنجح فى تغييرنا إلى الأفضل وتجعلنا نتخلص من طريقة تفكيرنا ونحاول أن نكتسب ثقافات جديدة تساعدنا فى التطور والنهوض.
ولا نملك سوى أن نتوجه للمولى عز وجل بأن يرفع عنا الغمة وتعود الحياة إلى طبيعتها وتفتح مساجدنا التى عرفنا قيمتها جيدا امام عباد الله الصالحين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة