- أحمد خالد: من الصعب أن يعانى أولادى الحرمان من فرحة ملابس العيد والجوع أيضا
أشرف محمود: غلق صالة الجيم وبيع الأجهزة بثمن بخس.. والمالك يطالبه بسداد الإيجار 8000 جنيه شهريا
محمد يواجه شبح الانفصال عن زوجته وأولاده بعد فقد مصدر دخله وعجزه عن الوفاء بمتطلبات المنزل
حظر التجوال.. وتحديد ساعات لعمل المحلات التجارية تدابير هامة تم فرضها من قبل مجلس الوزراء فى إطار إجراءت السلامة والأمان للوقاية من فيروس كورونا، ما أثر بالسلب على مستأجرى المحلات التجارية الذين يعيشون بين مطرقة ضعف الحركة التجارية والنقص الحاد فى المعاملات البيع والشراء وبين سندان مطالبة الملاك بقيمة الإيجار كاملة رغم اضطرار بعضهم إلى غلق محله التجارى بشكل كامل، مؤكدين على تجاوبهم الكامل مع الإجراءت التى فرضتها الدولة لحصار فيروس كورونا ومنع إضافة أعداد جديدة لقوائم المصابين والوفيات ولكن مع ضرورة إيجاد آليات بديلة توفر لهم مصدر دخل آخر بديلا عن أعمالهم الحالية.
البطالة من جديد
بعد التخرج من كلية التجارة منذ عامين حاول خلالها البحث عن فرصة عمل تمكنه من تدبير نفقات حياته اليومية ولكنه لم يوفق فى ذلك ذلك فاتجه إلى الأعمال الحرة من خلال استئجار محل وإعداده "كافيه"، ومن خلال هذا المشروع لم يتمكن فقط من تدبير أموره المعيشية وإنما استطاع مد يد العون لـ ثلاثة شباب آخرين وتوفير فرص عمل لهم داخل " الكافيه". قبل أن يضطر إلى إغلاقه وذلك تنفيذ للقرارات الحكومة التى تهدف للوقاية من فيروس كورونا.
وقال أحمد خالد : "بحثت عن فرصة عمل عقب تخرجى من كلية التجارة ولم أوفق ورفض الانضمام لطابور العاطلين فعملت على خلق فرصة عمل من خلال الاتجاه للعمل الخاص فقمت باستئجار وافتتاح كافيه وخلال فترة وجيزة استطعت تسديد ديون التجهيزات وثمن شراء المعدات التى قمت باقتراضها ومع نجاح المشروع حرصت على مساعدة شباب أخرين وتوفير ثلاثة فرص عمل وكنت استعد لافتتاح فرع أخر أو على الأقل تملك هذا المكان والتحول من مستأجر لمالك ولكن مع الإعلان بظهور الإصابات بفيروس كورونا تم اتاخذ عدد من الأجراءت ومنها غلق المقاهى وهو ما أدى إلى فقدى لفرصة عملى ومصدر دخلى الوحيد وهو انعكس على العاملين معى" .
لم تتوقف تبعات الأجراءت الوقائية عند غلق المقاهى بل أصبح "خالد" مطالب بتسديد قيمة الإيجار للمالك وهو ما يشرحه بقوله:" قمت بغلق المقهى ولكن دون تسليمه حتى لا أفقد المبلغ التأمينى ولكننى أصبحت مطالب بتسديد الإيجار الشهرى 5750 بمعنى فقد عملى ومصدر دخلى واضطرارى إلى بيع المعدات من الكراسى والتجهيزات الأخرى لتوفير النفقات اليومية".
فك الارتباط خلال الاستعداد للزواج
بينما كان يستعد أشرف محمود لاتمام زواجه على خطيبته خاصة بعد نجاحه فى افتتاح صالة للألعاب الرياضية "جيم" واستقراره ماديا بشكل مكنه من تدبير سكن الزوجية والتوسع فى صالة " الجيم" وتزويدها بمعدات حديثة حتى فوجئ بالحديث عن ظهور حالات إيجابية مصابة بفيروس كورونا وهو ما اتبعه قرارات حكومية خاصة بمكافحة الفيروس ومنها غلق الأدية الرياضية وصالات الألعاب وهو ما اضطر معه إلى التفكير فى فك ارتباطه بخطيبته بعد فقده لمصدر دخله وبيع الأجهزة الرياضية بثمن بخس التى حلم باقتنائها فترات طويلة لتوفير نفقات معيشته.
ويقول الشاب العشرينى خريج كلية الأداب :" أهوى من صغرى ممارسة الرياضة والتمارين العضلية وكنت أحلم باقتناء صالة جيم وهو ما تحقق بعد التخرج بإيجار شهرى 8000 جنيه ورغم ارتفاع القيمة الإيجارية إلا أننى استعطت تغطية قيمة الإيجار والتربح منها وتوفير مبالغ مالية للتحديث والصيانة وتزويدها بمعدات حديثة متطورة، ولكن لم يستمر مسلسل النجاح طويلا فيعد إغلاق الصالة نتيجة قرارات مجلس الوزراء الخاصة بمكافحة فيروس كورونا
وتابع :" اضطريت إلى بيع المعدات الرياضية التى تم جميعها قطعة قطعة والتفكير فى فسخ الخطوبة بعد فقد مصدر دخلى والتحول إلى عاطل وهو المصير الذى كنت أسعى للأبتعاد عنه " مضيفًا" أنا بعت دهب خطيبتى للتمكن من سداد الإيجار الشهرى على أمل العودة مجددا لافتتاحها برغم بيع أغلب الأجهزة لتوفير ثمن المعيشة اليومية".
الاتفصال
لم يتصور "محمد.م" أن يواجه شبح الأنفصال عن زوجته بعد سنوات من الحياة الزوجية السعيدة التى اثمرت عن ثلاثة من الأبناء فى مراحل التعليم المختلفة نتيجة عدم استطاعته توفير نفقات المعيشة وعجزه عن تدبير أموال لمعيشة زوجته وأولاده
محمد الشباب الثلاثينى العمر الذى حاول امتهان مهن عديدة ولكن لم يوفق فيها إلا أن استقر به الحال لافتتاح "سايبر" بإيجار شهرى 3 ألاف جنيه كان يحصل منه على أموال تكفى بالكاد للوفاء بالأحتياجات الضرورية والتى عجز مؤخرا عن توفير لأسرته بعد غلق المحل منذ ثلاثة أشهر فى الوقت الذى يطالب فيه مالك المحل بالإيجار وقال:" احتفظت بالمحل حتى لا أفقد مصدر دخلى بشكل نهائى ولكنى فى الوقت أعجز عن سداد الإيجار ولم يعد أمامى سوى بيع الأجهزة بربع ثمنها لتوفير الطعام لأولادى، مضيفًا :نثمن خطوات الحكومة التى قررتها للوقاية من فيروس كورونا ولكن من جهة أخرى نطالبها بضرورة النظر لأصحاب العمل اليومى حفاظا على أسرنا ووقاية أطفالنا شر العوز" مؤكدا:" كفاية انى مش هاعرف افرحهم بلبس العيد .. فمن الصعب أن يعانوا من الحرمان من الملابس الجديدة والجوع ايضًا".
المحنة بعد الستر
قبل عدة أشهر وفى بدايات الحديث عن ظهور فيروس كورنا فى الصين لم يهتم كثيرا بمعرفة معلومات عنه حيث تصور أن مكان انتشاره سيقتصر على الصين فقط بجانب ثقته الشديده فى امكانية السيطرة عليه من قبل الأطباء ولكن مع زيادة معدلات الإصابات وانتقاله بسرعة شديده من مكان لأخر بدأ "شوقى السيد" ، فى متابعة الأخبار الخاصة خوفًا من انتقاله إلى المنطقة العربية ومصر ومن ثم فرض اجراءت معينة لمواجهته قد تؤثر على عمله الذى يعتمد بالأساس على مخالطة العشرات ونقلهم من مكان لأخر حيث يعمل سائق تاكسى .
ويقول "السيد" 44 عاما والأب لأسرة مكونة من 4 أولاد فى مراحل التعليم المختلفة :"أعمل سائق تاكسى ولم أعرف لى مهنة أخرى غيرها واستطعت مكن خلالها أن أتزوج وانفق منها على أسرتى على المكونة من الزوجة وأربعة من الأولاد وعلى الرغم من عملى بالأجرة حيث لا امتلك ولكن كانت مستورة حيث كنت استطيع الوفاء بتطلبات بيتى ونفقات أولادى من مأكل وملبس ومصروفات تعليم ".
وتابع:"ولكن دوام الحل من المحال خاصة مع مع فرض حظر التجوال وتحديد ساعات العمل من الحكومة فى إطار الجهود التى تبذلها لمكافحة انتشار فيروس كورونا حيث ان انخفاض ساعات العمل انعكس على دخلى حيث لا اتحصل يوميا سوى 70 جنيها فقط اواجه بها نفقات المأكل والملبس واالإيجار وفواتير الميباه والكهرباء مشددا على ضرورة مساندة الحكومة فى اجرائتها حتى تستطيع النجاح فى فرض سيطرتها على الفيروس ولكن فى الوقت نفسه الا بأتى ذلك على حساب بعض الفئات التى تعتمد فى معيشتها على الرزق اليومى ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة