الموسيقار محمد عبد الوهاب لم يغن أغانى صريحة لشهر رمضان الكريم ولكنه وبحكم نشاته الدينية غنى عدد من الأدعية الدينية الشهيرة التى كانت تذاع خلال الشهر المعظم وربما أشهرها دعاء " أغثنا ادركنا يا رسول الله"من تاليف حسين السيد عام 68
لبيك اللهم لبيك كلمات احمد شفيق كامل عام 88..لكن المفاجآة التى كشف عنها موسيقار الأجيال نفسه فى حوار لمجلة الكواكب فى منتصف مارس من عام 1960 هى قيامة بممارسة بعض العادات الرمضانية التى ظلت معه طوال حياته ومنها قراءة القرآن والصلاة أما العادة التى كشف عنها لأول مرة فى صغره ولم يتخلى عنها لسنوات طويلة طوال شهر رمضان هى قيامه برفع الآذان من فوق مآذنة مسجد سيدى الشعرانى بحى باب الشعرية ودعوة الناس للصلاة فى شهر رمضان..واستخدم عبد الوهاب المقامات الموسيقية العديدة خلال رفع الآذان بصوته
والمعروف أن الموسيقار محمد عبد الوهاب ولد في 13 مارس 1902م، في حي باب الشعرية، وكان أبوه هو الشيخ محمد أبو عيسى المؤذن والقارئ في جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية
أُلتحق بكتّاب جامع سيدى الشعرانى بناءً على رغبة والده الذي أراده أن يلتحق بالأزهر ليخلفه بعد ذلك في وظيفته وحفظ عدة أجزاء من القرآن قبل أن يهمل تعليمه ويتعلق بالطرب والغناء، حيث شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي، وكان يذهب إلى أماكن الموالد والأفراح التي يغنى فيها هؤلاء الشيوخ للاستماع لغنائهم وحفظه، ولم ترض الأسرة عن هذه الأفعال فكانت تعاقبه على ذلك.
لم يخرج محمد عبد الوهاب عن الخط الأساسى الذى أفرز قائمة الفنانين المشايخ رواد الفن فى أوائل القرن العشرين فى أن مدرستهم الأولى كانت حفظ وتلاوة القرآن ، وهذه المدرسة بعينها هى التى لها الفضل من الناحية اللغوية فى إجادة وتذوق اللغة العربية وفتح الباب لتذوق الشعر العربى ، ومن الناحية الفنية فى أنها قدمت لهم تراثا فى التلاوة احتوى على عديد من المقامات وأساليب استخدامها ، إذ أن القراءة الصحيحة لابد لها من مقامات سليمة، ولا يوجد مقرئ جيد دون إجادة للمقامات ، ويكتمل التراث الفنى الدينى كأداة تعليمية بالتواشيح الدينية التى تتمتع بالحرية فى اختيار مقامات أكثر وصياغة ألحانها على مختلف الضروب والأوزان التى تخلو منها التلاوة
إلى جانب الشيخ محمد رفعت تأثر عبد الوهاب بالشيخ على محمود والشيخ درويش الحريرى أستاذ زكريا أحمد ، والشيخ أبو العلا محمد أستاذ أم كلثوم ، والشيخ محمود صبح ، والشيخ سيد درويش ، ورغم أن اتصاله بهم لم يكن وثيقا إلا أنه عن طريقهم تعرف محمد عبد الوهاب على جذور الموسيقى العربية وكنوزها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة