بعد أكثر من ربع قرن ورصد 5 ملايين دولار مكافأة للإرشاد عنه، تمكنت الشرطة الفرنسية من إلقاء القبض على الرواندى فيليسان كابوجا أحد أكثر المطلوبين دوليا من أكثر من ربع قرن والمتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية على خلفية اتهامه بتمويل عملية الإبادة الجماعية التى وقعت فى عام 1997.
فيليسيان كابوجا الذى يبلغ من العمر 84 عاما هو الخامس ضمن تسعة من أكثر الأشخاص المطلوبين الهاربين من لهم صلة بالإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 التي أسفرت عن مقتل أكثر من 800 ألف شخص من عرقية التوتسي والهوتو المعتدلين الذين حاولوا حمايتهم في أقل من 100 يوم ، ووفقا لصحيفة نيو تايمز الرواندية الحكومية بأن كابوجا هارب منذ 18 أغسطس 1994 بعد ان تمكن من الفرار من أجهزة الأمن السويسرية .
كابوجا صدرت ضده لائحة اتهام بالإبادة الجماعية وإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وانتهاكات جسيمة أخرى للقانون الإنساني الدولي وأنه المصدر التمويلي والداعم الرئيسي "للجماعات السياسية والمليشيات" التي ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية في رواندا و كان كابوجا أحد مؤسسي "صندوق الدفاع الوطني" وكذلك رئيسا له ومن خلاله استطاع توفير أموال للحكومة المؤقتة في رواندا لتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية سنة 1994 وقدم كابوجا دعما للميلشيات عن طريق تزويدهم بأسلحة وملابس عسكرية ونقلهم في سيارات تابعة لشركته حيث رصدت الحكومة الأمريكية مكافأة تقدر بـ 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه.وفقا لروسيا اليوم.
رواندا بعد الابادة
ومن جانبها ، أعلنت السلطات في فرنسا إن كابوجا اعتقل في باريس نتيجة تحقيق مشترك مع الآلية الدولية لتصريف الأعمال المتبقية للمحكمتين الجنائيتين، في مكتب المدعي العام للأمم المتحدة، لافته إلى إن عملية اعتقال كابوجا كانت معقدة ومنسقة مع عمليات تفتيش متزامنة في عدة مواقع.
ووفقا لتحقيقات المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة التي قامت بالتحقيق في الإبادة الجماعية في رواندا ، تم توجيه تهم لكابوجا و8 أخرين تتعلق بالتآمر لارتكاب إبادة جماعية والاضطهاد ، ومن المتوقع أن يتم نقل كابوجا إلى آلية الدولية المتبقية للمحكمتين الجنائيتين (IRMCT)، حيث سيحاكم.
رواندا
ومن جانبه رحب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، باعتقال فيليسان كابوجا، أحد أكثر الهاربين المطلوبين في العالم ووفقا للمتحدث بإسمه ستيفان دوجاريك.
وقال بيان المتحدث باسم الأمم المتحدة : "إن اعتقال كابوجا يبعث برسالة قوية مفادها بأن أولئك الذين يُزعم أنهم ارتكبوا مثل هذه الجرائم لا يمكنهم التهرب من العدالة وسيحاسبون في نهاية المطاف، حتى بعد مرور أكثر من ربع قرن".
ضحايا الابادة الجماعية فى رواندا
ووفقا للأمم المتحد فإن كابوجا ساعد في تمويل الإبادة الجماعية وكان رئيسا للجنة إذاعة وتليفزيون "ليبر دي ميل كولين" التي تم استخدام بثها من قبل المتطرفين الهوتو للتحريض على الكراهية ضد التوتسي وتحديد الأفراد لقتلهم لاحقا
وقال سيرج براميرتز، كبير المدعين العامين في آلية الأمم المتحدة:"بالنسبة للعدالة الدولية، فإن اعتقال كابوجا يبرهن أنه يمكننا أن ننجح عندما نحصل على دعم المجتمع الدولي".
احياء ذكري الابادة الجماعية فى رواندا
يذكر ان الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994 جاءت على خلفية أعمال عنف بدأت في 7 أبريل واستمرت حتى منتصف يوليو 1994م، حيث شن القادة المتطرفون في جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسي. وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل ما يقارب على 800 الف شخص وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب. وقتل في هذه المجازر ما يقدر ب75% من التوتسيين في رواندا، وبعد أن تمكنت ما يسمي الجبهة الوطنية الرواندية، في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية إلى خارج البلاد، تم إيداع ما يقرب من 100 ألف من الممارسين للإبادة في السجون
ومازالت رواندا تعانى من هذه الواقعة حتى اليوم بعد أن خلفت الإبادة الدولة مدمرة، وبها الآلاف من الناجين الذين يعانون من الصدمات النفسية، وحولت البنية التحتية للبلد إلى أنقاض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة