استمع لقصيدة الأوسطى حراجى القط فى الذكرى الـ56 لتحويل النيل لبناء السد العالى

الأحد، 17 مايو 2020 12:03 ص
استمع لقصيدة الأوسطى حراجى القط فى الذكرى الـ56 لتحويل النيل لبناء السد العالى السد العالى
أسوان عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحتفل المصريون فى يوم الـ16 من شهر مايو بالذكرى الـ56 لتحويل مجرى النيل إيذانا بانتهاء المرحلة الأولى من بناء السد العالى وبهذه المناسبة وثق الشاعر عبد الرحمن الأبنودى أسرار وحكايات فى الجواب الثالث من الأوسطى حراجى القط العامل عن السد العالى لزوجته فاطنة أحمد عبد الغفار.

والتقى اليوم السابع بناة السد للحديث عن أسرار وكواليس تحويل مجرى النيل فى تلك المناسبة، وجلس مصطفى حسن على، البالغ من العمر 83 سنة، يلتقط جزءاً من ذكريات عمله فى مشروع السد العالى، قائلاً: شهدت بناء السد العالى منذ الفترات الأولى لأعمال تشييده 1960 ، وكان طبيعة عمله "لحام" فى أنفاق السد العالى، ولا يزال مشهد تحويل مجرى النيل لبداية العمل فى السد فى ذاكرتى ووقتها جلسنا ننظر إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبجواره رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى وقتها نيكتا خرشوف، وهما يضغطان على زر التفجير لإزالة الساتر الترابى لتحويل مجرى النيل، وسط هتافات وفرحة من الحضور والعاملين فى السد وظللنا نردد ونهتف : " يحيا جمال عبد الناصر".

وتابع العم مصطفى، الحديث قائلاً: رأينا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أكثر من مرة لأنه دائماً ما كان يزور المشروع وكان حريص على تحية العمال وكنت أنا واحد من هؤلاء الذين سلموا على "عبد الناصر" وصافحوه يداً بيد، مشيراً إلى أن هناك اهتمام بالغ بالعاملين فى مشروع السد العالى وكانت وزارة السد العالى وقتها توفر لنا الأكل والشرب والمسكن ورواتب شهرية كانت تكفى فى تلك الفترة.

إبراهيم محمد حامد، الذى تخطى عمره الـ80 سنة، تابع الحديث عن ذكريات بناء السد العالى، قائلاً: التحقت بالعمل فى السد العالى منذ عام 1963 ، وكنت أعمل ممرض فى المشروع ، بعد أن تدربنا على الإسعافات الطبية كاملةً وكنا ننقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات القريبة وقتها وكانت هناك مستشفتان بنتهما وزارة السد العالى آنذاك شرق المشروع وغربه، وكان العمل فى السد العالى لا يتوقف على مدار اليوم لإنجاز المشروع، وكانت الأضواء الكاشفة تعمل بالليل لتسهيل الرؤية للعاملين".

وأضاف ممرض السد العالى، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يزور المشروع باستمرار لحرصه على الانتهاء منه والكثير كان يصف السد العالى بأنه "ابن عبد الناصر"، مشيراً إلى أن السد العالى كان يعتبر بمثابة معجزة القرن العشرين التى لا تتكرر فى ذلك الوقت بشهادة الاتحاد السوفيتى والدول الكبرى، وعلق قائلاً: "الله يرحم عبد الناصر عمل لنا مشروع قومى لينا ولأولادنا بعد أن كنا تعبانين ومهاجرين باستمرار بسبب الفيضان".

وأشار محمد إبراهيم على، 70 سنة، من بناة السد العالى، إلى أنه جاء من قنا مركز دشنا، والتحق بالعمل فى السد العالى عام 1962 ، ثم بعد أن كون نفسه، تزوج وأتى بزوجته وأولاده إلى أسوان للعيش فيها بعد أن أكملوا بناء السد العالى، خاصة أن وزارة السد العالى وقتها لم ترضى بمكافأة للعاملين بعد انتهاء المشروع ولكنهم أصروا بأوامر صريحة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يصرفوا معاشات لجميع العاملين فى السد، وتوفير حياة كريمة لهم، موضحاً بأن العمل كان يجرى فى السد العالى بروح واحدة يلتحم فيها جميع العاملين مسلمين كانوا أو أقباط أو حتى مهندسين وفنيين من الاتحاد السوفيتى، فالكل كان هدفه هو إنجاز المشروع.

محمد يوسف، أحد بناة السد العالى، تحدث لـ"اليوم السابع" قائلاً: عملت فى السد العالى فى مراحله الأخيرة ونعد من الجيل الثانى لبناة السد ، واستلمنا السد من الزملاء السابقين والذين أبلوا بلاء حسناً فى تشييد السد وكانت لهم ذكريات كثيرة يوروها لنا وتعلمنا منهم المبادئ والقيم وكيفية الحفاظ على هذا الصرح الشامخ الذى يعتبر معجزة القرن العشرين فى وقته، وهذا السد لن يتكرر بناءه بشهادة السوفييت أنفسهم وذلك لأنه مبنى على طبيعة أرضية وبيئة مناسبة.

وأوضح "يوسف"، بأن بناة السد العالى كانوا يواصلون الليل بالنهار وتركوا بلادهم وأهلهم لإنجاز هذا المشروع فى أسوان، مناشداً الحكومة المصرية أن يخلدوا ذكرى هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم أثناء العمل فى بناء السد العالى من خلال نصب تذكارى بالقرب من رمز الصداقة أو السد.

وأكد المهندس حسين جلال، رئيس الهيئة العامة للسد العالى وخزان أسوان، أن السد العالى من أعظم المشروعات الهندسية التى أنشئت فى القرن العشرين ولا يضاهيه أى عمل هندسى سواء أكان خاص بالمياه أو غير ذلك، لافتاً إلى أن بناء السد العالى سبقه دراسات وأبحاث للاستفادة من ترويض نهر النيل من خلال الفيضانات التى تتردد على النهر بنسب متفاوتة حسب كل عام.

وأضاف "جلال"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن السد العالى جاء لتلبية احتياجات مصر وقتها من المياه والكهرباء والزراعة وغير ذلك، موضحاً بأن السد العالى تم وضع حجر الأساس له فى يناير 1960 وتم تحويل مجرى النيل فى مايو 1964 ، واستمر الإنشاء حتى تم الافتتاح والتشغيل الكامل للسد العالى فى عام 1971 ، وبدء توليد الكهرباء من أول توربينات السد العالى فى عام فى أكتوبر 1967 ، ودخولها الخدمة لإنارة كل النجوع والقرى فى مصر، بجانب الاستفادة من تحويل أراضى الحياض إلى الرى الدائم لنحو مليون فدان، علاوة على ظهور مساحات زراعة الأرز ، بخلاف مظاهر التنمية التى بدأت فى المجتمعات الجديدة لصحراء مصر.

وأشار إلى أن السد العالى صنع أمامه أكبر بحيرة وهى بحيرة ناصر بطول 500 كيلو متر منها بالحدود المصرية 350 كيلو متر، و150 كيلو متر بالحدود السودانية، مؤكداً أن مهمة العاملين فى السد العالى هى الحفاظ على جودة ونوعية المياه فى البحيرة من التلوث، لأنها تعد "البنك المركزى المائى المصرى" – على حد وصفه – وبعد السد العالى بدأ إنشاء نقاط فى نهر النيل بداية من خزان أسوان وقناطر إسنا ونجع حمادى وأسيوط والدلتا نهاية بفرع دمياط ورشيد، كل هذه النقاط تبدأ بعد إمرار المياه من السد العالى بغرض تلبية احتياجات مصر من مياه الشرب والزراعة والأغراض الصناعية وغير ذلك.

واستكمل رئيس هيئة السد العالى، بقوله إن السد أصبح أيضاً مزاراً سياحياً للأجانب والمصريين وهناك السائحون الكثير من جنسيات روسيا الذين يزورون السد ويسترجعون ذكريات الشراكة مع مصر فى بناء هذا الصرح العظيم، ويلتقطون الصور التذكارية بالسد وأمام رمز الصداقة المصرية السوفيتية والتى يجسد على جدرانه ملحمة الآخاء التى أخرجت السد العالى للنور.

وقال محمد نوبى من أبناء مستعمرة السد العالى: أتينا مع والدى الذى كان يعمل فى بناء السد العالى وكنت وقتها فى المرحلة الابتدائية، خلال فترة تحويل مجرى النيل ، وصنعوا فى ذلك الوقت سد رملى أمام الأنفاق الأمامية والخلفية وذلك حتى لا تندفع مياه النيل فى توقيت تحويل مجرى النيل على أنفاق السد الستة مرة واحدة ، مؤكداً أنهم أسسوا جمعية لبناة السد العالى، بهدف توثيق وتخليد ذكرى العاملين فى السد العالى.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة