بين الخوف والرغبة فى إنقاذ مريض، قرر أن يكون من أول الموجودين داخل مستشفى العزل بمركز ملوى بمحافظة المنيا، والخوف من عدم العودة والرغبة فى انقاذ مريض مصاب هى مشاعر متباينه كانت الدافع لفريق العمل الذى تواجد داخل المستشفى فى أول أيام افتتاحها .
يقول الدكتور أحمد حسين قاسم، مدرس واستشارى الصدر بمستشفى القلب والصدر بجامعة المنيا، لـ"اليوم السابع": فى بداية الأمر جلس معنا الدكتور مصطفى عبد النبى رئيس جامعة المنيا، وقدم لنا دفعة معنوية كبيرة، وشد على أيدينا وتبصيرنا بأهمية المهمة التى سنذهب إليها، وكان الخوف يسيطر على الجميع فى أول الأمر، ورغم ذلك أصريت على التواجد ضمن فريق العمل، ووضعنا أمامنا هدف واحد وهو السيطرة على الأمر منذ البداية.
وأضاف كان لقاء رئيس الجامعة أكبر دافع لنا، وقضيت داخل المستشفى 14 يوما، وكانت مفاجأه لنا أن نستقبل يوميا من 10 إلى 15 حالة معظمهم حالتهم خفيفة و15% فقط بين حالات شديدة وحالات تحتاج إلى العناية.
وقال: فى بداية الأمر كانت الحالات جديدة علينا كفريق عمل لكن كان معنا مجموعة على أعلى مستوى ساعدتنا بشكل كبير، ورغم الخوف إلا أن الأمور داخل المستشفى كانت تسير بالمسطرة وبمنتهى الدقة، وتوافر كل شيئ بالمستشفى وكل طلباتنا مجابة والذى أزال من بيننا الخوف من نقل العدوى.
وأشار إلى أن بعض المشكلات التى كانت تواجهنا تمثلت فى وجود حالات لم تكن معرفة فى البروتوكول ولكن بالتواصل استطعنا أن نتعامل معها، وأن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة كانت تتابع معنا لحظة بلحظة، ونجحنا فى التعامل مع جميع الحالات خاصة الأطفال والحوامل، واستقبلنا حالات أطفال من عمر 4 شهور حتى 13 سنة فى الفترة الأولى .
وأضاف مدرس واستشارى الصدر بمستشفى القلب والصدر بجامعة المنيا:" أصعب الأوقات التى مرت علينا هى لحظة وصولنا إلى المستشفى فى هذه اللحظة شعرنا أننا ندخل مكانا لم نعلم سنخرج منه أم لا" .
واستطرد: "إن من أصعب الحالات التى واجهناها حالات الأساتذه الجامعيين، وذلك للتأثر النفسى الذى كنا نعانى منه، وكانت المواجهة أن هؤلاء يعلمون كل شيء عن المرض، فكانت المشكلة فى كيفية وصف العلاج لهم" .
وقال :"إن أغلب مشاكلنا مع المرضى، كانت نفسية، رغم أن أغلب الحالات كانت خفيفة إلى متوسطة، وباعتبارى كنت قائد المجموعة كنت أقوم بالمرور على الحالات بشكل يومى وأتواصل مع فريق العمل داخل المستشفى بشكل مستمر" .
وتابع: "رسالتى إلى المواطنين نحن نتعامل مع فيروس مجهول، ولابد من الالتزام بالتعليمات، وعلى رأسها التباعد الاجتماعى والنظافة الشخصية.. والغرغرة بالماء والملح مفيد جدا ويمنع توغل الفيروس" .
وأكد مدرس واستشارى الصدر بمستشفى القلب والصدر بجامعة المنيا أنهم نقلوا خبراتهم فى التعامل مع المرض إلى المجموعات التى جاءت بعدهم ضمن الفرق الطبية.
ومن ناحيته، أكد الدكتور مصطفى عبد النبى رئيس جامعة المنيا، على استمرار التعاون المشترك بين الجامعة ووزارة الصحة، وفقًا للبروتوكولات المُعلنة، لتنفيذ الإجراءات الوقائية اللازمة بالمستشفيات الجامعية فى ضوء تعليمات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، والمتابعة المستمرة من لجنة إدارة الأزمات ومكافحة الفيروس بالجامعة، وذلك فى إطار خطة الدولة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، مشيرًا إلى أنه تم اختيار وإعداد الأطقم الطبية لدعم العمل بمستشفيات العزل المصرية، وتقديم خدماتهم وخبراتهم العلمية والبحثية اللازمة لمرضى كورونا، خلال أعمال التقصى والعزل، والفحص، والعناية المركزة.
وقال الدكتور أشرف عثمان مدير المستشفى الجامعى إنه تم الاستعداد والعمل بمستشفيات العزل بمدينة ملوى من خلال عدة مراحل بدءًا بالاستعانة بالأطقم الطبية والكوادر المهنية من أساتذة الجامعة ومعاونيهم، بالتخصصات الطبية المختلفة فى الأمراض المتوطنة، والتخدير، والعناية المركزة، والصدر، والباطنة، والمعامل، والأشعة، والأسنان، والصيدلة، بالإضافة إلى الاستعانة بطاقم تمريض عالى الكفاءة للعمل بمستشفيات العزل، هذا إضافة إلى تجهيز المدن الجامعية للاحتياج لها كمستشفى للعزل فى الحالات البسيطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة