بدأ اتفاق أوبك+ الذى دخل حيز التنفيذ مطلع مايو الجارى، يؤتى ثماره، وهناك تطورات إيجابية لاسيما مبادرة السعودية مؤخرا بتقليص الإنتاج الطوعي بمليون برميل إضافى عما هو محدد لها في اجتماع (أوبك بلس)، وفى هذا السياق أكد خبراء نفطيون، وفق الشرق الأوسط، أن المملكة قدمت مبادرة منطقية لمعالجة الظروف الراهنة بسياسة الخفض الطوعي لتكون سباقة ومحفزة لجميع الدول المنتجة إذا ما أرادت إعادة أسواق النفط والطاقة إلى التعافي.
توقعات متفائلة لـ"أوبك"
وكشف تقرير منظمة الدول المصدر للبترول "أوبك"، أمس الأربعاء، عن تفاؤل المنظمة مجددا من إعادة توازن السوق رغم تقليص توقعاتها بشأن الطلب العالمي في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وقالت أوبك إن التخفيضات غير المسبوقة في الإمداد التي تنفذها المنظمة ومنتجون آخرون تساعد بالفعل في إعادة التوازن للسوق.
وأضافت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقريرها الشهري إنها أصبحت تتوقع انكماش الطلب العالمي 9.07 مليون برميل يوميا، أي بما يعادل 9.1%، في 2020. وفي الشهر الماضي، توقعت أوبك انكماشا بمقدار 6.85 مليون برميل يوميا.
وقالت أوبك في التقرير "الضبط السريع للإمداد للتعامل مع الاختلال الحاد الراهن في سوق النفط العالمية بدأ بالفعل يظهر نتائج إيجابية، إذ من المتوقع أن تتسارع وتيرة التوازن في أرباع السنة المقبلة".
أكبر مصدرى النفط
ويرى الخبراء، أن السعودية سارعت بثقلها كأكبر مصدري النفط في العالم لتنفيذ مبادرات لتحفيز الدول المصدرة، وهذه الإجراءات التي اتخذتها وإن كانت في مضمونها قاسية إلا أنها تنظر بشكل عام لحال السوق ومدى التبعات من استمرار نزيف الأسعار على الاقتصاد العالمي الذي يعاني جراء جائحة فيروس «كورونا» الذي أصاب اقتصاد دول العالم بضربة موجعة وشلل في العديد من القطاعات الحيوية.
وسيكون الاستهلاك الداخلي من النفط بعد هذه المبادرات، وفقا للمختصين، أكثر مما كان عليه في شهري أبريل ومايو ليصل إجمالي ما خصصته السعودية للتصدير قرابة 6 ملايين برميل، بانخفاض نحو مليون برميل لما سجل في عام 2019 الذي بلغ فيه متوسط التصدير اليومي نحو 7 ملايين برميل.
ووفق الشرق الأوسط فقد قال الدكتور راشد أبانمي، الخبير في مجال النفط، إن السعودية قامت بالتخفيض الطوعي بهدف تحفيز الدول المشاركة في (أوبك بلس) وكذلك الدول المنتجة بالالتزام بتخفيض إنتاجها المتفق عليه وتشجيعها للعمل على تخفيض أكثر، والذي يصب في صالح الدول المنتجة، التي شاهدت حجم الخسائر المسجلة مع تسجيل الانهيارات الأخيرة في الأسواق العالمية.
وأضاف أبانمي، أن الإنتاج في شهر أبريل خفض إلى 8.5 مليون برميل، إضافة إلى شهر يونيو بنحو 7.5 مليون برميل يومياً، لذلك سيكون الاستهلاك الداخلي أكثر مما كان عليه في شهري «أبريل، مايو» وسيسجل شهر يونيو ارتفاعاً كبيراً في حجم الاستهلاك الداخلي، الأمر الذي يشير إلى حجم التصدير الخارجي سيكون قرابة 6 ملايين برميل، وهذا تخفيض كاف لاستقرار الأسواق.
وزير الطاقة السعودى
تأتي هذه المساعي، للحفاظ على سلامة السوق النفطية من الانهيار التام والذي قد يصل فيه سعر النفط إلى أدنى مستوياته، خاصة وأن أوبك قبل شهر قلصت توقعها نمو الطلب العالمي على النفط بسبب تفشي «كورونا»، في وقت كانت قدرت ارتفاع الطلب العالمي 60 ألف برميل يوميا فقط في 2020، بانخفاض 920 ألف برميل يومياً عن توقعها السابق، الأمر الذي سينعكس سلباً على الاقتصاد العالمي، وهو ما تم رصده أخيراً من تهاوي أسعار النفط الأميركي الذي سجل في نهاية أبريل الماضي تراجعات مريعة في سعر البرميل، الأمر الذي دفع بالسعودية كدولة فاعلة أن تمسك بزمام الأمور لإعادة الوضع إلى طبيعته من خلال تقديم المزيد من الخفض في الإنتاج للإسهام في إعادة التوازن.
السعودية وروسيا
وعلى صعيد تطورات ما بعد اتفاق أوبك بلس فقد أكدت المملكة العربي السعودية وروسيا مجددا التزامهما بتحقيق استقرار الأسواق البترولية العالمية، وتسريع إعادة التوازن إليها.
وفي إطار مشاوراتهما المستمرة بشأن تطورات السوق البترول العالمية، أجرى وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، ووزير الطاقة في روسيا الاتحادية ألكسندر نوفاك، محادثة هاتفية، أمس الأربعاء، وفي ختام مشاوراتهما، صدر بيان مشترك عنهما، أكد أنه "لا يزال البلدان ملتزمين، التزاماً كاملاً، ببلوغ الهدف المتمثل في تحقيق استقرار الأسواق البترولية العالمية، وتسريع إعادة التوازن إليها".
شركاء"أوبك"
وأكدا الوزيران فى بيانهما الثقة التامة بأن شركاء اتفاق «أوبك بلس»، متوافقون تماماً مع هذه الأهداف، وبأنهم سيواصلون التزامهم باتفاق «أوبك بلس»، وفي هذا الصدد، نود أن نُشيد، بشكلٍ خاص، بالجهود التي يبذلها المنتجون من أنحاء العالم، الذين بادروا، بشكل طوعيّ، إلى تعديل كميات إنتاجهم، انطلاقاً من إحساسهم بالمسؤولية المشتركة.
بوادر تحسن
وأعربا فى بيانهما، عن ارتياحنا لبوادر التحسن التي ظهرت، أخيراً، على المؤشرات الاقتصادية ومؤشرات السوق، خصوصاً ما يتعلق منها بنمو الطلب على البترول، وتراجع حدّة القلق بشأن قيود التخزين، في الوقت الذي بدأت العديد من الدول، حول العالم، في تخفيف إجراءات الإغلاق الصارمة فيها.
من جهته، رحب وزير الطاقة الروسي بتخفيضات الإنتاج الإضافية الكبيرة، التي بادرت المملكة إلى تبنيها بشكل طوعي، وكذلك بالخطوات التي اتخذتها كلٌ من دولتي الإمارات والكويت، اللتين تدعمان جهود المملكة. وأشار إلى أن تلك الخطوات تُعدّ نموذجاً مثالياً للإجراءات الفاعلة، الجديرة بالترحيب، والضرورية، كذلك، للتعجيل بإعادة التوازن للسوق البترولية العالمية.
العراق يواصل الخفض
من جانبه، يواصل العراق خفض إنتاجه من النفط استجابة لاتفاق مجموعة أوبك+ بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدأ بالفعل عقد اتفاقات مع العديد من الشركات النفطية الكبرى لخفض الإنتاج. وفق العين الإخبارية.
وخفض العراق إنتاجه النفطي بنحو 700 ألف برميل يوميا، وهو ما يقل بمقدار الثلث عن المطلوب بموجب اتفاق إمدادات أوبك+، ولا تزال المفاوضات سارية لإقناع شركات عالمية كبرى تدير حقوله الضخمة بالموافقة على تعميق التخفيضات.
وقال مسؤولو نفط عراقيون، أمس الأربعاء، إن العراق اتفق مع شركات النفط العالمية التي تدير حقوله النفطية الجنوبية العملاقة الخمسة على خفض 300 ألف برميل يوميا.
وقالوا إنه سيخفض أيضا الإنتاج من حقول أخرى يديرها بمفرده، مما يرفع إجمالي التخفيضات إلى ما يقل قليلا عن 700 ألف برميل يوميا.
ويبلغ الخفض المستهدف في إنتاج البلاد النفطي بموجب اتفاق أوبك+ لخفض الإمداد 1.06 مليون برميل يوميا في مايو ويونيو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة