قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن العالم يصارع العواقب غير المقصودة لمعركته ضد وباء كورونا، والتى تشمل مخاطر للأطفال والصحة النفسية للبالغين وغيرها.
وأوضحت الصحيفة، أن فيروس كورونا يسبب دمارا لصحة الناس حول العالم بطرق تبدو للوهلة الأولى ليس لها علاقة بالآثار الأولية المدمرة للفيروس. فالأمم المتحدة تحذر من مخاطر جديدة على الأطفال ووباء من الأمراض النفسية. كما تلاحظ الحكومات الوطنية التداعيات غير المقصودة للإغلاق وغيره من القيود التى فرضتها فى محاولة لاحتواء تفشى المرض، ومن بين ذلك العنف الأسرى.
وفى المكسيك، أدى قرار حظر مبيعات الكحول إلى وفاة العشرات بعد أن شرب الناس الكحول الملوث محلى الصنع. وأوضحت الصحيفة أن نحو 70 شخصا ماتوا فى مختلف أنحاء البلاد خلال الأسبوعين الماضيين بسبب تناول الكحول الملوث، وعزا المسئولون هذه الوفيات إلى فرض قوانين تهدف إلى مكافحة انتشار كورونا.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت الأربعاء، بأن ملايين الأطفال معرضين لخطر الموت ليس من كوفيد 19، ولكن من أمراض أخرى يمكن منعها. ففى ظل عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية فى المستشفيات التى تواجه ضغوطا لمحاربة الفيروس، فإن أكثر من مليون طفل دون الخامسة سيموتون بلا داع كل ستة اشهر، بحسب ما قالت منظمة اليونيسيف فى تقرير لها.
ويمثل هذا الرقم إضافة إلى 2.5 مليون طفل فى سن الخامسة ودونها يموتون بالفعل كل ستة أشهر فى 118 من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل. ومن ثم، فإنه إضافة إلى حوالى 13.800 طفل يموتون يوميا، سينضم إليهم أكثر من 6 آلاف أخرين كان من الممكن أن يتم إنقاذ حياتهم.
والدول العشر التى يمكن أن يكون لديها أكبر عدد من وفيات الأطفال الإضافية، وفقا لليونيسيف، هى بنجلاديش والبرازيل والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والهند وإندونيسيا ونيجريا وباكستان وأوغندا وتنزانيا.
كما أن الآثار غير المباشرة لكوفيد 19 زادت من التهديد الذى تتعرض له الأمهات الحوامل فى هذه الدول. حيث قالت اليونيسيف إن 56.700 وفاة إضافية يمكن أن تحدث فى غضون ستة أشهر فقط، بالإضافة إلى 144 ألف وفاة حدثت بالفعل فى نفس الدول خلال تلك الفترة الزمنية.
كما أن الأطفال الصغار فى خطر أيضا الإصابة بحالة الالتهاب خطير وربما يسبب الوفاة، وفقا لدراسة قدمت أقوى دليل حتى الآن على أن المتلازمة مرتبطة بفيروس كورونا. فهذه الحالة، والتى تسمى متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة للأطفال، تم تسجيلها لدى 100 طفل فى نيويورك وعشرات آخرين عبر الولايات المتحدة وأوروبا.
وفى سياق آخر، حذرت منظمة الصحة العالمية، الخميس، من أزمة أمراض نفسية تلوح فى الأفق نتيجة العزلة والخوف وعدم اليقين والاضطراب الاقتصادى الذى سببه الوباء. وقال خبراء الصحة بالأمم المتحدة، إن أزمة فى المرض النفسى تلوح فى الأفق بعدما أصبح ملايين البشر محاطين بالموت والمرض ومفروض عليهم العزلة والفقر والقلق بسبب وباء كوفيد 19. وقالت ديفورا كيستيل، مديرة قسم الصحة النفسية منظمة الصحة العالمية إن العزل والخوف وعدم اليقين والاضطراب الاقتصادى كلها تسبب أو قد تسبب ضائقة نفسية.
وأشار تقرير للمنظمة، إلى أن القطاعات الأكثر عرضة للإصابة بالضائقة النفسية هم الأطفال والصغار المعزولون بعيدا عن أصدقائهم ومدارسهم، والعاملين فى الرعاية الصحية الذين يرون آلاف المرض المصابين والمحتضرين من الفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة