القارئ عبد المسيح ممدوح يكتب: القهوة.. صديقتي الوفية

الجمعة، 01 مايو 2020 09:30 ص
القارئ عبد المسيح ممدوح يكتب:  القهوة.. صديقتي الوفية قهوة - ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم التجارب التى مريت بها في رحلتي بالحياة، وينظر إليها البعض على أنها لم تكن كبيرة لكي تستحق أن اتحدث عنها بمثل هذا الاهتمام، ولكن بالتأكيد يوجد الكثير ممن مروا بالعديد من الصعوبات والتجارب الأكثر من تجاربي قصوة ومرار، وفقاً لخطواتهم بالحياة وأعمارهم التى تشكل أضعاف سني.

 

وبالرغم من ذلك كنتُ أُشكل قوة الجبال، فكنت أتمتع بصلابة تُخفي ما يحدث بداخلي من مرارة لدرجة أنني أُثرت تعجب الكثيرين، فكانوا دائماً ينهالوا عليّ بالاتهامات الباطلة قائلين: "مستهتر لا يبالي للحياة"، ومع ذلك كنت استمع إليهم مُصراً على تخطي أي شئ صعب دون الالتفات لهؤلاء.

 

قابلت في حياتي كثير من الأشياء والأشخاص منها المُر الذي جلب علي ألم ووجع وإحساس لا يطاق ولا يتحمله إنسان، فخلقت بداخلي قلة ثقة بالنفس وإحساس صعب، كأنها تريد أن تقول لي: "ليس لك أي قيمة على الإطلاق"

فهذا الإحساس الذي أشعُر به نحوهم جعلني لا أرى منهم أي حب أو وفاء يذُكر لديهم، بل على العكس وجدت كل ما يُخيب آمالي فيهم بسبب مشاعرهم المزيفة التي لا أستطيع فهمها أو تحديدها.

 

أصبحت لا أرى أي إحساس حقيقي إلا في فنجال القهوة باللبن الذي تحضره لي أمى وأعشقه وأعشق رائحته، فلا شيء حقيقي وصادق في الحياة مثل القهوة، فمرارتها التي أتذوقها بكامل إرادتي تُنعشني وتشعُرني بإحساس رائع تجعلني مستمتعاً بها وبصدقها معي، وعندما أتذوقها أشعُر بأنني في عالم آخر.

 

فالقهوة هي الشيء الوحيد الحقيقي على وجه الأرض، فلا يوجد لها منافس في وضوحها، ففنجالي لا يتغير معي مثل الناس كل يوم بشكل.

 

جميعنا نتمنى أن نكون مثل القهوة بوضوحها الذي لا يتبدل ويتغير بمرور الأيام، فهي لا تُغيرها الظروف ولا تُدفنها الأوجاع، فلا يمحو حلاوتها أي ضغوط أو غيرها.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة