فى ظل السباق القائم الآن بين كبرى شركات الأدوية من ناحية لإيجاد علاج سريع لفيروس كورونا، وبين المراكز البحثية والعلمية التى تحاول جاهدة تخطى كل المراحل التمهدية لإيجاد لقاحات ضد أى مرض، قد يتخلط الأمر على الكثير فى مسألة العلاج واللقاح.
ولكن بالطبع الأمر يختلف، فالعلاج لا يحصن ضد المرض، واللقاح لا يعالج المرض، لذا يجب معرفة الفرق الجيد بينهم لعدم حدث اللبس.
ما هو اللقاح؟
اللقاح وفقا لتقرير موقع "vaccines" هو مادة تساعد على الحماية ضد الأمراض، حيث تحتوى اللقاحات على نسخة ميتة أو ضعيفة من الميكروب، أو الأجسام المضادة، أو الخلايا الليمفاوية التى يتم إعطاؤها فى المقام الأول للوقاية من المرض.
يساعد اللقاح الجهاز المناعى على التعرف على الميكروبات الحية وتدميرها أثناء الإصابة بها فى المستقبل، وبمجرد تحفيز اللقاح، تبقى الخلايا المنتجة للأجسام المضادة، حساسة وجاهزة للاستجابة للعامل فى حالة دخوله إلى الجسم، وقد يمنح اللقاح أيضًا مناعة سلبية من خلال توفير الأجسام المضادة أو الخلايا الليمفاوية التي يصنعها حيوان أو متبرع بشرى.
الفرق بين اللقاح الدائم واللقاح المؤقت
تعمل اللقاحات كلها على تحصين الجسم ضد مرض معين عادة يكون مهدد للحياة، ولكن قد تكون الوقاية دائمة مدى الحياة أو مناعة مؤقتة سريعة للحماية من تهديد أو مرض ليس له علاج.
اللقاح الدائم
تشبه اللقاحات دورة تدريبية لجهاز المناعة، حيث يتم إعداد الجسم لمحاربة المرض دون تعريضه لأعراض المرض نفسه، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن للفرد السليم إنتاج ملايين الأجسام المضادة يوميًا، ومحاربة العدوى، ولكن لسوء الحظ، فى المرة الأولى التى يواجه فيها الجسم الفيروس، يمكن أن يستغرق الأمر عدة أيام لتكثيف استجابة الأجسام المضادة، بالنسبة لبعض الأمراض قد تكون فكرة أيام طويلة جدًا، ويمكن وقتها أن تنتشر العدوى وتقتل الشخص قبل أن يتمكن جهاز المناعة من القتال.
يعمل اللقاح الدائم على الحماية مدى الحياة ضد مرض معين، وقد يحتاج الشخص إلى جرعة واحدة والبعض الأخر قد يحتاج أكثر من جرعة لتفعيله بالجسم.
ووفقا لموقع "livescience"، يتم تصنيع اللقاحات من المستضدات الميتة أو الضعيفة، ولا يمكنهم التسبب بالعدوى، لكن الجهاز المناعى لا يزال ينظر إليهم على أنهم عدو وينتج أجسامًا مضادة في الاستجابة، وبعد انتهاء التهديد، ستنهار العديد من الأجسام المضادة، لكن الخلايا المناعية المسماة خلايا الذاكرة تبقى في الجسم.
عندما يصادف الجسم هذا المستضد مرة أخرى، تنتج خلايا الذاكرة الأجسام المضادة بسرعة وتضرب الجسم الغريب قبل فوات الأوان.
اللقاح المؤقت
اللقاح المؤقت هو جزء من المناعة التى اكتبسها الجسم وكونها من الأجسام المضادة والتى يتم حقنها بالجسم لحمايته مؤقتا من المرض، وذلك فى حالات الطوارئ، ويعطى بشكل خاص للأطباء وأعضاء الرعاية الطبية الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الأوبئة.
وكما هو الحال الآن مع فيروس كورونا، يحاول الباحثين إيجاد لقاح سريعا للحماية من الفيروس، كما يحاولون أيضا إيجاد أى وسيلة لتحصين الأطباء.
يعتقد صانعو اللقاحات أن اللقاح الدائم أو المؤقت يعتمد على الذاكرة المناعية للجسم، ضد الفيروسات أو البكتيريا المسببة للأمراض، حيث ترمز خلايا الذاكرة A إلى الاستجابة القصيرة، والذاكرة المناعة B إلى الذاكرة طويلة الأجل.
ويعتقد علماء المناعة، أنه بالنسبة للعديد من الأمراض المعدية، تعد خلايا الذاكرة B المعمرة مفتاح هذه الاستجابة، فعند مواجهة أعداء، تتوسع هذه الخلايا بسرعة وتنتج ملايين من الأجسام المضادة التى تلتصق بالجراثيم، مما يمنع العدوى.
ما هى العلاجات وكيف تختلف عن اللقاح؟
على عكس اللقاحات التى تحمى الجسم من هجمات المرض نفسه، تعمل العلاجات على علاج المرض نفسه لقتل الكائن الحى المسبب للمرض وتساعد على التغلب على المرض.
ولكن على الرغم من ذلك لا يعنى أن العلاج يمنع الإصابة مرة أخرى بالمرض، ولكن هناك احتمالية بالطبع من تجدد الإصابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة