اكتشف مخرج الروائع حسن الإمام عدد من نجوم وعمالقة الفن، ووضع أقدامهم على أول سلم النجومية، وكان يعرف برؤيته الفنية الجوانب التى يستطيع أن يبرزها فى شخصية الفنان فيستغلها أحسن استغلال.
ولا يعرف الكثيرون أن حسن الإمام كان له دورا كبيرا فى اكتشاف وحش الشاشة فريد شوقى، وكان كلاهما فى أول طريقه الفنى، وحكى مخرج الروائع بنفسه هذه القصة فى مقال كتبه لمجلة الكواكب عام 1954 تحت عنوان " قصة شرير".
وأشار الإمام فى مقاله إلى أنه كان يستعد لإخراج أول فيلم فى حياته، وهو فيلم "ملائكة فى جهنم"، وكان يهتم بأن يظهر الفيلم فى أحسن صورة لأهمية أول فيلم فى حياة أى مخرج، وكان بطل الفيلم شرير، ففكر حسن الإمام فى أن أحسن من يمثل أدوار الشرير فى مصر وقتها هو الفنان الكبير محمود المليجى.
وبالفعل ذهب المخرج الناشئ للفنان الكبير المعروف بطيبة القلب فقرأ المليجى الدور وأعجبه واكد لحسن الإمام أنه سيقبل الدور من أجل خاطره ولن يحصل على أجر سوى 700 جنيه، وحاول الإمام أن يقلل هذا لمبلغ لأنه يعرف أن المنتج لن يقبل ولكن المليجى أخبره أنه لن يقبل بأقل منه.
وبالفعل رفض المنتج دفع هذا المبلغ واقترح مبلغاً زهيداً وعرف حسن الإمام أن الفنان الكبير لن يقبل، فبدأ رحلة البحث عن وجه جديد ليقوم بالدور ويقبل أجر يناسب ميزانية الفيلم القليلة ولكنه لم يجده لأن جميع من رآهم كانوا يحاولون تقليد المليجى، فشعر حسن الإمام بالقلق والحيرة.
وفى أحد الأيام تلقى المخرج الشاب دعوة من الفنانة فاتن حمامة وزوجها حينذاك المخرج عز الدين ذو الفقار لحضور حفل تمثيلية يقوم بها معهد السينما على مسرح الأوبرا، وبالفعل ذهب حسن الإمام للحفل وكان يعرض خلاله روايتين "البخيل"، و"الجلف"، وأعجب ببطل مسرحية الجلف ورأى فيه الشرير الذى يبحث عنه، وبمجرد أن اسدلت الستارة ضجت القاعة بالتصفيق واستأذن الإمام من فاتن وعز الدين لدقائق وبالفعل ذهب لمقابلة الفنان الشاب.
وقال حسن الإمام فى مقاله نه لم يكن معتاداً أن يذهب المخرج ليقدم نفسه إلى وجه جديد ويطلب منه التعاون معه ولكنه فعل لاقتناعه بموهبته، وتحدث معه قائلاً:" أن حسن الإمام وعندى دور كويس لك فى السينما"، وحينها حاول فريد شوقى ن يخفى فرحته وقال بثقة:"معنديش مانع"
وحينما أخبر حسن الإمام فاتن حمامة وعز الدين ذو الفقار باختياره فريد شوقى بطلاً لفيلمه الأول استحسنا هذا الاختيار، ولكن كانت المفاجأة أن منتج الفيلم عارض، مؤكدا أنه لن يجازف بأمواله بأن يكون البطل وجه غير معروف، حتى بعد أن جاء فريد شوقى وقابل المنتج ،ولكن الإمام صمم على اختياره، وهدد بالانسحاب من الفيلم، حتى جاءت امينة رزق وسراج منير واقنعا المنتج بموهبة الفنان الشاب حتى أقتنع وتم اسناذ الدور للفنان الجديد.
وأشار حسن الإمام إلى أن فريد شوقى أثبت موهبته فى هذا الفيلم وأنه نجم جديد يولد فى سماء الفن، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً وأعجب الجمهور والنقاد بالشرير الجديد، موضحا أن الفضل فى اكتشافه يرجع لدعوة فاتن حمامة وللصدفة التى قادته لمشاهدة العرض المسرحى، ورغم ذلك أكد مخرج الروائع أنه حتى لو لم تقوده الصدفة لمشاهدة هذا العرض فإن وحش الشاشة كان سيجد طريقه للنجومية بموهبته الكبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة