تواصل النيابة العامة بشمال الجيزة، تحقيقاتها في واقعة تعذيب الطفلة "ساجدة" على يد والدتها بمنطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة، للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة، حيث طلبت تحريات الأجهزة الأمنية التكميلية حول الواقعة، وطلبت تقرير مستشفى الأمراض النفسية بشأن حالة والدة الطفلة المتهمة بالشروع في قتلها، وتعريض حياة الطفلة للخطر.
وتبين من التقرير الطبي الذى تسلمته النيابة، إصابة الطفلة بكسر فى القدم، مع وجود أثار حروق فى مناطق متفرقة من الجسد، من بينها اليد اليسرى، وكسر وتمزق فى أربطة الساق اليمني، وجروح فى الوجه.
وأودعت النيابة الطفلة داخل إحدى دور رعايا الأطفال، حيث أودعت بعد قرار النيابة في دار رعاية أهل مصر الطيبين، بمنطقة إمبابة، لحين انتهاء التحقيق مع والدتها ووالدها.
وكانت وحدة الرصد بمكتب النائب العام قد عثرت بمواقع التواصل الاجتماعى على صورٍ للرضيعة ومعلوماتٍ منشورة عن واقعة تعدي عليها، فأمر النائب العام بتولى مكتب حماية الطفل متابعة التحقيقات، وتزامناً مع ذلك أبلغ المجلس القومى للطفولة والأمومة النيابة العامة بورود استغاثة إلى خط نجدة الطفل يوم الجمعة الموافق الثالث من أبريل الجاري من إحدى الصفحات بموقعٍ للتواصل الاجتماعي مفادها تَعَرُّض طفلة رضيعة للتعذيب على يد والديْها بملعقة ساخنة وبالضرب مما أحدث إصابات بالغة بها.
وأمرت النيابة العامة الشرطة بالانتقال لمحل البلاغ وضبط الجانِيَيْن، فتمكنت من ضبطهما والعثور على الرضيعة متأثرة بجراحها، والتى أثبت توقيع الكشف الطبى عليها إصابتها بآثار حروق باليد اليسرى وتمزق بأربطة الركبة اليمنى.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة من سؤال المبلغة صاحبة الصفحة المذكورة فى القضية رقم ٦٧٤٢ لسنة ٢٠٢٠ إداري قسم إمبابة، نشرها صوراً للرضيعة ومعلومات عن الواقعة حصلت عليها من صديقة لها مقيمة بجوار مسكن المتهميْن، فسألت النيابة العامة الأخيرة والتي شهدت بتعدد محاولات تعدي الأم على رضيعتها منذ ولادتها ضرباً وخنقاً وحرقاً، وأنها سبق وسمعت استغاثة للأب منها، فانتقلت لاستطلاع الأمر لتجد المتهمة تحاول خنق رضيعتها بوسادة وضعتها على وجهها قاصدة قتلها، فخلَّصَتها منها وأعادتها إلى والديْها كطلبهما منها بعد تعهدهما إليها بتمكينها من الاطمئنان على الرضيعة، إلا أن الأم أعادت كرَّتها وتعدت على الرضيعة مرات أخرى آخرهم منذ شهرين؛ إذ أحدثت حروق بوجهها باستخدام ملعقة ساخنة، والثانية منذ أسبوعين أبصرت فيها آثار حروق بيدها اليسرى وضمادة بساقها، وقد أقرت إليها الأم بسكبها ماءً ساخناً على يد رضيعتها ووقوفها على قدمها اليسرى قاصدة قتلها خشية إلحاقها العار بأهلها كونها أنثى.
كما شهدت عمة الرضيعة بتوجهها إلى مسكن المتهميْن عقب علمها بالواقعة محل التحقيق، فأقرت لها الأم المتهمة بضربها المجني عليها محدثة ما بها من إصابات.
أثار تعذيب الطفلة
الطفلة ساجدة
الطفلة وشقيقها
وبسؤال أخصائية اجتماعية بالمجلس القومي للأمومة والطفولة شهدت بتَبيُّنِها من خلال فحص الحالة الاجتماعية لأسرة الرضيعة المجني عليها تَعَرُّض سلامتها وشقيق لها – عمره عام ونصف – وعجز الأب عن تقديم الرعاية المناسبة لهما، وأوصت بإيداعهما إحدى دور الرعاية الاجتماعية.
وباستجواب النيابة العامة الأم المتهمة أقرت بسبق تعديها على نجلتها مرتين، أولاهما منذ شهرين وقد شفيت الرضيعة من إصاباتها منها، والثانية منذ أسبوعين سكبت فيها ماءً مغلياً على وجهها وأحرقت يدها بملعقة ساخنة فأحدثت ما بها من إصابات؛ وذلك لما يراودها من هاجس نفسي يدفعها للتعدي عليها لسبق تعدي والدها عليها بقسوة قبل زواجها، وأكدت تعاطى زوجها جوهر الحشيش المخدر بمسكنهما، وباستجواب الأخير قرر بمعاناة زوجته من مرض نفسي لم يقف على طبيعته لعجزه عن علاجها، وتعديها على رضيعتيهما المجني عليها خلال تغيبه من المسكن لكراهيتها إنجاب الإناث، وأنكر اتهامه بتعاطي المواد المخدرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة