يبدو أن العالم بات على موعد جديد من الحروب، فبعد ما عرف بالحروب النفطية والنزاعات العسكرية على الثروات، وما بات دارجاً باسم حروب المياه، تسبب وباء كورونا العالمى وتفشيه على امتداد الحدود والقارات فى ظهور ما عرف باسم "حرب الكمامات"، التى اندلعت شرارتها الأولى بمناوشات لفظية، وربما تمتد لتصل إلى ميادين القتال.
وما بين اتهام ألمانى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب والولايات المتحدة بقرصنة شحنة كمامات كانت فى طريقها إلى برلين، واختيار وسائل إعلام ألمانية كذلك نفي الواقعة على لسان ترامب نفسه، تتسع دائرة الأزمة وتتزايد بوتيرة أسرع كثيراً من توقع مراقبين ومتابعين للأزمة.
وفى تقرير لها ، قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن تفشى وباء كورونا أثار حرب الكمامات فى ظل هرولة العالم من أجل إنتاج الأقنعة الطبية.
وأشارت الشبكة إلى أنه فى ظل انتشار وباء كورونا فى أوروبا والولايات المتحدة، هناك هرولة عالمية على العتاد الطبية مثل الأقنعة التنفسية والقفازات. واتهمت دول عديدة الولايات المتحدة بمحاولة القرصنة على إمداداتها، لكن تفاصيل من ربما يكون فعل ذلك لا تزال غامضة.
فى فرنسا، يتحدثون عن حرب الكمامات، كما وجهت ألمانيا أيضا اتهامات للولايات المتحدة. وقال أندريالس جايزل، المسئول البارز فى ولاية برلين، إن الولايات المتحدة قد ارتكبت قرصنة حديثة، وقال إن شحنة مكونة من 200 ألف قناع تنفسى كانت متجهة إلى شرطة برلين تم تحويلها إلى الولايات المتحدة أثناء توقفها ترانزيت فى بانكوك.
وقال تقرير وسائل الإعلام الألمانية إن الشركة المشاركة فى الطلب الخاص ببرلين كانت شركة 3M الأمريكية. لكن الشركة نفت أن يكون هناك دليلا على أن منتجاتها تم مصادرتها. وأن الشركة ليس لديها سجل لأى أقنعة تنفسية من الصين لشرطة برلين.
كما أشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن ترامب نفى ما تردد عم عمليات القرصنة، وقال "لم يكن هناك عمل قرصنة، بل على العكس".
وتقول سى إن إن، إنه فى الوقت الذى تراجع فيه المخزون من الأقنعة الطبية، وبدأت الدول فيما أسماه أحد المسئولين فى فرنسا بالبحث عن الكنز العالمى، تتردد الحكومات فى السماح بالمعدات الوقائية وغيرها بمغادرة شواطئها. وتقول العديد من الحكومات إن الأسعار المعروضة والمطلوبة لمعدات الحماية الشخصية باهظة.
وكان وزيرة الخارجية الأسبانية أرانشا جونزاليس ليا قد قالت يوم الجمعة إن طلبا على أجهزة التنفس الصناعى التى تم دفع ثمنها بالفعل قد تم حجزها فى تركيا.
وقالت جونزاليس إن ما يضمنونه هو أنه فى غضون فترة زمنية معقولة، فى غضون أسابيع قليلة، سيجعلون المواد متاحة لأسبانيا مرة أخرى.
كما تحدث العديد من المسئولين الفرنسيين عن صعوبة تأمين عمليات التسليم، مع مزايدة عملاء آخرين عليها.
ويوم الخميس الماضى، قال رئيس الوزراء الفرنسى إدوارد فيليب إن هناك صعوبات فى الوصول أحيانا إلى المنتجات من الطلبات التى لا يتم تسليمها دائما. وأرجع ذلك لعدة أسباب منها الطلب الهائل الذى تواجهه الصين من أوروبا والولايات المتحدة ومن العالم كله.
وزعم رئيسا منطقتين فى فرنسا أن عملاء أمريكيين، دون أن يحددهم، قد حاولوا أن يدفعوا للموردين الصينيين ثلاثة أو أربعة أضعاف السعر المتفق عليه لتحويل الإمدادات المهمة.
وقال رينو كوسلر، رئيس منطقة الجنوب، فى عدة مقابلات أن طلبا لإحدى المناطق الفرنسية التى لم يذكر اسمها قد اشتراه الأمريكيون نقدا، وأن الطائرة التى كانت من المقرر ان تحلق إلى فرنسا، توجهت بدلا من ذلك إلى الولايات المتحدة.
وفى سؤال لإحدى القنوات التابعة لسى إن إن، عما إذا كانت الأقنعة تم أخذها من قبل أمريكيين فى مطارات صينية، أجاب: بالظبط، وأضاف أن هناك دولة أجنبية دفعت ثلاث أضعاف سعر الشحنة، لذلك، اختفت الأقنعة والمنطقة التى طلبتهم حرمت منهم.
كما قال جان روتن، رئيس منطقة فرنسية أخرى، تصريحات مماثلة، وأوضح لشبكة إذاعية فرنسية أن هناك معركة يومية لتأمين الطلبات. وقال إن الأمريكيين يصلون إلى مدارج الطائرات ويدفعون ثلاث أو أضعاف ثمن الطلب الذى تقدموا فبه، لذا من الضرورى القتال.
وتقول سى إن إن إنه لم يتضح ما إذا كانت أى هيئة أمريكية سواء كانت تجارية أو فيدرالية أو من إحدى الولايات، ربما تكون حاولت تأمين الطلبات المقررة لفرنسا. وقالت السفارة الأمريكية فى فرنسا إن الولايات المتحدة (الحكومة الفيدرالية) لم تشتر أى كمامات كان من المقرر أن تسلمها الصين إلى فرنسا.
كما قالت الحكومة البرازيلية أيضا أن الطلب الأمريكى يعمل على تفريغ الإمدادات المتاحة. وأشار وزير الصحة البرازيلى يوم الجمعة إلى أن مشترياتهم من الأقنعة التنفسية التى كانوا يتوقعون الحصول عليها، سقط الكثير منها. وأضاف أن الولايات المتحدة كانت ترسل طائرات شحن كبيرة إلى الصين للحصول على المعدات الطبية الواقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة