أصدر بنك الاستثمار فاروس، تقرير بحثى عن أداء قطاع البتروكيماويات فى مصر، بعد لقائه مع عدد من شركات القطاع، وجاءت أبرز نتائج تلك اللقاءات، وهى أنه مازالت المصانع قادرة على العمل طوال اليوم (24 ساعة)، بواقع دورتين عمل في اليوم (ثمان ساعات وست عشرة ساعات) لتتوافق مع قرار الحظر الصحي، وتحرص الشركات أيضًا على ألا يحضر أكثر من 50% من طاقمها الإداري إلى مقراتها في اليوم الواحد.
وكشفت فاروس، أنه بالنسبة لمنتجات الصودا الكاوية والكلور، ارتفع الطلب المحلي عليها، لأنه من مدخلات تصنيع منتجات التنظيف، وفي شهر مارس، تمكن المنتجون من زيادة الأسعار ورفع الطاقة الإنتاجية لتلبية احتياجات الطلب المحلي، فيما يدفع المنتجون الآن رسوم مخفضة مقابل حصولهم على الكهرباء، المادة الخام الأساسية، بعد خفض أسعار الكهرباء في مصر بواقع 0.10 جنيه لكل كيلوواط في الساعة.
أما بالنسبة للأسمدة الأزوتية، أوضح فاروس أنه لم يقل الطلب العالمي عليها، في ظل الاحتياج الكبير لها في عمليات الزراعة، مشيرا إلى أنه في الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار صادرات اليوريا المصرية إلى 265 دولار للطن بعد انقطاع سلسلة التوريد من الصين، لكنها عادت لتنخفض إلى 245 دولار للطن بعدما بدأت معدلات التشغيل في الصين تعود ببطء لطبيعتها.
وتمكن المنتجون من الحفاظ على معدلات استخدام كاملة (أي بنسبة 100%) في الربع الأول 2020، مع عدم تأثر الصادرات، ولكن لا توجد رؤية مستقبلية واضحة في الربع الثاني 2020، خصوصا لالطلب العالمي، تعتقد الشركات أن سيناريو تحرير السوق المحلي لم يعد محتملا في 2020 في ظل الظروف الحالية.
وبالنسبة للأسمدة الفوسفاتية، قال فاروس، إن هناك تراجع فى معدلات الطلب عليها في السوق المحلي خلال الربع الأول نتيجة عوامل موسمية، ولا توجد رؤية مستقبلية واضحة لها في الربع الثاني 2020، لذا، انخفضت معدلات الاستخدام في المصانع بعدما أصبحت رؤيتها المستقبلية للصادرات ضبابية في هذه اللحظات.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تواجه الشركات بعض العراقيل عند استيراد الكبريت كمادة خام، خاصة إذا قارب المخزون الحالي على الانتهاء. وفي ظل معدلات الإنتاج المنخفضة الحالية، من المتوقع أن يدوم الاحتياطي من الكبريت لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر
وذكر فاروس، أن شركات خدمات الغاز والكهرباء، لم تظهر أي تداعيات سلبية على القطاعات العاملة في مجال الكهرباء، لكن تأثرت القطاعات العاملة في تسويق منتجات الغاز بانخفاض الطلب في محطات الوقود، وبالنسبة لتوصيلات الغاز، مع أن هذا النشاط لم يتأثر بعد، لكنه من الممكن أن تظهر عليه تداعيات سلبية بداية من الربع الثاني 2020 لأن المجمعات السكنية المطبق عليها إجراءات العزل بدأت تحظر دخول الفنيين.
أما شركات البتروكيماويات، قال فاروس، إنها تمر بفترة زيادة هامشية في الطلب على مستوى السوق المحلي لأن المنتجات الصينية التي أغرقت السوق بدأت تنفد من الأسواق، أما أسواق الصادرات، فمازالت تمر بحالة من الجمود نتيجة تفشي الفيروس في العالم، مما أدى إلى هبوط حاد في مستويات الطلب، وانخفضت أسعار البولي إيثلين مرة أخرى بنسبة 7% خلال شهر مارس لتصل إلى 790 دولار للطن، وهو السعر الأقل منذ 2008، وتحافظ الشركات على معدلات استخدام مكتملة على الرغم من ضعف الطلب نسبيًا، مما سينتج عنه زيادة في مستويات المخزون ومتطلبات رأس المال العامل.
واختتم فاروس، تقريره، قائلا إنه في ضوء الأوضاع الراهنة، وحتى مع خفض أسعار اللقيم مرة أخرى للمنتجين، من المتوقع ألا تحقق الشركات طفرة كبيرة في الأداء.
وحول أداء مصافي التكرير، قال فاروس، إنها تعمل بكامل طاقتها، لكننا نشك بأن هذه الوضعية ستستمر في الربع الثاني 2020 لأن الطلب على النفط ومشتقاته (كالديزل ووقود الطائرات والجازولين) انخفض بشدة، ومن ناحية أخرى، تراجعت هوامش عمليات التكرير، فعلى سبيل المثال، تراجع زيت الوقود الثقيل (HFO) المحتوي على نسبة عالية من الكبريت بنسبة 42% منذ بداية العام الحالي ليصل سعره إلى 201 دولار للطن.
أما المشروعات الكبيرة وخطط التوسع، اتخذت الشركات قرارًا بتعليقها بوجه عام، من المتوقع أن نرى سلسلة كبيرة من التأجيلات وذلك على مستوى جداول الانتهاء من المشروعات، وتسليم دراسات الجدوى، والإطار الزمني لعمليات التنفيذ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة