رصدت تقارير صحفية مواصلة السلطات القطرية العمل في مشاريع بناء ملاعب كأس العالم والمشاريع الضخمة الخاصة بالبطولة في الدوحة على الرغم من قواعد التباعد الاجتماعي الصارمة لوقف انتشار فيروس كورونا بين العمال الأجانب، حسبما أفاد تقرير لوكالة فرانس برس.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس عشرات العمال مع وجوه مغطاة وبدلات زرقاء شبه المتطابقة عبر الهيكل الخارجي الشاسع لـ ملعب لوسيل الذي يعد أحد الملاعب التي تستضيف نهائي كأس العالم 2022 .
ويبلغ عدد الإصابات المؤكدة بين المشاركين في عمليات بناء منشآت كأس العالم 8 مصابين كانوا يعملون في 3 مشاريع لملاعب، لكن المنظمين لم يعلنوا عن إجمالي محدد لعدد الإصابات منذ يوم الجمعة. وأعلنت السلطات القطرية عن 7676 إصابة مؤكدة على مستوى البلاد و 10 وفيات و 750 حالة شفاء.
حسب التقرير استمر العمل في بناء الملاعب والبنية التحتية لتنظيم البطولة خلال الأزمة حتى مع توقف البيع بالتجزئة غير الضروري وإغلاق المساجد والحدائق والمطاعم. كما استمر العمل على الطرق والمطار والبنى التحتية الأخرى خلال حالة الطوارئ الصحية.
وأثارت جماعات حقوق الإنسان مخاوف من أن ظروف المعيشة المحيطة بـ العمال والتي تتسم بالازدحام يمكن أن تؤدي إلى تفاقم انتشار الفيروس وتعريض تدابير التباعد الاجتماعي للخطر.
وفى وقت سابق، كشفت منظمة العفو الدولية، عن إصابة المئات من العمال في قطر بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، في وقت تحذر فيه من تفشي الوباء بسبب الظروف التي يعيشون فيها في المنطقة الصناعية بالدوحة.
وأكدت المنظمة إغلاق أجزاء من المنطقة الصناعية في الدوحة، بعد تسجيل مئات الإصابات بفيروس كورونا في البلاد، كما طالبت قطر بعدم التمييز في الرعاية الصحية للمصابين بكورونا.
وقال نائب مدير منظمة العفو الدولية للقضايا العالمية، ستيف كوكبيرن: "بينما يكافح العالم لاحتواء انتشار فيروس كورونا، فإن العمال المهاجرين المحاصرين في مخيمات مثل تلك الموجودة في قطر معرضون بشكل أكبر لتفشي الوباء بينهم".
وأضاف "معسكرات العمل في قطر مزدحمة للغاية وتفتقر إلى المياه الكافية والصرف الصحي يعني أن العمال سيكونون حتما أقل قدرة على حماية أنفسهم من الفيروس. كما أن قرب العمال من بعضهم البعض في المخيمات الضيقة لا يسمح بأي نوع من الابتعاد الاجتماعي".
وتابع: "يجب على الحكومة القطرية ضمان بقاء حقوق الإنسان محورية في جميع محاولات الوقاية من فيروس كورونا واحتوائه، وكذلك حصول جميع الأشخاص على الرعاية الصحية، بما في ذلك الرعاية الوقائية والعلاج لجميع المتضررين دون تمييز".
وزارت منظمة العفو الدولية معسكرات العمل في المنطقة الصناعية بالدوحة، حيث تم إيواء مجموعات كبيرة من العمال المهاجرين في مساكن سيئة للغاية، حيث ينامون في أسرة بطابقين في غرف مزدحمة مع سوء الصرف الصحي وأحياناً بدون كهرباء أو تشغيل ماء.
ومنذ عام 2010، عندما مُنحت قطر الحق في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، اتسع عدد العمال المهاجرين في قطر بسرعة كبيرة، حيث يعملون في قطاعات تشمل البناء والضيافة والخدمة المنزلية ويشكلون الآن 95 بالمئة من القوى العاملة في البلاد.
وفي وقت سابق، وثَقت منظمة العفو الدولية مرارا وتكرارا بواعث القلق بشأن حقوق العمال المهاجرين في المنطقة الصناعية بالدوحة، ونظام "التوظيف الاستغلالى" في قطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة