أطلق أهالى قرية عرب مطير، التابعة لمركز الفتح بمحافظة أسيوط، مبادرة جديدة من نوعها فى محافظات الصعيد، وذلك بعد ظهور فيروس كورونا المستجد، وما صاحبه من تداعيات وإجراءات احترازية فرضتها الدولة لحماية المواطنين من انتشار الفيروس، حيث أنشأ الأهالي "سوق إلكترونى لتجارة الماشية"، ليكون بديلا عن الأسواق التقليدية، التى أغلقتها الدولة ضمن إجراءات حماية المواطنين، من فيروس كورونا المستجد، الذى تحول إلى وباء عالمي.
وتعتمد فكرة سوق المواشى الإلكتروني، على توفير منصة إلكترونية يعرض عليها المهتمون بالثروة الحيوانية من مربين، وتجار، جميع أنواع الماشية، التى يتم عرضها فى السوق الحقيقي، بحيث يستطيع أى شخص التواصل مع عدد كبير من التجار ومربى الماشية، عبر "فيس بوك" وإجراء عمليات البيع والشراء.
يقول عاطف عبد الوهاب، أحد أهالى عرب مطير، وصاحب المبادرة، إن هدف المبادرة هو أن يكون هناك موازنة بين حماية أرواح الناس بعد انتشار الفيروس بهذا الشكل الكبير، والحفاظ على الحد الأدنى من وسائل كسب العيش لمن يعيشون "رزق يوم بيوم"، وخاصة المربين وتجار الماشية الذين ينتظرون الأسواق من الأسبوع للأسبوع، لتحقيق أى كسب يعينهم على قوت يومهم.
وأضاف عبد الوهاب: هؤلاء الناس يأتون للأسواق رغم علمهم بخطورة هذا الأمر، ويقولون إن السبب فى ذلك هو أنهم لا يجدون مصادر بديلة للدخل، فلهذه الأسباب جاءت فكرة السوق الإلكتروني، الذى سيسمح للجميع بالاطلاع على أكبر قدر من الماشية المعروضة، خلال وجوده فى المنزل، دون أن يكون مجبرا على الذهاب إلى الأسواق".
وتابع: "عدم امتلاك بعض مربيى المواشى والتجار، لحسابات خاصة على "فيس بوك"، كان تحديا كبيرا لنا، لكننا تغلبنا عليه بوسائل أخرى تتمثل فى استعانة التاجر أو البائع بقريب له أو صديق فى نشر الماشية التى يريد بيعها على السوق الإلكتروني".
وأضاف خالد بركات، أحد تجار الماشية بقرية عرب مطير: فى البداية، الفكرة كانت غريبة علينا، والبعض رأى أنها لن تكون ناجحة، ولكن بعد مرور الوقت بدأنا نشعر بنجاح الفكرة، وخاصة أن عمليات البيع والشراء أصبحت ظاهرة وأصبح التاجر أو المربى يجد من يتصل به ويبلغه بأنه رأى المعروض على صفحات السوق كما أن هذه الفكرة تساهم فى دعم جهود الدولة فى مكافحة فيروس كورونا المستجد لمنع الزحام والتجمعات، التى تمثل أكبر مراكز لانتشار فيروس كورونا المستجد وتابع: "السوق ده بيخلى البائع والشارى فى مكان واحد ومعهم التاجر، و تشوف على الطبيعة".
ولاقت الفكرة تأييدا وقبولا من شباب القرية ومثقفيها، فيقول سيد سليم، شاعر وأديب من عرب مطير: "الفكرة جميلة وصحية وفيها نفع للجميع، ومن القواعد الكلية الجامعة فى ديننا أنه "لا ضرر ولا ضرار"، والحفاظ على الصحة واجب أصيل، كما أن السعى فى الرزق ضرورة حياتية" كما أن تنفيذ فكرة البيع والشراء دون زحام عن طريق التواصل الإلكترونى حل وسط ومفيد وبذلك لا تتوقف التجارة؛ فالبائع والمشترى والتاجر، الكل سيستفيد، وفى الوقت نفسه لا ضرر صحى يقع على الناس".
ويقول مصطفى جاد، محامي: "علينا جميعا أن ندعم هذه الفكره علشان خاطر البلد، لأن التزاحم والزحام الموجود فى الأسواق من أخطر الأسباب التى تنقل هذا الوباء فالموضوع ليس بالهين وكبير وخطير ولابد أن يؤخذ بجدية وحزم، ونأخذ فى الإعتبار الإجراءات الوقائية حتى نمر من هذه الأزمة بأسرع وقت وتعود الحياة لطبيعتها .
وشارك فى المبادرة عدد من الشباب بالقرية ومنهم من خارج القرية، حيث انضم أحمد مولا وهو مصمم جرافيك و أحد المشاركين فى المبادرة، وقال إن الفكرة جذبت انتباهه وجعلته يشارك دعما لهذه الفكرة التى ستساعد قطاع كبير من المربين والتجار على مزاولة أعمالهم مع الحفاظ على صحتهم من خلال التعامل عن بعد أى شخص مضيفا أن الإشتراك على الصفحة لكل من يمتلك حساب "فيس بوك" يمكن أن ينضم إلى السوق الإلكترونى عن طريق زيارة الصفحة الخاصة به، التى تحمل اسم الجروب الخاص بسوق المواشى الإلكترونى (الاثنين والخميس) وبمجرد انضمامك تكون قادر على نشر صور وفيديوهات للماشية التى ترغب فى بيعها، أو كتابة منشور بنوع الماشية التى تريد شراءها على أن يكون أى منشور مرفق برقم هاتف خاص للتواصل المباشر بين البائع والشارى حفاظا على سرية التعاملات بينهما، ودون أن يكون للصفحة أى دور فى عملية البيع أو الشراء، لأن القائمين عليها لا يسعون للمشاركة فى أى عملية تجارية، وإنما توفير حلول بديلة للقضاء على الزحام وحماية الناس من خطر فيروس كورونا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة