فى الربيع من كل عام يبدأ المزارعون حصاد محصول الكتان وهو محصول يستخدم فى العديد من الصناعات ، وهو كزراعة وكصناعة عرفها المصريون منذ آلاف السنين كما تُشير النقوش الفرعونية التى توضح مراحل تصنيع الكتان المختلفة، ابتداءً من زراعته وحتى تحويله إلى خيوط، واستخدمه المصرى القديم فى صناعة ملابسه، وهى المراحل نفسها التى ورثها الفلاحون المصريون وتناقلوها حتى الآن، ابتداءً من "التشوين - التخزين"، وحتى إنتاج شعر الكتان.
وما يزال الكتان يزرع في العديد من المحافظات ويعتمد على وجود نحو 150 مصنع خاص بجانب شركة طنطا للكتان والزيوت التى تحصل على نحو 4 آلاف طن كتان سنويا .
وكشف المهندس إبراهيم الزيات، المفوض العام لشركة طنطا للكتان، أن الشركة متعاقدة على شراء محصول الكتان من المزارعين لمساحة 1000 فدان لتلبية احتياجات مصانع الشركة، لافتًا إلى إنه من المتوقع شراء كميات إضافية العام المقبل شريطة تحسن الأوضاع جراء فيروس كورونا حيث يتم تصدير جزء كبير من المنتج للصين.
وأضاف الزيات لـ"اليوم السابع"، إن التركيز حاليا على استغلال الطاقات المتاحة وتشغيل كافة المصانع، ولاسيما أنه سبق تأجير مصنع الخشب الحبيبى لمستثمر سورى بقيمة 205 آلاف جنيه شهريا، لافتا إلى إن الجهود تتركز على تشغيل مصنعى الفويل والميلامين الفترة المقبلة بدعم الشركة القابضة للصناعات الكيماوية .
وأوضح الزيات إنه يجرى تقييم لأوضاع المصانع لبحث استغلالها سواء بالتشغيل أو بإيجارها، ولا سيما أن الشركة يعمل بها نحو أكثر من 400 عامل يتم توفير جزء من رواتبهم من الشركة القابضة، ونقوم بتدبير الباقى من الموارد الذاتية للشركة
وكشف المهندس إبراهيم الزيات ، المفوض العام لشركة طنطا للكتان والزيوت ، التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية ، عن بدء استلام أولى شحنات نبات ومحصول الكتان من المزارعين بدءا من يوم 22 ابريل.
وأضاف الزيات لـ" اليوم السابع " إنه فور وصول استلام الشحنات يتم تخزينها ، تمهيدًا للبدء فى إجراءات الصناعة وفصل البذور عن " القش" ودخول المادة الخام فى مختلف مراحل الصناعة سواء النسيج أو الخشب أو الزيوت ، لافتا إلى أنه يتم تنظيم دخول الشحنات بجدول محدد منعا للتكدس ،وحفاظًا على العاملين من الأوبئة.
وحول رؤيته لزراعة وصناعة الكتان يقول الدكتور محمد عبد الرافع مستثمر فى المجال أن الصناعة لا تأخذ حقها في مصر ، بالرغم من أهمية ألياف الكتان ، لافتا الى أهمية أن نهتم بالزراعة من خلال زيادة العائد من المحصول حيث أن شركة طنطا للكتان تحصل علي كميات ضيئلة والسعر ضئيل يبلغ 4 آلاف جنيه للطن .
وأشار عبد الرافع إلى أن زيادة المساحات الزراعية من المحصول ترتبط بأهمية تسويق المنتج ، مضيفا: نحن عندنا مشكلة تسويق في مصر لأننا نصدره كمادة خام ونحتاج أن تضيف القيمة المضافة ما يزيد من أرباح الكتان .
وأشار إلى أن الصين تأخذ الكتان وتشتغل علي اعادة تشكيله وتلافي عيوبه من خلال غسله وتبييضه وإعادة تصديره كخام أو تقوم بتصنيعه كاقمشة مرتفعة الثمن فنحن نصدر الطن بسعر يتراوح من 2000 الى 2500 دولار فى حين تصدره أوروبا بنحو 20 ألف دولار وبالتالي تسعى بعض دول أوروبا لإخراجنا من السوق العالمى بحيث تستفيد هي من التصدير للصين ولا سيما أن أسعار تصديرنا للصين تقل عشر مرات عن أسعار الشركات الأوروبية خاصة فى فرنسا وبلجيكا .
وأشار إلى أنه يمكن إخراجنا من سوق التصدير بوضع مواصفات معينة للكتان لا تنطبق على الكتان المصرى مثل الرائحة أو اللون أو بعض المواصفات ،خاصة ان التجار المصريين لا يتفقون علي سعر معين للتصدير وبينهم منافسة شديدة لصالح أوروبا.
وأوضح أن وضع الكتان على الخريطة العالمية يستلزم الاهتمام بصناعته ، وبالتالى زيادة المساحات المزروعة وهى تتراوح من 60 ألف فدان إلى 70 ألف فدان ، مع التركيز على القيمة المضافة مما سيرفع من سعر التصدير ، موضحا أن شركة طنطا للكتان كشركة حكومية تحتاج ماكينات خيوط غزل رفيع وماكينات لتصنيع الأقمشة بدلًا من تصدير الكتان خام.
كما طالب الحكومة بدعم تلك الصناعة وتحفيز القطاع الخاص ، بحيث نصنع الكتان ، لافتا إلى أن هناك مصانع في الغربية والشرقية والقليوبية ويتم زراعة مساحات فى 7 أو8 محافظات ويعمل فى الزراعة والصناعة حوالي 3 ملايين عامل مما يستلزم نظرة من الدولة خاصة أن سعر طن الكتان لا يتناسب مع التكلفة حيث يباع ب 4 آلاف وسعره العادل يصل ل الطن ل6 آلاف جنيه .
وأشار إلى أن من أسباب تراجع مساحات زراعة الكتان قلة ما تشتريه شركة طنطا من المزارعين والذى انخفض من أكثر من 24 الف طن ألى 4 آلاف طن فقط .
وأكد الدكتور محمد عبد الرافع مستثمر فى مجال الكتان أنه من المهم التوجه نحو الاستفادة من القيمة النسبية لمنتجات الكتان أفضل من تصديره مادة خام وتعود إلى مصر فى صورة "غزول"وخيوط ومنسوجات بضعف الثمن، ولذا فإن الألياف الطويلة من الكتان تنتج خيوطًا فاخرة، بينما يتم الاستفادة من الخيوط الأقل فى صناعة الحبال والدوبارة، وصناعة أوراق العملة "البنكنوت" وفلاتر السجائر، فضلاً عن وجود العديد من المزايا الاقتصادية والصحية لإنتاج وتصنيع الكتان.
كما يمكن الاستفادة من السيقان فى صناعة الخشب الحبيبى، لإعادة مكانة مصر فى تصدير هذه الأنواع من الأخشاب كما كان فى فترات ازدهار زراعة الكتان حيث ينتج الفدان 5.5 طن، بقيمة تتجاوز 15 ألف جنيه بخلاف قيمة منتجات بذور الكتان، التى تصل إلى 600 كجم من البذور لكل فدان، 600 كجم من الألياف.
وأضاف : نصدر ما بين مليار الى 2 مليار جنيه سنويا كتان وبالتالى من المهم تعظيم القيمة المضافة له خاصة أن العالم يتجه للعودة الى الألياف الطبيعية فى كل المجالات مثل ألياف الكتان التى تعد ألياف صناعة المستقبل.
وبحسب الإحصاءات خلال الفترة من 2015 وحتى فبراير 2018 تم تصدير منتجات ألياف كتان بقيمة 70 مليون جنيه وفقا لبيانات هيئة الجمارك في حين أن البذرة المستورة لإنتاج زيت بذرة الكتان خلال هذه الفترة بلغت 31 ألف طن بقيمة 200 مليون جنيه، ما يستدعي الاهتمام ببرنامج إنتاج التقاوي لزيادة المساحات المنزرعة.
تصنيع الكتان وفصل الشعر عن البذرة بشركة طنطا
جانب من تخزين الكتان
عمليات تصنيع الكتان
محصول الكتان
مصنع كتان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة